حذرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، السلطات المصرية من أن استمرار تجاهل السبب الحقيقي لحادث تحطم الطائرة الروسية في سيناء, سيأتي بنتائج عكسية. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 16 ديسمبر أن السلطات المصرية ما زالت تنكر فرضية الحادث الإرهابي بشأن الحادث, من أجل عدم التأثير على قطاع السياحة, إلا أن هذا لن يفيد. وتابعت " الإنكار لن يساعد السياحة المصرية, في تجاوز تداعيات الحادث, خاصة أن روسيا والغرب, أكدوا فرضية العمل الإرهابي". واستطردت " الحادث أكد قوة تنظيم داعش الإرهابي, واستمرار السلطات المصرية في رفض الاعتراف بهذا الأمر, لن يحل أزمة السياحة في البلاد". وأضافت " التقرير المبدئي الصادر عن لجنة التحقيق المصرية, استبعد العمل الإرهابي وراء حادث الطائرة الروسية, متجاهلا التقارير الروسية والغربية". وأشارت الصحيفة إلى أن الاعتراف بأن "داعش" هو من أسقط الطائرة الروسية, ومعالجة الثغرات الأمنية, التي استغلها التنظيم, هي البداية على طريق إقناع السياح الأجانب بالعودة إلى مصر مجددا. وكانت مجلة "ديلي بيست" الأمريكية انتقدت أيضا التقرير المبدئي, الذي أصدرته لجنة التحقيق المصرية برئاسة الطيار أيمن المقدم, حول حادث تحطم الطائرة الروسية في سيناء, في 31 أكتوبر الماضي. وقالت المجلة في تقرير لها في 15 ديسمبر إن هذا التقرير, لم يف بالمعايير الأساسية المطلوبة للتحقيق في الحادث, وتتدخل فيه عوامل السياسة, أكثر من التحقيق الجنائي, والتوصل لأدلة موثقة, حسب تعبيرها. وتابعت " التحقيق في حادث الطائرة الروسية يعتبر الأكثر إحباطا, والأسوأ من نوعه, في تاريخ التحقيقات في حوادث الطيران في العالم". وفي محاولة لإحراج القاهرةوموسكو بشأن الحادث, استطردت المجلة', قائلة :"إن حطام الطائرة الروسية المنكوبة كان منذ البداية في متناول المحققين، وهناك حوادث طيران أخرى وقعت في ظل ظروف أكثر غموضا وتعقيدا, وتوصلت التحقيقات فيها لأدلة مقنعة, وفي وقت قصير". وأشارت "ديلي بيست" إلى أنه في حادث الطائرة الروسية, ظهرت روايات مختلفة حول حادث واحد, بسبب تضارب المصالح, وهو ما جعل التحقيق فيه, الأسوأ من نوعه, على حد قولها. وكان رئيس لجنة التحقيق المصرية بشأن حادث الطائرة الروسية الطيار أيمن المقدم أعلن في 14 ديسمبر الانتهاء من إعداد التقرير الأولي للحادث, وأنه لا توجد أى أدلة حول وقوع أى عمل غير غير طبيعي أو إرهابى، وأن اللجنة مستمرة فى متابعة التقارير الفنية عن الطائرة. وقال المقدم :"لجنة التحقيق الفني لم تتلق حتى تاريخه ما يفيد بوجود تدخل غير مشروع أو عمل إرهابي، واللجنة مستمرة في عملها بشأن التحقيق الفني". وأوضح تم إرسال التقرير إلى الممثلين المعتمدين للدول التي لها الحق في الاشتراك بالتحقيق وإلى منظمة الطيران المدني الدولي "الإيكاو". وأضاف المقدم أن هذا التقرير يتضمن 19 بندا ثابتا متعارف عليها في تحقيق الحوادث يتضمن المعلومات الأولية المتاحة أمام لجنة التحقيق حتى تاريخ صدوره والذى يحتوي على معلومات يتم تدقيقها بشكل مفصلا من خلال مراحل التحقيق القادمة. وأشار إلى أن التقرير المبدئي أقر أن البحث عن أجزاء الحطام امتد إلى أكثر من 16 كيلومتر من موقع الحطام الرئيسي. ورفضت موسكو ضمنيا هذا التقرير, حيث أعلن دميتري بيسكوف السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا يستطيع التعليق على تصريحات مصرية بشأن عدم العثور على اثباتات إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء بعمل إرهابي. وقال بيسكوف للصحفيين بموسكو في 14 ديسمبر/:"أستطيع التذكير بالنتيجة التي توصل إليها خبراؤنا من الأجهزة المعنية الخاصة، إذ استنتجوا أن ذلك كان عملا إرهابيا".