ب 1450 جنيهًا من البيت.. خطوات استخراج جواز سفر مستعجل إلكترونيًا (رابط مباشر)    «المحامين» تدعو ل«وقفة احتجاجية» غدًا وتواصل استطلاع الآراء حول «رسوم التقاضي»    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الجديد.. سعر الذهب اليوم الأحد 22 يونيو 2025 محليًا وعالميًا    سعر الفراخ البيضاء والبلدي وكرتونة البيض بالأسواق اليوم الأحد 22 يونيو 2025    بعد ارتفاعه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 22 يونيو 2025 (تحديث الآن)    الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لأهداف معادية في قم وأصفهان    استهداف مجمع نووي في أصفهان للمرة الثانية منذ بدء الهجمات على إيران    تفعيل أنظمة الدفاع الجوي في العاصمة الإيرانية طهران    أول تعليق من ترامب بعد ضرب إيران منذ قليل: قصفنا فوردو ونطنز وأصفهان    إنتر ميلان يحقق فوزًا قاتلًا على أوراوا الياباني في كأس العالم للأندية    فلامنجو والبايرن أول المتأهلين لدور ال 16    «هو عارف الحقيقة».. محمد بركات يرد على تصريحات ميدو بعد هجومه على الأهلي    شديد الحرارة ورياح.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس خلال الأيام المقبلة    انتهاء أعمال البحث.. العثور على جثمان «بدر» تحت أنقاض عقارات حدائق القبة وارتفاع عدد الضحايا ل 12    نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 تظهر ب4 محافظات اليوم.. استعلم فور اعتمادها    التعجل في المواجهة يؤدي إلى نتائج عكسية.. حظ برج الدلو اليوم 22 يونيو    نرمين الفقي: عن قلة الأعمال الفنية: «ربنا بيعوضني خير»    رفقة والدها.. أول ظهور لملك زاهر بعد تعافيها من وعكتها الصحية (صور)    وجهات نظر    من غير مكملات.. أهم الأطعمة الغنية بفيتامين د    ابعد عنها بعد الساعة 10مساءً.. 6 أطعمة تسبب الأرق    الزمالك ينهي اتفاقه مع شركة ملابس جديدة    وزير الخارجية: إغلاق جزء كبير من المجال الجوي العراقي ألحق أضراراً اقتصادية جسيمة    مكي: تواجد جون إدوارد في الزمالك خطوة على الطريق الصحيح    مريم نعوم: كان هناك حيرة كبيرة على نهاية «لام شمسية» ومصير «وسام»    رسالة حاسمة من الخطيب للاعبي الأهلي قبل لقاء بورتو    بسبب حكم غيابي.. احتجاز زوجة مدرب منتخب مصر في الإسكندرية    تصل للمؤبد.. احذر عقوبات صارمة لبيع المنتجات المغشوشة    الوقت وحده سيخبرنا.. ترامب يعلق مجددا على ضرب إيران    إنطلاق امتحانات المواد الأساسية لطلاب الثانوية العامة بأداء اللغة العربية اليوم    نتيجة الشهادة الإعدادية بمطروح: الفتيات يتفوقن على البنين والمدارس الحكومية تتفوق على الخاصة    عاجل- السيسي لبزشكيان: مصر ترفض التصعيد الإسرائيلي ضد إيران وتؤكد أن لا حل للأزمة إلا بوقف النار ودولة فلسطينية مستقلة    كأس العالم للأندية| التشكيل الرسمي ل فلومينينسي وأولسان في الجولة الثانية    الملاعب الضخمة والمقاعد الفارغة: كأس العالم للأندية تواجه أزمة جماهيرية في أمريكا    وزارة التضامن الاجتماعي بكفر الشيخ يشهد فاعليات ختام البرنامج التدريبي    صبحي موسى ومأزق التنوير العربي    د.حماد عبدالله يكتب: السينما المصرية!!    تنسيقية شباب الأحزاب تعقد صالونًا حول مرور 7 سنوات على تأسيسها    رئيس مدينة دمنهور يقود حملة مكبرة لإزالة الإشغالات من شوارع عاصمة البحيرة.. صور    وزير الخارجية الإندونيسي: 97 مواطنا على استعداد للعودة من إيران    نقابة الأطباء تنعى الدكتورة نشوى بدوي شهيدة الواجب: رحلت وبقيت رسالتها تحيا بيننا    كيف تحافظ على برودة منزلك أثناء الصيف    حكاية خلاف دام 5 سنوات بين عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وانتهى بقبلة على اليد    أكاديمية الشرطة تستقبل الملتقى الثانى للمواطنة الرقمية بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة    ننشر حيثيات وقف القضاء الإداري لعمومية نقابة المحامين اليوم    جاهزين لأسواء السيناريوهات.. خلية أزمات ومراقبة المخزون الاستراتيجي للسلع الأساسية وتوفير احتياجات الدولة من المواد البترولية والغاز الطبيعي    ارتفاع عدد المتوفين بعقار حدائق القبة المنهار ل 10 أشخاص    لإيمانها بأهمية دعم الاقتصاد الوطني.. طلعت مصطفى أبرز المكرمين من وزارة المالية لدعم تحديث منظومة الضرائب    باحث في الأمن الإقليمي: ضربات إسرائيل لإيران مقدمة لحرب أكبر ونطاق أوسع    ميناء دمياط يستقبل 11 سفينة ويغادره 8 خلال 24 ساعة    إدراج جامعة بدر في تصنيف التايمز لعام 2025 لمساهمتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة    يسرا ومصطفى شعبان في طليعة نجوم الفن العائدين.. هل سيكون النجاح حليفهم؟    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : كم اتمنى القرب منك سيدى ودون فراق?!    آداب وأخلاق إسلامية تحكم العمل الصحفي والإعلامى (4)    بداية جديدة وأمل جديد.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة    رئيس جامعة الأزهر: العقل الحقيقي هو ما قاد صاحبه إلى تقوى الله    تعرف على مصروفات المدارس لجميع المراحل بالعام الدراسي الجديد 2025/2026    حكم صيام رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البحث عن وطن فى مسرحية "العودة" لمحمد حسن عامر
نشر في المشهد يوم 31 - 12 - 2012

