في تصعيد جديد للأزمة التي تمر بها جماعة الإخوان المسلمين، خرج الأمين العام للجماعة "محمود حسين" متحديًا الشباب والقيادات المنتخبة ليؤكد أنه "ما زال نائبًا للمرشد العام محمد بديع"، ليطال الرجل عقب لقائه على فضائية الجزيرة مباشر، سهام النقد من الجميع، لتعرى الأزمة وجهًا آخر ل"الإخوان" بأنه "لا ملالى لهم"، على غرار تقديس "ملالى إيران". ولم تكن الحملة الضارية التي شنها شباب جماعة الإخوان المسلمين، على "حسين" وليدة لحظة صعوده منبر فضائية الجزيرة، فالهجوم القاسي على الرجل الذي يرى نفسه نائبًا للمرشد محمد بديع فيما يبدى الشباب عدم اعترافهم به، كشف وجهًا آخر ل"جرأة الشباب" المعروف عنه التدين والأدب الجم مع قياداته، فضلا عن تسبب حوار "حسين" في زيادة حالة الاحتقان والانقسام داخل الصف الإخواني، وتعميق جراح الجماعة قبل حلول ذكرى 25 يناير. من ناحيته تهكم أحمد رامي، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين على حديث "محمود حسين" عبر فضائية "الجزيرة"، بقوله: "اللهم جازى عنا محمد مهدى عاكف خيرًا، لو أراد أن يستمر مرشدًا لاستمر لكنه أراد أن يستن سنة وينتصر لمثل وقيم أكبر من أى منصب". وأضاف رامى فى عبر صفحته بموقع "فيس بوك": "بغض النظر عن إصرار محمود حسين على التمسك بصفة الأمين العام، فالتوصيف الوظيفى ومهام المنصب لا أستطيع أن استوعب أن يقوم بها من يقيم خارج مصر، وهنا يأتى السؤال ما قيمة الإصرار على الاحتفاظ بلقب دون القدرة على القيام بمقتضات شغل المنصب". وهاجم على خفاجي، أحد القيادات الشابة بالإخوان، قائلاً: "ما يقهرني أن محمود حسين يقرأ كل كلامنا ويصله كل انتقاداتنا فى طريقة إدارته وأمور أخرى كثيرة". وأضاف عبر "فيس بوك": "محمود حسين يرى أن ما يحدث ابتلاء وأن المصيب له أجران والمخطئ له أجر، وأنه لا يجوز أن يتنحى عن منصبه الذى كلفه به أعضاء الشورى". من جانبه قال عمرو فراج، مؤسس شبكة رصد، المحسوبة على التنظيم: "والله العظيم واحد فى الشارع سمع الكلام ده واحترام إرادة الشعب سيندم مليون مرة أنه انتخب الإخوان، أنت تعاقب الناس إنها انتخبتك". فى السياق ذاته أعاد عدد من شباب الجماعة تصريحات منسوبة للمتحدث باسم الجماعة "محمد منتصر" يؤكد فيها أن محمود حسين لم يعد أمينًا عامًا للجماعة. وكان محمد منتصر قال فى مايو الماضى إن "الجماعة اختارت مواصلة المسار الثورى وأن الدكتور محمود حسين لم يعد أمينًا عامًا للجماعة ولا يمثلها". وأوضح منتصر أنه منذ فض اعتصام رابعة أدارت الجماعة لجنة مكونة من مجموعة من أعضاء مكتب الإرشاد وقامت هذه اللجنة بعد ذلك بعمل انتخابات في كل مكاتبها الإدارية ووحداتها وهو ما نتج عنه احتفاظ الدكتور محمد بديع المرشد العام بمنصبه، كما تم اختيار أمين عام من الميدان -لم يسمه- وأكد منتصر أن الدكتور محمود حسين ليس أمينًا عامًا لجماعة الإخوان المسلمين. فيما لا يزال محمود حسين يرى أنه "نائب المرشد" وفقًا للائحة ويقوم بمهام المرشد العام، وأن الجماعة تعمل بأجهزتها ومؤسساتها وفقا للوائحها وبأعضاء مكتب الإرشاد ودعمت عملها بعدد من المعاونين وفقًا لهذه اللوائح ولقرارات مؤسساتها".