وزير التعليم: المعلمون القوة الدافعة للتعلم.. ولدينا آلية دقيقة للاختيار    لأول مرة.. انطلاق تدريب لاستخدام المنصة الرقمية لرصد نتيجة المسح القرائي ببورسعيد    تحسين معيشة المواطن وزيادة الإنتاجية.. وكيل "قوى عاملة النواب" توضح مستهدفات الموازنة الجديدة    الدولار الأمريكي يقفز في ختام تعاملات اليوم.. تعرف على القيمة الجديدة    الأسبوع المقبل|فصل الكهرباء 6 ساعات لمدة 4 أيام عن عدة مناطق ببني سويف    أخبار السيارات.. مواصفات تويوتا فورتشنر 2025 بالسوق المصري .. إرشادات للحفاظ على ناقل الحركة اليدوي    إسرائيل.. والخطر الإيرانى    عاصفة تضرب الإمارات.. شاهد| الأمطار تغرق مطار دبي الدولي    الهند تدعو إلى اتخاذ إجراء حاسم بشأن إصلاح مجلس الأمن الدولي    بسبب تأجيل جولة بالدوري| حسام حسن ينتظر رد رابطة الأندية    بتكلفة 6 ملايين جنيه.. وكيل رياضة القليوبية يتابع عددا من المشروعات بشبين وطوخ    غدا.. انطلاق بطولة الجمهورية للاسكواش في نادي مدينتي    رسميا - بتروجيت أول العائدين للدوري الممتاز بعد غياب 4 مواسم    سوبر هاتريك «بالمر» يشعل الصراع على الحذاء الذهبي    تأجيل محاكمة متهمين قتلوا شخصا بسبب خلافات بينهما بالقليوبية ل11 يونيو    أسخن 24 ساعة فى الربيع| عاصفة ترابية على القاهرة.. والموجة الحارة تصل ذروتها    يصارع الموت.. سقوط فني تكييف من الطابق الرابع بالمهندسين    السبت.. عرض «مقسوم» بمهرجان هوليوود للفيلم العربي    ريهام حجاج عن انتقادات مسلسلها «صدفة»: «مش كل الناس اتفقت على ربنا»    سهر الصايغ تشارك سامح حسين ومحمد ثروت بطولة فيلم «اتنين × واحد»    «مالمو للسينما العربية» يُكرم المخرج خيري بشارة.. و4 نجوم في ضيافته (تفاصيل)    بالأسماء.. رئيس جامعة القاهرة يصدر قرارات تعيين وتجديد ل 19 رئيسا لمجالس أقسام علمية    بعد تحذيرات العاصفة الترابية..دعاء الرياح والعواصف    عالم بالأوقاف: يوضح معني قول الله" كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ"؟    تسبب زيادة الوزن.. إحذر من تناول تلك المشروبات على الريق    «طب قناة السويس» تكرِّم أساتذة ومؤسسي قسم الباطنة العامة    في فصل الربيع.. كل ما يخص مرض جفاف العين وكيفية العلاج (فيديو)    وزير التعليم: مد سن الخدمة للمُعلمين| خاص    جامعة الإسكندرية تتألق في 18 تخصصًا فرعيًا بتصنيف QS العالمي 2024    وزير الخارجية ونظيره الصيني يبحثان تطورات الأوضاع في قطاع غزة ومحيطها    الحرية المصري يشيد بدور التحالف الوطني للعمل الأهلي في دعم المواطنين بغزة    خطوة بخطوة.. طريقة الاستعلام عن المخالفات المرورية    فى ذكرى ميلاده.. تعرف على 6 أعمال غنى فيها عمار الشريعي بصوته    «الأهلي مش بتاعك».. مدحت شلبي يوجه رسالة نارية ل كولر    ختام فعالية دورة «تدريب المدربين TOT» لإعداد كوادر بجامعة العريش    هل يجوز العلاج في درجة تأمينية أعلى؟.. ضوابط علاج المؤمن عليه في التأمينات الاجتماعية    سلوفاكيا تعارض انضمام أوكرانيا لحلف الناتو    فصل التيار الكهربائي "الأسبوع المقبل" عن بعض المناطق بمدينة بني سويف 4 أيام للصيانة    هل يحصل على البراءة؟.. فيديو يفجر مفاجأة عن مصير قات ل حبيبة الشماع    بعد جدل راتب