اتهمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، السلطات المصرية بتجاهل الواقع, فيما يتعلق بحادث تحطم الطائرة الروسية فى سيناء فى 31 أكتوبر الماضي. وأضافت الصحيفة فى تقرير لها فى 15 ديسمبر، أن السلطات المصرية لا تزال تعول على نظرية المؤامرة الغربية, للتغطية على ما سمتها حقيقة نجاح الإرهابيين فى الوصول إلى مكان حساس, مثل مطار شرم الشيخ الدولي. وتابعت، "رغم أن روسيا والغرب قالوا إن الحادث وقع بسبب عمل إرهابي, إلا أن السلطات المصرية تواصل تناقضاتها, وتتجاهل الواقع", على حد قولها. وأشارت الصحيفة، إلى أن "التقرير المبدئي, الذى أصدرته لجنة التحقيق المصرية, حول الحادث, يوضح أن السلطات المصرية لا تزال تعول على نظرية "المؤامرة", بعيدًا عن التعامل مع الأسباب الحقيقية للحادث". وأضافت "نيويورك تايمز"، أن الطريقة التى تتعامل بها القاهرة منذ البداية مع هذه الكارثة, واستمرار الحديث عن نظرية "المؤامرة", يعكس ما سمته "تضليلاً" بشأن الحادث, حسب تعبيرها. وكانت مجلة "ديلى بيست" الأمريكية، انتقدت أيضًا التقرير المبدئي, الذى أصدرته لجنة التحقيق المصرية, حول حادث الطائرة الروسية. وقالت المجلة فى تقرير لها فى 15 ديسمبر إن هذا التقرير, لم يف بالمعايير الأساسية المطلوبة للتحقيق فى الحادث, وتتدخل فيه عوامل السياسة, أكثر من التحقيق الجنائي, والتوصل لأدلة موثقة, حسب تعبيرها. وتابعت "التحقيق فى حادث الطائرة الروسية يعتبر الأكثر إحباطا, والأسوأ من نوعه, فى تاريخ التحقيقات فى حوادث الطيران فى العالم". وفى محاولة لإحراج القاهرةوموسكو بشأن الحادث, استطردت المجلة', قائلة :"إن حطام الطائرة الروسية المنكوبة كان منذ البداية فى متناول المحققين، وهناك حوادث طيران أخرى وقعت فى ظل ظروف أكثر غموضًا وتعقيدًا, وتوصلت التحقيقات فيها لأدلة مقنعة, وفى وقت قصير". وأشارت "ديلى بيست" إلى أنه فى حادث الطائرة الروسية, ظهرت روايات مختلفة حول حادث واحد, بسبب تضارب المصالح, وهو ما جعل التحقيق فيه, الأسوأ من نوعه, على حد قولها. وكان رئيس لجنة التحقيق المصرية، بشأن حادث الطائرة الروسية الطيار أيمن المقدم أعلن فى 14 ديسمبر الانتهاء من إعداد التقرير الأولى للحادث, وأنه لا توجد أى أدلة حول وقوع أى عمل غير غير طبيعى أو إرهابى، وأن اللجنة مستمرة فى متابعة التقارير الفنية عن الطائرة. وقال المقدم :"لجنة التحقيق الفنى لم تتلق حتى تاريخه ما يفيد بوجود تدخل غير مشروع أو عمل إرهابي، واللجنة مستمرة فى عملها بشأن التحقيق الفني".. وأوضح تم إرسال التقرير إلى الممثلين المعتمدين للدول التى لها الحق فى الاشتراك بالتحقيق وإلى منظمة الطيران المدنى الدولى "الإيكاو". وأضاف المقدم، أن هذا التقرير يتضمن 19 بندًا ثابتًا متعارف عليها فى تحقيق الحوادث يتضمن المعلومات الأولية المتاحة أمام لجنة التحقيق حتى تاريخ صدوره والذى يحتوى على معلومات يتم تدقيقها بشكل مفصلا من خلال مراحل التحقيق القادمة. وأشار، إلى أن التقرير المبدئى أقر أن البحث عن أجزاء الحطام امتد إلى أكثر من 16 كيلومترًا من موقع الحطام الرئيسي. ورفضت موسكو ضمنيا هذا التقرير, حيث أعلن دميترى بيسكوف السكرتير الصحفى للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أنه لا يستطيع التعليق على تصريحات مصرية بشأن عدم العثور على إثباتات إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء بعمل إرهابي. وقال بيسكوف للصحفيين بموسكو فى 14 ديسمبر:"أستطيع التذكير بالنتيجة التى توصل إليها خبراؤنا من الأجهزة المعنية الخاصة، إذ استنتجوا أن ذلك كان عملاً إرهابيًا".