نجح الكاتب محمد حسن عامر فى رصد إرهاصات سبقت اندلاع ثورات الربيع العربى من خلال مسرحية للأطفال من فصل واحد يتضمن عشرة مشاهد - يغلب الإيقاع الشعرى على معظم فقراتها - تحققت الثورة فى الفصل الاخير منها حين استطاع الباحثون عن "الحرية/ الوطن" التغلب على "الضباع/ الغزاة" وزعيمهم الذين قضوا سنوات طوالًا يرهبون البلاد والعباد، ومع نهاية المشهد الاخير يجتمع الضباع بكبيرهم ويحاولون تدبير مكائد لإيقاع الثائرين وإعادة مقاليد البلاد إلى ايديهم مجددًا.. وهكذا يفعل كل أعداء الثورات.
الشخصيات حسب الظهور
يوسف – مصر
جهاد – بلاد الشام
صادق – العراق
بشير – السودان
بندر – بلاد الخليج
كل منهم يبحث عن وطنه
الجد – عين التاريخ
زعيم الضباع – الغزاة منذ فجر التاريخ
مجموعة الضباع تابعون لزعيم الضباع
المكان – في مكان ما في الوطن العربي
الزمان – في كل الأزمان
المشهد الأول

في مكان ما في الوطن العربي
المكان :
ذات صباح
الزمان :
( يدخل يوسف المسرح في ذهول وهو يري بيوتاً متهدمة وآثارا ًمن الدمار والحريق فيجد " جهاد "و " صادق " يجلسان في ملابس عليها آثار الحريق )


