لن ترزق نعمة الفهم إلا إن فهمت حقيقة النعمة , وقد رأينا فى واقعنا المُعاصر من لا يري فى بلادنا نعمة قط , لا فى استقرارها , ولا فى أمنها , لا يري فيها إلا نساء تُغتصب , ودماء تُسفك , ومعتقلين ومشردين وكوارث ومصائب !! فحينما ركز على البلاء وأوقف حياته على التنظير لفكرة أن بلادنا ليس فيها نعمة علمتُ يقيناً أنه سُلب نعمة الفهم , ذلك أن النعمة الواحدة تحمل فى ذاتها العديد من النعم التي لا تُحصي , قال تعالي " وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل:18]. وبلادنا رغم البلاء الذي استشري لازال فيها الكثير من النعم . . من النعم التي أنعم الله بها على جماعة الإخوان ولم يقدروها ( وجود الناصح الأمين لهم ) ففي بداية حكمهم كان المشايخ خير عون , فنصحوا محمد مرسي , ونصحوا الإخوان , لكنهم لم يستجيبوا وركبوا جواد العناد ولم يوفوا المشايخ ما وعدوهم ... ففشلوا إدارياً , وفشلوا اخلاقياً . . قبل سقوط محمد مرسي كان هناك نعمة أخري وهي وجود وسيط خير ( وهو حزب النور السلفي ) فأسدي له النصائح , لكنه كالعادة ركب العناد وزيادة وأصر على كلمة واحدة كأنها ( قرآن منزل ) ألا وهي ( أنا الرئيس الشرعي للبلاد ) . بعد سقوط مرسي كانت هناك نعمة أخري , وهي تدخل أهل العلم لانقاذ الإخوان من الغرق ومن مشهد الدماء الذي رأيناه , تدخلوا دون أدني مصحلة , تدخلوا حُباً فى المصالحة ليس إلا . . بعد فض رابعة كانت هناك نعم أخري , لكن قوماً لا ينظرون إلي العالم إلا من عين المصائب والكوارث لا ولن يفرطوا فى أطماعهم , حتي وصلنا إلي مشهد اليوم وقد أنهكهم العناد , والعناد قاد ابن نوح النبي قبل ذلك الى حتفه , ومات أبو إبراهيم النبي كافراً بسببه .. العناد لعنة يسلطها الله على قليلي التوفيق . . أما القوم فأخشي أن يقفوا يوماً ما وينشدوا قلت لأصحابي وقد مر بي الزمان ... منتقباً بعد الضياء بالظلم بالله يا أهل ودادي قفوا ... كي تبصروا كيف زوال النعم قد لا ينتهي المشهد قريباً , لكنه سيتنهي حتماً فى يوم ما , وإلي ذلك الحين نحتاج إلي أن ندعوا الله أن يرزقنا نعمة الفهم , وأن يرزقنا فهم النعمة وشكرها . #نعمة_الفهم_وفهم_النعمة