الإمام، وزير الأوقاف يكشف بالأرقام رواتب الأئمة في عهد الرئيس السيسي    توفير 319.1 ألف فرصة عمل.. مدبولي يتابع المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر    ضبط خاطف الهواتف المحمولة من المواطنين بعابدين    الطب البيطرى بالجيزة يشن حملات تفتيشية على أسواق الأسماك    وزارة الأوقاف تنشر بيانا بتحسين أحوال الأئمة المعينين منذ عام 2014    طلبها «سائق أوبر» المتهم في قضية حبيبة الشماع.. ما هي البشعة وما حكمها الشرعي؟    صداع «كولر» قبل مواجهة «وحوش» مازيمبي في دوري أبطال إفريقيا    وزير الخارجية يزور أنقرة ويلتقي نظيره التركي.. نهاية الأسبوع    مستشار المفتي من سنغافورة: القيادة السياسية واجهت التحديات بحكمة وعقلانية.. ونصدر 1.5 مليون فتوى سنويا ب 12 لغة    رئيس جهاز العبور يتفقد مشروع التغذية الكهربائية لعددٍ من الموزعات بالشيخ زايد    المؤبد لمتهم و10 سنوات لآخر بتهمة الإتجار بالمخدرات ومقاومة السلطات بسوهاج    "التعليم" تخاطب المديريات بشأن المراجعات المجانية للطلاب.. و4 إجراءات للتنظيم (تفاصيل)    اقتراح برغبة حول تصدير العقارات المصرية لجذب الاستثمارات وتوفير النقد الأجنبي    برلماني يطالب بمراجعة اشتراطات مشاركة القطاع الخاص في منظومة التأمين الصحي    ميكنة الصيدليات.. "الرعاية الصحية" تعلن خارطة طريق عملها لعام 2024    جوتيريش: بعد عام من الحرب يجب ألا ينسى العالم شعب السودان    حظك اليوم برج القوس الثلاثاء 16-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أيمن دجيش: كريم نيدفيد كان يستحق الطرد بالحصول على إنذار ثانٍ    دعاء السفر قصير: اللهم أنت الصاحبُ في السفرِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اَلخِلاَفَة اَلأمَوَيِة بِدون تَجَمِيل لِمَن يَحلُم بِالخِلاَفة
نشر في شباب مصر يوم 30 - 05 - 2015

وصلنا عبر الإيميل على موقعنا بعض الأسئلة عن موضوع الخلافة فى الإسلام وهل هي نظام الحكم الأفضل كي نطالب بإعادتها ؟
وللإجابة على هذا السؤال وجدنا أن الرد يحتاج لبحث من خلال سلسلة مقالات نتكلم فيها أولاً عن فترة الخلافة الأموية وثانياً عن فترة الخلافة العباسية وثالثاً فترة الخلافة العثمانية بالرصد والتحليل التاريخي لتوضيح الحقائق الغائبة أمام القارئ العزيز بعيداً عن التجميل والتدليس والتأويل والتبرير ونبدأ هنا بالخلافة الأموية
1- الخليفة الأول معاوية بن أبى سفيان :::-
قامت الدولة الأموية في عام 661 ميلادي وكان أول الخلفاء معاوية بن أبي سفيان الذي أطلق عليه لقب كاتب الوحي وأمير المؤمنين ، وكانت دمشق عاصمة الدولة، في عهد دولة بني أمية ومن عاصمتها دمشق انتشر الإسلام والفتوح غرباً حتى إسبانيا في أوروبا، ثم شرقا حتى تخوم الصين سنة 715 م في وسط آسيا وكونت أكبر دولة في التاريخ الإسلامي، ونجح الأمويون في فتح الكثير من البلاد ونشر الإسلام، واهتموا بالعلوم والفقه والمساجد، والعمارة وجعلوا من عاصمتهم دمشق أهم مدن العالم الإسلامي ومنارة للعلم، انشأ الأمويون أهم المعالم في المدن الإسلامية والتي ما تزال حتى اليوم مثل المسجد الأموي بدمشق، والمسجد الأقصى بالقدس والمسجد النبوي بالمدينة المنورة وجامع قرطبة في الأندلس والكثير من القصور الأموية الأخرى.