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يوسف :
وعليك السلام ورحمة الله
جهاد وصادق :
هل أنتما من هنا؟
يوسف :
نعم نحن من هذا البلد
صادق وجهاد :
هل تبحث عن شئ ؟
جهاد :
أبحث عن أمي .
أأنت من هذا البلد؟
لا ولكن حين استيقظتُ شممتُ رائحة دخان'وفتشت عن أمي في كل مكان
يوسف :
جهاد :
يوسف :
لقد جاء من قبلك اثنان ومن قبل الاثنين اثنان يقولان فتشنا في كل مكان
أعلم أن تفقد طفلاً او طفلة في أي زمان لكن أن تفقد أمّاً أو مكان.
نحن مثلك؛قمنا فلم نجد الأيام وكأن كل شئ يُسرق منا الآن.
كيف يفقد الإنسان الأم والبيت والأمان؟هل سرقوا أم قتلوا أم حرقوا أم أن هذه كوابيس أحلام؟
هل تذكر أمك قبل اليوم.. لونها.. شكلها؟؟
( يذهب يوسف بعيدًا واصفًا أمه )
أمي هي أم الأمم.
سمراء الطلعة بيضاء الضحكة
في قلبها شريان
يملؤنا حياة وبهجة
هي قاهرة وعلي الحب قادرة
أعطت كل من جاءها
وهزمت كل من غزاها
وتجد فيها
العزة والنصر والقدم
ولكن حين استيقظت لم أجدها
ولا اعرف من أخاها
وأنت يا جهاد، هل تذكرها ؟
أمي، نعم أذكرها؛ بكل فخر
هي بوابة التاريخ
الأبية الشقراء
ذات الثلوج البيضاء
هي طبرية والأرز والفيجا
هي الدبكة والزيتون والقهوة
هي أحاديث النساء في السهرة
وذات صباح
إنهمرت الضباع في كل مكان
في وجهها صورة إنسان
تخطف البيت تهدم الأمان
فوقفت أمي في وجه الطغيان
تحمل في يدها الإيمان
ويد تحمل السهام
ولكن بعد فترة من الزمان
انفرط العقد
وقتل الإخوان الإخوان
وتملك الضباع المكان
وحين استيقظت لا أعرف
أين أمي أو أين نحن الآن.
وأنت يا صادق؟
أنا بابلي.
أبلدكَ هذا؟!
بل هي أمي
هي مشعل الحضارة
تحمل في طياتها الإمارة
أضاءت الدنيا
علوماً وحضارة
وفي الإسلام هي الكوفة والبصرة
نهر العلم والزهاد
هي النداء
وأصوات السيوف والجهاد
يشقها نصفين نهران
ملآها عزة وحضارة ونماء
ولكن طمع الضباع
في وهن البلاد
بعد ان سقطت
القلاع في نفوس العباد
وهرب الإخوان عند النزال
فجلس الضباع
علي مائدة الشواء
يضحكون ...وينظرون
كيف يأكلون الشاه
وحينما أفقت
شممت رائحة دخان
وبحثت عن أمي في كل مكان
(وهم يتحدثون يدخل رجل طاعن في السن تبدو عليه الحكمة)
لنسأل هذا الرجل؛
فهيئته تدل علي المعرفة.
هل تعرف شيئًا مما يحدث يا جدنا؟
أو من نحن؟ أو من أين أتينا؟
منذ بزوغ الفجر
والقصة تعاد
بين وجود الله والإُلحاد
بين آدم وحواء
وقابيل وهابيل
ونار إبراهيم
وأولاد نوح
وزوجة لوط
ومن تآمروا علي عيسي
وفرعون وموسى
وكفار قريش مع محمد صلي الله عليه وسلم
ثم صراع التاج والثروة
من يقتل من أجل المال
ومن يموت في سبيل عرش زال
ما تلبث أن تنهض أمة
وتتجمع فيها أسباب القوة
حتي تغزوها الشهوة
من طمع ونساء وسلطة
فتخرج الذئاب والضباع
من الكهوف العفنة
فتجثو الأمة علي ركبتيْها في المذبح ( والأخوان يشاهدون الشاة تذبح)
من يصمت
يأكل أكثر
ومن يرفض
يصبح أبتر

فتقطع الأم أشلاء
وينقص الإخوان علي عقِبَيهم
فيصبح الناس في وجوم
وهم وجلون في شبه جنون
(ثم يخرج من المسرح وهو مازال يردد : وحين استيقظتُ شممتُ رائحة دخان وفتشت عن أمي في كل مكان ).
إظلام

صادق :
جهاد :

صادق :
يوسف :


جهاد :









يوسف :










صادق :
جهاد :
























صادق :

يوسف :

