ما زالت ردود الأفعال تتوالى عبر البريد الالكتروني تعليقا على قضية المصريين العاملين في الخارج ولهم درجات وظيفية يحتفظون بها هنا لحين رجوعهم ، واحتراما لحق جميع وجهات النظر أنشر الرسائل الثلاث التالية : الاستاذ .... ، السلام عليكم ، في البداية اود ان اشكر لك ولجريدة المصريون ما تبذلونه من جهد ومهنية لخدمة الوطن واصلاح شأنه وانا في الحقيقة من المتابعين بشغف لمقالاتك ومقالات الاستاذ محمود , ولا يقلل من ذلك ابدا اختلافي معكم في بعض الامور. ارجو ان يتسع صدرك وصدر قرائك لطرحي وجهة نظر مختلفة في موضوع الطيور المهاجرة الذي تفضلت بعرضه في المقالين السابقين وذلك لظني انها قد تكون افضل لجميع الاطراف. فإذا امعنا النظر في المقالين الاخيرين سنجد بعض الملاحظات التي تستحق الوقوف عندها وتحليلها مع العلم اني مهندس وانا حاليا اعمل في إحدى الدول الخليجية . قد ذكر في رسائل السادة المغتربين انهم حصلوا على اجازات بدون مرتب لمدة عشر سنوات وطبعا الغرض من هذه الرسائل هي الضغط على المسئولين لمد فترة الاجازة بدون مرتب لسنوات اخرى ربما الى خمس سنوات كما ذكر تلميحا في الرسالة الاخيرة او ربما لعشر سنوات اخرى وبالطبع طوال هذه المدة فإن مواقعهم ووظائفهم في مختلف المصالح والمؤسسات الحكومية تظل شاغرة ومحجوزة في نفس الوقت لعشرات السنين فلا يستفيد منها البلد ولا هي متاحة لاشخاص آخرين من طابور العاطلين ليخدم فيها بلده وينفع بها نفسه. بصراحة ارجو ان تعذروني فيها, لو كان الوضع مختلف قليلا وكانت هذه المؤسسات والمصالح والشركات تنتمي للقطاع الخاص هل سيوافق مديرها او مالكها على إعطاء اجازة بدون مرتب لاي عامل او موظف فيها , طبعا الاجابة معروفة. إذا كان اصحاب هذه الحالات يتكلمون عن غربة لخمسة عشر عاما او عشرون عاما او اكثر فما الجدوى من حجز الوظيفة طوال هذه المدة وما النفع العائد على البلد من ذلك خاصة انه بعد مرور هذه المدة سيعودون وقد شارفوا على الخمسين من العمر وطبعا سنوات قليلة ويحالون على المعاش وربما كان هناك مسار آخر يتمثل في تقديم طلب معاش مبكر والاتجاه للعمل الحر فإذا كانت المشكلة هي الحصول على معاش الوظيفة فمن الافضل عمل نظام تأمينات إجتماعية ذكي لا يفرق بين موظف حكومي او قطاع خاص او حتى عمل حر ويخدم هذا النظام جميع العاملين من ابناء الوطن سواء في الداخل او الخارج ويكون مشابها لمعاش الحكومة في فكرته من حيث تأمين مصدر دخل اذا تقدم بنا العمر ادعو الله لنا جميعا بطول العمر والصحة. لكم مني تحية خالصة ، أحمد ... الرسالة الثانية : الاستاذ جمال سلطان المحترم قرات مقالك بخصوص شكوى المهندسين المغتربين وحقيقة ان هذا الامر يمس اكثر من 10000مهندس بل يزيد تخيل فى الوقت اللى بتقل فرص العمل فى الخليج بسبب انخفاض سعر النفط وكذلك الوضع الاقتصادى فى مصر وعدم توفر عملة وبدلا من ان توفر الدولة فرص عمل بالخارج لابناءها وفى الداخل لاتوافق على تجديد الاجازات حتى اجازة المرافق التى لا حد اقصى لها فانا واخد اجازة مرافق وطبقا لقانون203لسنة 1994تجدد الاجازة بدون حد اقصى وللاسف بيرفضو الاجازة مع انى لى اولاد بالمدارس السعودية وتبقى على نهاية العام الدراسى 6اشهر ولا ينفع انهم ينزلو مصر الان وتبقى على امتحان الترم شهر يعنى تضيع عليهم السنة وزوجتى لها مستحقات فى مجال عملها فى حالة نزولها فجاة ستخسر الكثير تخيل اكثر من 10000مهندس بيحولو فى السنة اكثر من 500مليون دولار وميلهم من من مهن اخرى اتمنى من حضرتك طرح هذة القضية لحل المشكلة مهندس مظهر فراج الرسالة الثالثة : عزيزي الأستاذ .... ، السلام عليكم ورحمة الله بخصوص ما جاء في مقالتكم والمعنونة بعنوان الخطاب ، أرجو توضيح التالي : أن قضية عودة المصريين العاملين بالخارج ليس المقصود بها الاستفادة من خبرات تركت الوطن دون بديل متاح ، فالجهاز الحكومي وقطاع الأعمال متخمة بالعمالة الصالحة والطالحة ، ولكن القصد منها هو دفع هؤلاء الذين تركوا البلاد للبحث عن لقمة عيش عزت في وطنهم للاستقالة ، وأكاد اكون متيقناً من أن هذا القرار هو محاولة للتخلص من العمالة التي أثقلت القطاع الحكومي وقطاع الأعمال خاصة وأن هناك توصيات من الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة بهذا الخصوص ، فكان هذا هو الحل الذي تفتق عنه ذهن السادة القائمين على إدارة أمور البلاد والعباد !. المشكلة الحقيقية تكمن في سوء تقدير هؤلاء للموقف ، حيث أن هذا القرار إذا نفذ فعلا وأشك أنه سيتم ، سيؤدي بالجميع للعودة فتتفاقم المشكلة ، وأقول ذلك لأني واحد من هؤلاء ولي زملاء كثر بالعمل وأعلم تمام العلم أنهم لن يضحوا بوظائفهم وسيعودون ، وقس على ذلك التخصصات الأخرى ، وهنا ستكون الطامة الكبرى ، فينطبق المثل العامي "جه يكحلها عماها " . أرجو ان أكون قد أوضحت ، فتلفت نظر هؤلاء لعاقبة اللعب بالنار في مستقبل وطن أبتلي بالبلهاء فصاروا هم من يقررون مستقبله ، تحياتي لكم وارجو ألا أكون قد أطلت عليكم ، والسلام عليكم ورحمة الله انتهت الرسائل الثلاث والتي تعبر عن وجهات نظر متباينة ، وفي تقديري أن المشكلة إدارية بحتة ، وتتعلق بروتين متكلس عاجز عن التفكير أو استيعاب متغيرات ظروف البلد الخارجية والداخلية ، ولا أتصور أن الدولة تعجز عن إيجاد صيغة عادلة تكون عونا لأبنائها العاملين في الخارج ، طالما كانت الدولة ذاتها مستفيدة ، كما أن حجة شغل أماكن وظيفية يستحقها غيرهم غير مقنعة ، أن حراك التوسع الإداري والعمراني والسكاني بطبيعته يستوعب أي إضافات جديدة ، ثم إن هؤلاء العاملين في الخارج من أبناء القطاع العام أو الحكومي بشكل عام محدود جدا بالنسبة للعدد الأضخم للمصريين المغتربين ، ... والله أعلم .