تميزت العمارة في العهد الأموي واشتهرت بالزخارف والفسيفساء، وصك الأمويون العملة الإسلامية الدينار الأموي في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، وأشادوا دور العلم والمدارس والمكتبات والمستشفيات وشجعوا العلم والعلماء، وعربوا الدواوين ونظموا الحكم والدولة والولاة ونظام القضاء ليتمكن الخليفة من بسط نفوذه ومحاسبة معارضيه وغيره، وفي العهد الأموي وضعت النقط على حروف المصحف (تنقيط المصحف)، واوجدوا نظام البريد وربطوا عاصمتهم دمشق بباقي المدن في الدولة بنظام البريد، وبني الأمويون أول أسطول إسلامي بحري.
وكان معاوية بن أبي سفيان –والي الشام في عهد عثمان- قد أعلن رفضه تنفيذ قرار العزل الذي صدر من الخليفة على بن أبى طالب ، كما امتنع عن تقديم البيعة لعلي، وطالب بالثأر لابن عمه عثمان، ويشكك أيضا الكثيرين في أهداف معاوية المعلنة حيث يرون معارضته كانت لأطماع سياسية. وحين انتهى علي من معركة الجمل توجه إلى الكوفة فدخلها في الثاني عشر من رجب 36 ه ثم أرسل جرير بن عبد الله إلى معاوية يدعوه للمبايعة والطاعة لكن معاوية رفض المبايعة إلا بعد الاقتصاص من قتلة عثمان. وعاد الرسول إلى علي برفض معاوية، فتوجه علي بجيشه إلى الشام وعسكر الجيشان حين التقيا بموقع يسمى صفين، ثم بدأت مفاوضات بين الطرفين عبر الرسائل، واستمرت لمدة مائة يوم لكنها لم تأت بنتيجة، فبدأت مناوشات بين الجيشين أسفرت عن قتال استمر لمدة أسبوع فيما يعرف بمعركة صفين (36 – 37 ه / 657م) قتل فيها الآلاف من الصحابة . وبدا جيش علي على مشارف الانتصار وجيش معاوية على وشك الهزيمة، فاقترح عمرو بن العاص –وكان في جيش معاوية- عمل حيلة ماكرة وهي أن يقوم الجنود برفع المصاحف على أسنة الرماح، مطالبين بالتحكيم وفقا للشريعة الإسلامية.( يقول ابن خلدون) أن عليا حذر المسلمين من الخديعة، إلا أن جماعة ممن صاروا فيما بعد من الخوارج، أصروا على القبول بالتحكيم وهددوه بالقتل، ووافق على بعد إلحاح منهم، وعندما أرادوا حكما اختاروا أبي موسى الأشعري، لكن الخليفة علي رفضه لعدم ثقته به وتخليه عنه فيما سبق ورشح الأشتر النخعي إلا أنهم رفضوه واستقر الأمر على الأشعري،وقد رفض جنود علي التحكيم معتبرين أن معاوية كافر بخروجه عن طاعة الخليفة الشرعي ، وبهذا يجب قتله، واعتبروا التحكيم خروج عن حكم الله والاحتكام بحكم البشر –رغم أن تأكيد بعض المؤرخين على أنهم من رشحوه- فذهبوا لعلي يستتيبوه ويحثوه على قتال معاوية، ونقض اتفاق التحكيم لكنه رفض، مما أدى إلى انسحاب الخوارج من جيش علي. وأورد ابن كثير في رواية تقول أن علي وافق على التحكيم وعارضه بعض الناس. في هذه الأثناء اختار معاوية عمرو بن العاص حكما من طرفه وكان الحكم من طرف علي هو أبو موسى الأشعري، واجتمع الحكمان لإيجاد حل للنزاع، فدار بينهما جدال طويل، واتفقا في النهاية على خلع معاوية وعلي وترك الأمر للمسلمين لاختيار خليفة غيرهما، فخرج الحكمان للناس لإعلان النتيجة التي توصلا إليها، فأعلن أبو موسى الأشعري خلع علي ومعاوية، فقام عمرو بن العاص وقال: "إن هذا قد قال ما سمعتم وخلع صاحبه، وأنا أخلع صاحبه كما خلعه. وأثبت صاحبي معاوية" فقال له أبو موسى الأشعري: "غدرت وفجرت" ودار عِراك بينهم. وبعد حادثة التحكيم عاد القتال من جديد واستطاع معاوية أن يحقق بعض الانتصارات ،فانسحب على بجيشه وعاد غلى المدينة .