صادق :





























يوسف :


جهاد :

صادق :

الجد

المشهد الثاني

(يدخل زعيم الضباع مندفعا إلي المسرح ومن خلفه خمسة من أتباعه ينتشرون في كل مكان ولهم أصوات مخيفة)
يا ضباع الإنس أفيقوا
يا ضباع الإنس، هل تعرفون عمَّا أبحث ؟
تبحث عن ضعف الإنسان، جيفة إنسان
لا لا .. أنا أبحث عن قتل الإخوان
علي من يحرق بيته
ويسرق منه الأمان
علي من يلعن جاره
ويقتل أطفاله
علي من يلقي أمه خارج داره
علي من يأكل لحم أخيه
لا نأكل الإ الدم
نبحث عن رائحة الجيفة
نحن جوعي، نحن جوعي
انتظروا انتظروا
عندما تهوي الأبراج
وتسودّ النفوس
فيسير الإخوان فُرادَى
فنأكل أقصاهم بعدًا
حتي ينقص الجمع رويدًا
نحن جوعي.. نحن جوعي
لا نأكل الشاة
إلا من الغنم القاصية؟؟
بل وأيضاً الشاة لا تؤكل
الإ من ذئب يترقب
الشاة لا تؤكل الإ من ذئب يترقب
(وفي صوت واحد الزعيم مع مجموعة الضباع: الشاة لا تؤكل الإ من ذئب يترقب )

زعيم الضباع :

مجموعة الضباع :
زعيم الضباع :






مجموعة الضباع :


زعيم الضباع :





مجموعة الضباع :


زعيم الضباع :

مجموعة الضباع :

إظلام


المشهد الثالث
( يدخل المسرح بشير وبندر يجريان وهما يتحدثان في صوت واحد، وصادق وجهاد ويوسف يتهامسون )
ماهذه الأصوات؟وما هذه الرائحة؟
رائحة دخان في كل مكان..
ولكن أين نحن؟
ومن أنت ومن أنا؟
لا أذكر إلا أنني استيقظت فلم أجد شيئًا .
أعتقد
أنك من بلاد بعيدة.
(بعد لحظة شرود)
بل هي بلاد سعيدة؛
هي النخل والبيداء والقمر
والتمر والهيل والسهر
أمجاد وبطولات
هي الشعر والقلم
والجود والكرم
وجوه من العنبر
وخيام وأغنام ولبن
فأرسل الله علينا النعمة
فتطاولنا في البنيان
فعادت الضباع
تحوم حول الخيام
فأجلسناها علي موائد الطعام
فنسينا النخوة
فهجرنا الإخوان
وحين أفقت
وجدت زهورًا
وفضاء ونماء
ولكن ليس فيها طعم الإنسان
ماهذا الذي نجد
إلى متي سنظل هكذا؟
معذرة للغطي وحكاياتي
اذهب أنت إالي حال سبيلك
ما سبيلي أسعد من سبيلك.
وجهك يدل علي الإرهاق.
كأنني لم أنم منذ دهرٍ
قل لي حكاياتك؛
لعلنا نقطع الوقت.
ما أبعد اليوم بالبارحة!
فبالأمس
كنا نفترش الحب
وبساطة الأيام
وأحاديث العجائز
وسط الدار
نجلس في أذيال
جلاليب الأجداد
نسمع أساطير
من حرروا البلاد
وعن ملك
كان يعتق العباد
وأميرة بحسنها الأخاذ
أحبت فقيرًا صياد
وكانا نيليْن
يسيران وسط القلوب
والأم
بكرُ عذراء غرِّاء
تستحي الطبيعة
من حَوَر
عينها السمراء
فأرسل الله علينا النعمة
فاندست الضباع
في الضمائر الخربة
توغل صدر الإخوان
بأحلام الثروة
فغارت قبائل الجاهلية
بقلوب وحشية
فاختلط الدم علي الأرض
أصوات تصرخ
ووجوه تبكي
وضباع تضحك
وحين أفقت
فتشت في كل مكان
عن أمي
أو عن بقايا إنسان
فلم أجد إلا البوم والغربان
بندر :
بشير :


بندر :
بشير :

بندر :




















بشير :

