شكك خبراء في الالتزام بتعهد الرئيس عبدالفتاح السيسي بأنه سيتم طرح المرحلة الأولى من مشروع المليون ونصف فدان خلال أسبوعين من الآن، محذرين من أن الأراضي المطروحة ستكون معرضة للجفاف لنقص المياه، إضافة إلى أن هناك تخوفات بخصوص ما إذا كان الشباب سيستفيدون من المشروع أم سيذهب بأكمله في جعبة كبار المستثمرين. وقال الدكتور هيثم عوض، رئيس قسم هندسة الري والهيدروليكا بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، إن "مشروع الاستصلاح مهدد بالفشل، وليس من المهم أن يتم الانتهاء منه حاليًا، الأهم من ذلك أن تظل نسبة المياه بمعدلاتها الطبيعية أو كما خطط لها". وحذر عوض في تصريح إلى "المصريون" من أنه "بغير تطبيق نظام الري المتطور فإن مشروع الاستصلاح سيكون بلا فائدة كما الأراضي ستكون معرضة للجفاف في أي وقت، لافتاً إلي أن الطرق القديمة في استخراج المياه من الآبار الجوفية ستكلف الدولة أموالاً طائلة، وفي النهاية ستكون بلا جدوى ولن تأتي ثمارها". وأوضح أن "أحد أهم المعوقات التي ستواجه المشروع في المستقبل هو "الزراعة العشوائية"، وذلك لأن الحكومة حتى الآن لم تُعلن عن أنواع المحاصيل التي سيتم زراعتها بالأراضي المستصلحة والتي تختلف بالتأكيد عن المحاصيل التي تزرع في الأراضي الحالية، وبالتالي غياب الرؤية الواضحة وخطة الاستصلاح المستقبلية". إلي ذلك، قال الدكتور أحمد الشناوي، الخبير العالمي للسدود بالأمم المتحدة، إن ندرة المياه بمناطق الاستصلاح ستهدد المشروع بالفشل وإن توفرت المياه حاليًا فإنها مستقبليًا لن تكون متاحة بالشكل الذي يضمن استمرار عملية الاستصلاح. وأضاف الشناوي، أن الطبقات الحاملة للمياه في مناطق الاستصلاح تؤكد أن المياه لن تكون دائمة وسيأتي عليها يوم وتنضب، وبالتالي فإن المشروع يحتاج إلي إعادة نظر وتدقيق. يأتي ذلك وسط تخوفات من شباب الخريجين من استحواذ كبار المستثمرين علي أراضي المشروع، حيث شكلت مجموعات بكلية الزراعة جامعة القاهرة، هدفها متابعة عملية توزيع وتقسيم الأراضي، المفترض أن يتم خلال الأسبوعين القادمين، طبقًا لتصريح الرئيس السيسي. وتطرح الحكومة مشروع المليون ونصف فدان في 11 منطقة مختلفة هي (توشكي وآبار توشكي، ومنخفض القطارة، الفرافرة الجديدة والقديمة، جنوب منخفض القطارة، امتداد الداخلة، شرق واحة سيوة، غرب غرب المنيا، امتداد شرق العوينات، والمغرة).