على مَرِ التاريخ الإنساني لم تُبنَ دعامة لأية حضارة أو تقدم في العالم على مظالم، ولم تَقَُم نهضة على أنين المظلومين وشكاوى المقهورين ونداءات المستغيثين .. "الظلم مؤذن بخراب العمران" كما قال العلامة بن خلدون ...كل ظلم مآله السقوت ،وأي ظالم مصيره الخسران والخيبة والفشل..تلك هي سُنة الحياة والناس إلى يوم الدين.. "وتلك الأيام نداولها بين الناس" . ♣♣♣♣♣ الشعوب التي ازدهرت وأبدعت وصنعت المجد والإشراق الإنساني، لم يتأتى لها ذلك إلا حينما خلعت ربقة العبودية واعتصمت بحبل الحرية واختارت بعزيمة وصبر وإصرار سبيل الكرامة والانعتاق ..لا مجد لأي شعب ولا نصر لأية أمة دون معانقة الحرية ، بها يتحقق الإبداع والبناء والإنجاز.. بالتحرر و الكرامة تُبنى الأمجاد العالية وتشيد الأوطان وتتحرر النفوس وتبدع العقول وتُعمر الأرض بالعدل والحق والحب والتعاون بين الناس كافة. ♣♣♣♣♣ الغش ..والشك.. والتلفيق.. والوشاية .. والإشاعة.. والتحايل..وبث الفرقة والشقاق... والأكاذيب.. والانتقامات ..والتخوين ..ونهب الأموال ..والكلمة الكاذبة .. والرداءة..وغياب النزاهة .. وسقوط الضمير الوطني والديني ... كلها مفسدات البناء الوطني ...لن يبرأ الوطن ويتعافى جسمه من تلك السموم القاتلة و المهلكة ، إلا أن يتخلص من هذه الأمراض الفتاكة الحائلة دون التوفيق والرحمة والتلاحم والبناء والاستقامة الوطنية . ♣♣♣♣♣ خفافيش الظلام لا تحب النور والحقيقة.. والصراحة والوضوح.. ولا الصلاح والإصلاح.. تعشق الدسائس والمؤامرات ..تكيد للشريف لتجعله خائنا .. وتعلي الوضيع لتصنع منه البطل .. خفافيش سوداء القلب مغشوشة الضمير أضحت عبئا على المجتمعات ..تبيع المبدأ الغالي بالغرض الوضيع ..تتاجر بالألام والضحايا ..وتصنع البطولات الكاذبة والأمجاد المصطنعة ..متى تسترح الأوطان من هؤلاء.. البائسون.. الظلاميون.. الظالمون البائعون أنفسهم وضمائرهم للشيطان . * elyazid -guenifi ..كاتب جزائري ..