بندر :

بشير :
بندر :
بشير :
بندر :

بشير :

إظلام
المشهد الرابع
وهم جميعًا يبحثون عن أمهم- يظهر قصر جميل ( الدنيا كما يصورها الغزاة) يسمعون لحنًا وغناءً وأصوات المياه الذبة ويجس زعيم الضباع في زي إنسان- وهويعلق خلفه بعض الكلمات الت يستعملها لغزو البلاد وهي ( السيف- الدين – الحرية- الكلمات – المال)

ما هذا الجمال الأخاذ؟
أتسمعون صوت الغناء؟
بل أسمع صوت الماء
أشمُّ رائحة الشواء
من هذا الرجل جميل الطلعة والملبس؟
فلنذهب نسأله عما كنا نبحث.
(يقتربون جميعًا من الرجل ويتقدمهم يوسف يسأله)
السلام عليكم
وعليكم السلام
كنا نبحث عن ...
أعلم علامَ تبحثون ! عن الأم.
فهل ضاعت أمك مثلنا؟
مثلي أمه لا تضيع؛
لأنها تعرف ماتريد
لاتضيع الأم بدون هوية أو طريق
إلا برجال يقتلون أحلامهم
من أجل أن ينيروا الطريق
هل تعرف الطريق لكي نجد الأم؟
معذرة، لانملك شيئًا نعطيك إياه
الأمة التي تضيع لا تعود
إلا برجال يوفون بالعهود
(تقول مجموعة الإخوان في صوت واحد):
نحن رجال نفِي بالعهود وإن وجدناها فلن ندعها تعود
هذه الكلمات هي من حكمت العباد منذ بزوغ فجر التاريخ وحتي الميعاد
(وهو يشير إلي الكلمات المعلقة علي القصر)
(السيف-الدين-الكلمات-المال-الحرية)
(وتنظر المجموعة إلي الكلمات وتقول في صوت واحد):
السيف للأعداء لكي نحمي العباد
وبالسيف حكم الطغاة البلاد
الدين يسمو بالإنسان ويطهر القلوب
وقالوا إن الدين أفيون الشعوب
كم أنار الحكماء بكلمات اللسان الزمان
كم زيف الشعراء الكلمات للسلطان.
بالمال يحيا الإنسان وتزدهر الحضارات
وبنفس المال ينسحب القواد من القتال
بالحرية تعيش الشعوب في أمان.
وقالوا إن للحرية وجهان
أنت تأخذ أسوأ مافي الكلمة
وهل ستبني الأمة بالكلمات؟
نور الله من الكلمة ونور العلم من الكلمة
كل الكلمات تصنعها الأعمال وليس بالكلمات فقط تصنع الآمال
( في صوت واحد وبكل حماس )
ولكننا صنعنا حضارة فاقت الخيال
وسنعيد بناء الأمة رغم العدا
ثم يبدأ الزعيم يظهر علي حقيقته، فارتعدت المجموعة والتفوا حول بعضهم ثم خرجوا خائفين خارج المسرح
لم تدم أمة عبر الأجيال
إلا والتهمتها الأطماع والأحقاد
ثم نعود نحن الضباع
لنجلس ونسفك الدماء
ونرقص علي أنغام البكاء
جهاد :
بندر :
بشير :
صادق :
يوسف :


يوسف :
زعيم الضباع :
يوسف :
زعيم الضباع :
جهاد :
زعيم الضباع :




بشير :
بندر :
زعيم الضباع :







زعيم الضباع :





زعيم الضباع :
مجموعة الإخوان :
زعيم الضباع :
مجموعة الإخوان :
زعيم الضباع :
مجموعة الإخوان :
زعيم الضباع :
مجموعة الإخوان :
زعيم الضباع ضاحكاً:
يوسف :
زعيم الضباع :
جهاد :
زعيم الضباع :
مجموعة الإخوان :




