الوضع قبل 25 يناير هو نفسه بعده.. بالنسبة إلى طوابير الشباب - وحتى الكهول - راغبي الهجرة إلى الخارج، وال «طَفَشَان» من البلد، وحسب أحدث تصريحات لوزيرة الهجرة نبيلة مكرم فإن عدد المصريين فى الخارج يتجاوز 11 مليوناً، ناهيك عمن فشلوا فى عبور «المتوسط».. وأصبحوا «وليمة لأسماك البحر»، سواء فى عهد مبارك أو حكم السيسى، فلم أسمع أن الهجرة غير الشرعية توقفت أو تراجعت أعدادها. ..أما «المهاجران» اللذان أتحدث عنهما اليوم فيعطيان مؤشرات خطيرة على ما نحن فيه، وما وصلنا إليه، وبادئ ذى بدء.. فأنا شخصياً أختلف معهما فى كثير من الأفكار والأطروحات، ولا تربطنى بأىٍ منهما أى علاقة من أى نوع، .. عن الأديب والكاتب علاء أسوانى والإعلامى النائب توفيق عكاشة.. أتحدث. أولا: يبدو أن «فقاعة» تقديم الأسوانى طلب هجرة إلى الولاياتالمتحدة كانت محاولة ل «شيطنة» الرجل، فقد انتشرت فجأة على أغلب المواقع الإلكترونية للصحف وتم «تقطيع» الرجل قبل أن يسارع إلى نفيها، ورد الهجوم بأشرس منه، حيث وصف الأسوانى الإشاعة بأنها من صنع «صحفيين عملاء للأمن».. وقال «بل سأهاجر إلى جزر القمر أو أى بلد بعيد.. هرباً من أشكالكم الكئيبة.. أتمنى فعلاً». ويبدو أن علاء الأسوانى يدفع ثمن كتاباته الجريئة، والتى تصل إلى حد الهجوم على النظام الذى كان من أشد مؤيديه فى وقت سابق، وأن محاولات الاغتيال المعنوى للأسوانى ستستمر.. ولا أعتقد أن الأسوانى سيهاجر.. أبداً. ثانيا: إعلان الإعلامى الألمع.. والنائب الأكثر شعبية توفيق عكاشة «هجرته» إلى ألمانيا، وألمانيا تحديدا «عشان عندهم بيت هناك» سينتهى هو الآخر فى رأيى إلى «لا شىء».. ولن تستخدم السيدة الفاضلة «أم النائب» التوكيل الذى حرره لها عكاشة لتقديم الاستقالة من البرلمان نيابة عنه، لأسباب كثيرة، بعضها معلن.. فهو تقدم لسفارة ألمانيا فى مصر بطلب الحصول على تأشيرة له ولأولاده، وهذا عادة يستغرق بعض الوقت، وليس مهلة ال 72 ساعة التى ذكرها، كذلك فإن ما يشعر به الإعلامى المثير للجدل هو أن «الدولة» لم تحسن مكافأته على خدمته لها، وأن مدير مكتب الرئيس اللواء عباس كامل لم يرد على مكالمته أو رسالته عندما كان عكاشة بحاجة إليه، وقبل كل ذلك لم يحظ بالتأييد الحكومى ليتبوأ سدة البرلمان ويترأس مجلس النواب المقبل، فكل ما قاله ينم فقط عن الإحساس ب «المرارة»، وإساءة التعامل من قبل أجهزة الأمن والجيش الذين طالما «خدمهم»، حتى أنه قال حرفيا: «الأمن الوطنى أخدونى لحم ورمونى عضم، واستغلوا حبى لمصر، وعندما استشعروا أنهم فى أمان تخلوا عنى». عموما.. بقى الأسوانى أو هاجر عكاشة، لن تخسر مصر كثيرا، وهى التي تحملت هجرة: د.مجدى يعقوب، ود.أحمد زويل ود.عصام حجى ود.فاروق الباز، ود.محمد صلاح زكى.. وغيرهم.. وحسب دراسة للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء هناك أكثر من (2600) عالم مصرى «مهاجرين» حول العالم... »يعنى مش هتقف عشان حد.«
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
حسام فتحي
Twitter: @hossamfathy66 Facebook: hossamfathy66 Alanba email ID عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.