حادث سبق خلافة عمر جعله يتحسس افعاله وأفعال ولاته وقد تبوأ مقعد الخلافة..الخليفة يقف بالمرصاد لمن يقتل او يعذب بغير وجه حق.. وهناك ولاة يتلبسهم الشيطان في لحظات ضعف شديد.. الخليفة التقي يعزل يزيد بن مسلم من ولاية افريقية...يزيد بن ابي مسلم كان يهوى مشاهدة عذاب طائفة من رعيته لجرائم اقترفوها أو لم يقترفوها.. يزيد يعشق التسبيح وهو يشهد الضرب والتعذيب..يسبح يزيد بحمد الله ويكبر ويوجه حديثه لمن يمسك الصوت او العصا بأن يشدد على فريسته ويضربه في مواضع تضاعف ألمه..مشهد لا يليق بوالي مسلم ولا يقبله الخليفة التقي..عزله بدون تردد..ولم يسلم ايضاً المسؤول عن خراج مصر من عدل عمر..أمر الخليفة التقي بحبسه وتقييده وفكه فقط في اوقات الصلاة نكالاً بما كان يفعل مع رعية مؤتمن عليها..أما الحادث الذي سبق خلافة عمر ولم ينسه عمر فكان في المدينة عندما كان عمر والياً عليها..في المدينة كان هناك خبيب بن عبدالله بن الزبير بين العوام وكان تقياً مثل اسلافه ومعترضاً على افعال الأمويين..تاريخاً كبيراً وحزيناً يربط اسلافه بالأمويين.. كان يوجه الاتهامات لعمر ذاته ولعمر تاريخاً ناصعاً في حكم المدينة.. تسامح عمر ولم يتسامح الخليفة.. فاض الكيل بخليفة المسلمين آنذاك الوليد بن عبد الملك فبعث الى الوالي عمر بأن يضرب خبيباً مائة سوط على باب المسجد ثم يحبسه ففعل عمر.. تالم خبيب وتوعك جسده فافرج عنه عمر.. قالوا أن عمر كان يتقصى حالة خبيب المريض وكأن عليه المخاض.. يخشى ان يموت خبيب ويحمل هو وزره.. ما خشاه حدث..مات خبيب وتعذب عمر.. لم ينسها عمر حتى مات.. الناس يمدحون طريقته وطريقه ويبشرونه برضا الله فيرد عليهم متألماً ومتوجساً.." كيف وخبيب على الطريق؟!". facebook: Albarjal