زعيم الضباع :
ظلام
المشهد الخامس
( يجلس الجد في عمق المسرح ثم يدخل عليه المجموعة فيقفون بظهورهم إلي الجمهور وكأنه يخطب فيهم)
مازالت الضباع تنخر فينا يتكاثرون يومًا بعد يوم يمزقون جسدنا من الداخل والجسد في غفلة عن هذا
وماذا نصنع نحن الآن
لنعيد الأمن والأمان؟
فلتولوا فيكم من يصلح..
الأجدر أفضل والأصلح
لتلتفوا تحت راية الاتحاد
لتعيدوا عصور الأمجاد
ولتنبذوا الأطماع والأحقاد
وتذكروا أن الضباع لا تأكل
إلا من الأم القاصية
الجد :

مجموعةالإخوان :

الجد :

ظلام
المشهد السادس
( تدخل مجموعة الإخوان المسرح وهم يتكلمون ببعض الكلمات المتداخلة غير المفهومة؛ لكي يختاروا من سيقود الأمة )
أنا الأصلح بل أنا الأجدر بها – ولماذا لا يكون أنا ، بل أنا من يصلح لها – ليس غيري .
فلتقترعوا أو تقترحوا
فأنا من سيقود الأمة
ألم تسمعوا أساطير أجدادي؟!
كتبت علي جدران المعابد
يرويها البسطاء حول النهر
بعودة الفرسان عبر الزمان
في ضوء الفجر
يحملون في وجوههم الكبرياء
وضحكات النصر
وكم غزوات من الحقد
قهرت عند أبواب بلادي
ولماذا لا أحكم أنا؟
ففي أرضي كنوز
سوداء وصفراء
ومن يملك المال
يملك العسكر والسلطان
فبالمال يحيا الإنسان
وتخون البلاد البلاد
وتُشترى نفوس العباد
بالمال يبيع الأب الأولاد
وتنتهك أعراض النساء
بالمال تستعبد قلوب الرجال
فأحكم أنا كي أحقق لكم الأحلام
أنت تهذي..
فليس بالمال فقط
تحكم البلاد
وكأننا في سوق النخاسات
فأنا أصلحكم
فنحن في صدر الإسلام
ملكنا العلم والعلماء
وأضأنا سراج المعرفة
في ربوع البلاد
ففي الكوفة والبصرة
كنا نسمع أزيز
همهمة الذكر في الليل
وتزاحم الكلمات
في مجالس العلماء
فأنبعث النور من بلادي
يمحو الظلم والظلمات
فأحكموا بالكتاب
يرضى عنكم رب العباد
وما أدرانا أنك
ستحكم بالكتاب
عندما تتولى أمر البلاد
ويثق بك العباد
فأنا من يصلح للملك
فقلوبنا بيضاء
مثل برد الشتاء
وبلادنا مهبط الأنبياء
والصخرة والمسجد يشهدان
وسنظل في جهاد
حتي يوم الميعاد
نزرع ونحصد
نبني أعمدة النضال
ونحكي كل يوم للأطفال
بقدوم النصر لا محالة
صه! لا يتكلم أحد
منذ قديم الزمان
اتفقنا علي ألاَّ نتفق
أن نجتمع أجسادًا وقلوبنا شتي
فيطمع فينا من يرانا نفترق..
متي سنعيد قوتنا؟
وماذا فعل قبلنا الأجداد
إلا الموت في سبيل البلاد
دفاعًا عن العرض والدين والعباد
فلنحمل المشعل نحن الأحفاد
وننبذ المؤامرات والدسائس والأحقاد
فقولوا معي:
بالجماعة والقوة والاتحاد
سنعيد إلي أمتنا الأمجاد
بالجماعة والقوة والاتحاد
سنعيد إلى أمتنا الأمجاد
مجموعة الإخوان :

يوسف :










بندر :














صادق :

















جهاد :

















بشير :













مجموعة الإخوان :


