الصفقة تتضمن إمكانية بيع الغاز يتراوح بين 2 إلى 4 مليار متر مكعب سنويًا مكتشف حقل «تامار»: تل أبيب حمقاء.. إنها كارثة ستستمر لأجيال جيولوجي إسرائيلي: غازنا ليس «طماطم رخيصة» كي نبيعه لمصر.. والقاهرة عصا هشة من يتكأ عليها يسقط كشفت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الإسرائيلية عن تفاصيل صفقة تصدير الغاز إلى مصر التي تم توقيعها مع شركة مصرية صباح اليوم، والذي سيستمر لمدة 15عامًا، ويصل قيمة العقد إلى 10مليارات دولار. وقالت إن الشركاء في حقل "لفيتان" الإسرائيلي وقعوا صباح اليوم على مذكرة تفاهم لبيع الغاز الطبيعي لشركة "دولفينوس هولدينجز" (Dolphinus Holdings) المصرية. وأشارت إلى أن الحديث يدور عن مذكرة التفاهم الثالثة لتصدير الغاز من حقل "لفيتان"، بعد المذكرة التي وقعها مع شركة الغاز الأردنية، وتلك التي وقعها الإسرائيليون مع "بريتش جاز" التي تقوم بتصدير الغاز المسال من منشأتها بشمال مصر. وذكرت أن الاتصالات مع "دولفينوس" ليست بالجديدة؛ إذ أن الجانبين يعرف كل منهما صفقات الآخر، وكما هو معروف ففي مارس الماضي، وقعت "دولفينوس" على اتفاقية رسمية لامتلاك الغاز من حقل تامار الإسرائيلي وبكميات قد تصل إلى 3إلى 5مليار متر مكعب سنويًا، ووفقًا لتقارير الشركات العاملة بحقل تامار في مارس الماضي فإن "دولفينوس" تمثل مجموعة من الشركات برئاسة الدكتور علاء عرفة. وأوضحت أن الفارق الأساسي بين اتفاقية مارس وبين مذكرة التفاهم الحالية ليس مكان الحقل، "تامار" وقتها والآن "لوياثان"، وإنما وفقًا للتقديرات هذه المرة الحديث يدور عن صفقة كبيرة تتضمن إمكانية بيع الغاز يتراوح بين 2إلى 4مليار متر مكعب سنويًا. إلى ذلك، قال جدعون تدمور رئيس شركة "ديليك"، إحدى الشركات التي وقعت صفقة تصدير الغاز مع مجموعة "دولفينوس" المصرية، إن "الاتفاقيات لتصدير الغاز الإسرائيلي لكل من الأردن ومصر هي تجسيد للسلام الاقتصادي بين تل أبيب والقاهرة وعمان". وأضاف في تصريحات إلى موقع "تشتيوت" الاقتصادي العبري أن "اكتشافات الغاز ستسمح بتعزيز منظومة العلاقات الإسرائيلية مع جيرانها من الدول والتأثير على حياة ملايين المواطنين في أنحاء المنطقة، نحن مستمرون في الالتزام بتطوير حقل لوياثان ومشروع توسيع حقل تامار، بهدف توفير الأمن لإسرائيل ولجيرانها". وقال يوسي أبو مدير عام شركة "ديليك": "اكتشافات الغاز الإسرائيلية من شأنها أن تلعب دورًا كبيرًا في صياغة ورسم اقتصاد الطاقة الإقليمي، الصفقة مع دولفينوس المصرية هي إثبات ودليل جديد على الفائدة السياسية والاقتصادية التي يمكن جنيها بواسطة التعاون الإقليمي بين الدول وشركات الطاقة". وأوضح أن "الاقتصاد المصري ظمآن وعطش للغاز سواء للاقتصاد المحلي أو من أجل التصدير، والقاهرة من شأنها أن تتحول إلى مركز طاقة إقليمي، من خلال تعاونها الاستراتيجي مع الشركات العاملة في حقول لوياثان وتامار، ودولتي إسرائيل وقبرص". في المقابل قال يوسي لنجوتسكي، الجيولوجي الإسرائيلي الذي اكتشف حقل تامار للغاز، "إسرائيل تبيع مستقبلها مقابل حساء من العدس، مقابل لا شيء يذكر، ليس كل شيء هو المال، تصدير الغاز للمصريين سيكون كارثة تستمر لأجيال". وأضاف: "هذا مورد للطاقة سينتهي في يوم من الأيام، لن يحصل أبناؤنا بهذه الطريقة على الغاز". واستكمل قائلاً: "من المحظور علينا تصدير الغاز من حقلي تامر ولوياثان، دولة إسرائيل تتصرف بحماقة لم نر لها مثيلا من قبل، إنها توقع على تصدير الغاز للجنرال السيسي ونحن لا نعرف أين سيكون بعد عام". إلى ذلك، دعا يوسي لنجوتسكي -عالم جيولوجيا إسرائيلي- تل أبيب إلى عدم بيع الغاز لمصر أو أي دولة أخرى. ونقلت عنه صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية العبرية قوله "هذه الدول لا يمكن لتل أبيب أن تتكأ عليها فهي مثل العصي الهشة إذا اتكأت عليها سقطت". وأضاف "حقول الغاز ليست طماطم رخيصة كي نبيعها لمصر، لا يجب علينا تصدير شيء ثمين مثل هذا"، موضحًا بقوله: "أنا خبير جيولوجي منذ 50عامًا، ولست رجل سياسة، حكومة تل أبيب قررت تصدير أكثر من نصف الغاز لديها، إذا حدث ذلك، النصف الباقي سينتهي بعد 20 عاما، وبعد 20 عاما لن تجد دولة إسرائيل الغاز، ولن يكون هناك حقول كبيرة مثل تامار ولوياثان". في المقابل، قال يوفال شطاينتس وزير الطاقة الإسرائيلي، إن "الاتفاق بين الشركات العاملة بحقل لوياثان الإسرائيلي ومجموعة دولفينوس المصرية، يثبت الأهمية السياسية لإجراء تل أبيب تعديلات في اقتصادها للطاقة". ونقلت عنه صحيفة "كالكاليست" إثنائه على الصفقة قائلاً: "توجد الآن فرصة اقتصادية لتطوير حقل لوياثان، وللمرة الأولى نشهد تدعيم وتعزيز اتفاقيات السلام مع مصر والأردن عبر الاقتصاد ذي الأهمية السياسية الحقيقية".