ظلام
المشهد السابع
(يجلس زعيم الضباع في شمال المسرح وعليه "إسبوت" الإضاءة- وباقي أركان المسرح مظلمة وحوله باقي أفراد مجموعة الضباع- وهو يتكلم معهم بصوت غير مسموع فيتركهم ويذهب إلي وسط المسرح ويقف وحده)
إذا أردت أن تهدم أمة
فاجعل غفيرهم سلطانهم
والمال دولة بين أغنيائهم
وجهلاءهم أمراءهم
وأراذلهم قادتهم
فيختفي النجاح وتزداد الفوضى
وينتشر الفساد في العامَّة
وتبقى اللذة غايتهم
ويُترك الدين رويدًا
وتكثر الأمراض
وتخرب الضمائر
وينتشر الفقر
فنشم رائحة دخان
ونتحين لحظة الموت
لننقضَّ علي جسد الأمة
وبذلك تهدم الأمة
وبذلك تهدم الأمة
زعيم الضباع :
إظلام
المشهد الثامن
( يجلس الجد في يمين المسرح ويوسف وصادق وجهاد وبندر وبشير يقفون في نصف دائرة تجاه الجد و يميلون نحو الجمهور)
يا إخوان التراب
والتاريخ
قوموا من غفلتكم المظلمة
فالجسد يحترق في كل مكان
إما من بطش سلطان
أو من خان الضمير وقتل الأمان
وزرع الأمراض وأكثر الفساد
ومن أعاد الرق في نفوس العباد
حتي استفحل قراصنة المال
فجعلوا الحق مقطوع اللسان
والظلم هو شيمة الرجال
فلتغلقوا أطماع نفوسكم
لكي تنزعوا الأرض من أنياب الغيلان
فالأمة تقوم بين
القوة والمال والسلطان
والعدل والحب والإيمان
فلتبنوا قلاع الحب
لتعيد الطيور إلي الأبراج
شتات القلوب
ولتحصنوا نفوسكم
بأسوار الإيمان
فولوا من يرى الله
في وجوه العباد
ويرى الزهد
في فتنة المال
ويرى العرش
بعده وقد زال
(فيتركهم الجد ويخرج،ويذهب يوسف بعيدًا عنهم إلي ركن المسرح وحيدًا- فيقف باقي مجموعة الإخوان يتهامسون- ثم ينظرون إلي يوسف و يقولون في صوت واحد)
الخيرة فيما اختاره الله،
ولقد اخترناك أميرًا للبلاد
فأنت بيننا الأقوي والأحكم.
لا،فأنا لست طالوت
فطالوت اختاره الله
ومن يختاره الناس
فقد اختاره الله
(في خوف)و لكننى الآن لا اريد حكماً
أنا أريد دارًا وأطفالاً
وعينين خارج الدار
تمتلئان شوقًا وانتظار
إن الملك لله يعطيه من يشاء
فيعز من يشاء ويذل من يشاء
فخذ ما أعطاك الله
واعدل بين العباد
نعم نعم نعم في تهكم
وما ألبث أن أحكم
حتي تتكالب النفس والهوى
وفتنه العرش والمال
وزهوة الحكم والجبروت
وبطانة السوء وأصدقاء الفتن
فالبس نفسي طاووسًا
فيقتل العدل
ويفر الناس في جلودهم
وأرى في ضحكات الناس
دعوات الموت



إن الله قد خير العباد
فاختاروا الأمانة
وحملوها بين الناس
إذا أخذتها بحق نجوت
وإذا فرطت هلكت
فخذ ما اعطاك الله
واختارك له الناس
( يقف متأصلاً صامتًا ثم يمشي وهو يفكر ثم ينظر إلي المجموعة ثم يطأطيء رأسه ويقول )
إذن،فلا سبيل إلي الرجوع..
إذن الخيرة فيما اختاره الله
ثم الناس
فلسوف أحكم بالعدل
والحق
فإن أعوججت
قوموني بالسيف
فما أهون القتل
أمام الظلم
ولا تتركوا الخطأ ولو صغيرًا
فإنه مع الوقت يصير كبيرًا
فإن ظلم الناس؛ من خوفهم
و سرقة الناس؛ من ترك حقوقهم
وبطش الناس؛من الاستكانة
وذل الناس؛ من خنوعهم
فإن عدلت
فهذا هو الحق
وإن طغيت
أصبحت عدوكم
فإن لم تغيروا حياتكم
فلن يغيرها أحد غيركم
الجد :



































يوسف :

المجموعة :

يوسف :



المجموعة :



يوسف :















مجموعة الإخوان :








يوسف :
إظلام
المشهد التاسع
( يدخل زعيم الضباع يحمل سيفًا في يده مسرعًا إلي خشبة المسرح ويجري خلفه مجموعة الضباع وهم يرتعدون وينظرون في كل الاتجاهات)
يا ضباع الإنس يا ضباع الإنس
انكصوا علي عقِبَيكم
فروا اإلي الخلاء وكهوفكم العفنة
لقد عادت الشاة الشاردة
إلي الغنم
واختفت الوشاية
والدسائس والغدر
لقد قتلوا الخيانة
بينهم
وعرف الحب طريق
قلوبهم
وعاد الإيثار
وحب الجار إلى دروبهم
فلا سبيل إلي
الدخول بينهم
فلا أطماع ولا حسد
ولا أمراض في الجسد
هيا هيا فروا الآن
ولكننا سنعود
إذا ضاعت الأمانة
وخربت النفوس
وعادوا كما كانوا
بالأمس
فسنعود نحن الضباع
فنحن لا نأكل
إلا من جسد
قد أصبح جيفة
زعيم الضباع :
إظلام
المشهد العاشر
(يدخل المسرح كلُّ من جهاد وبندر وصادق وبشير خلف يوسف وهم يجرون خلف زعيم الضباع وهو يحاول الهرب فيقف يوسف أمامه واضعًا السيف تحت رقبته فيقع سيف الزعيم علي الأرض)
فلتقتل هذا الوسواس الخناس
هذا رأس الحية
هو من وضع السم للقلوب
لقد نزعنا عصابة الأطماع
الخير ينتصر في النهاية
ولكن لا ينتصرإلي الأبد
فأطماع الحكم لا تنتهي
وشهوة المال لا تشبع
والدسائس والمكر والخيانة
أمراض لا تشفى
بموتك ستموت الأطماع
والدسائس والمكر

لا،لن نترك
شمسكم تعود من جديد
لتعيدوا بناء الأمة
ولتنيروا أركان الدنيا
فتصبحوا أكثر نفيرًا
وتدني لكم الارض بخيراتها
ونصبح عندكم عبيدًا – لا لا
ولكننا سننتظر
عندما يعود الصراع بينكم
وتتكالبون علي أنفسكم
ويصبح المال غايتكم
ويسود الظلم والجور
فيصبكم الوهن والخَوْر
عندها، سننقضُّ عليكم
بالحروب والمؤامرات والدسائس
نستنزف الثروات
ونضرب الذمم
فتضلوا بين الأمم
وحينها
سنعود ذات صباح
وستعود رائحة الدخان
منتشرة في كل مكان
ولن تجدوا الأمان
وستبحثون عنه في كل مكان
(فيقتل يوسف زعيم الضباع ومجموعة الإخوان ملتفون حوله،يقفون حول جثة زعيم الضباع- فتعلو الصيحات- صيحات النصر- ويدخل عليهم الجد محمولاً علي الأعناق)
ليس هذا أول من يقتل
ولن يكون آخر من يقتل
هذه هي الدنيا..
من بدء الخليقة إلي القيامة
بين الخير والشر تكمن الأمانة
ما أشد مرارة الهزيمة
بعد القوة!
وما أجمل حلاوة النصر
بعد الهزيمة!
الحمد لله يا أولادي
لقد عاد الهواء
عادت رايتنا ترفرف
فأعيدوا أمجاد تاريخكم
وأنيروا البيوت والطرقات
بالعدل والإيمان والحب
وإياكم وزهوة التاج
وحب الإمارة
والغني والترف
ولا يكون بينكم
أسياد وعبيد

ولا تتفاخروا بينكم إلا
بالعلم والجهاد والعدل
فقولوا معي :
فلتحيا أمتنا هي خير الأمم
فلتحيا أمتنا هي خير الأمم
ويقف يوسف في وسط المسرح ممسكاً بسيفه وهو يقول إن النصر والعزة لله يعز من يشاء ويذل من يشاء
لقد عادت الأمم إلي الوطن
وولي الظلم وجاء الحق
وإنا إن شاء الله عليه نسير
إظلام
تمت
بشير :
جهاد :
بندر :
صادق :
زعيم الضباع :





يوسف :


زعيم الضباع :




























بندر :
بشير :
جهاد :

صادق :
يوسف :

جهاد :

الجد :


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.