2- الخليفة الثاني يزيد ابن معاوية :::-
يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي الدمشقي (ولد في 23 رمضان 26 للهجرة ومات يوم الثلاثاء في 14 ربيع الأول 64 للهجرة / 20 يوليو 647 ومات في 12 نوفمبر 683)، (حكم من 15 رجب 60 للهجرة إلى 14 ربيع الأول 64 للهجرة / 21 أبريل 680 إلى 12 نوفمبر 683).
ولد في خلافة الصحابي عثمان بن عفان في عام 26 للهجرة. في قرية الماطرون وأمه هي ميسون بنت بحدل الكلبية، طلقها معاوية فيما بعد. عاش فترة من حياته في البادية بين أخواله.
تولى الخلافة بعد وفاة والده الخليفة معاوية بن أبى سفيان في سنة 60 للهجرة ولم يبق من معارضي فكرة توليته العرش عند توليه الحكم غير الصحابي الحسين بن علي والصحابي عبد الله بن الزبير. وفي سنة 61 للهجرة اتجه الصحابي الحسين بن على إلى العراق بعد أن أرسل أهلها إليه بالقدوم وأن يصبح أميرهم، ولكنه ما إن وصل هناك حتى تخلوا عن الفكرة ودخل الحسين في حرب مع جيش عبيد الله بن زياد انتهت باستشهاد الحسين . ومرت سنة 62 للهجرة بدون أحداث تذكر، ولكن معارضة الصحابي عبد الله بن الزبير في( الحجاز وتهامة ) أخذت في النمو فثار أهل المدينة المنورة في سنة 63 للهجرة على يزيد وخلعوا بيعته ، وأظهر عبد الله بن الزبيرسب وشتم يزيد، فقام يزيد بتجهيز جيش لمحاربة عبد الله بن الزبير، وأهل المدينة إن رفضوا العودة في طاعته. انتهت سنة 63 للهجرة بانهزام أهل المدينة واستمر حصار ومحاربة معارضي مكة المكرمة حتى وفاة يزيد في سنة 64 للهجرة.
وبعد وفاته ظلت شخصيته مدار جدل بين المؤرخين والعلماء والعامة حول إسلامه أو كفره، وحول لعنه أو المنع من لعنه، وحول نصبه العداء لآل البيت أو براءته من النصب، وحول شربه للخمر أو تبرئته لأن كل راوٍ يروى حسب هواه وقناعاته الشخصية وإنتمائه السياسى فزادَ الدم وماتت الحقيقة .
3- الخليفة الثالث معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ::::-
معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية الأموي القرشي، يعرف بمعاوية الثاني, ثالث خلفاء بني أمية وصل إلى الخلافة بعد أبيه يزيد في سنة 64.
كانت خلافته ثلاثة أشهر بقولٍ ، وأربعين يوماً بقولٍ آخر, وبعدها صعد المنبر وأعلن تركه للخلافة.
قال المسعودي: وَمَلَكَ معاوية بن يزيد بن معاوية بعد أبيه، فكانت أيامه أربعين يوماً إلى أن مات، وقيل: شهرين، وقيل غير ذلك، وكان يكنى بأبي يزيد، وكني حين ولي الخلافة بأبي ليلى، وكانت هذه الكنية للمستضعف من العرب، وفيه يقول الشاعر:
إني أرى فِتْنَةً هَاجَتْ مَزَاجِلُها والملكُ بعد أبي لَيْلَى لمن غلبَا
ولما حضرته الوفاة اجتمعت إليه بنو أمية فقالوا له: اعْهَدْ إلى من رأيت من أهل بيتك، فقال: واللّه ما ذُقْتُ حلاوة خلافتكم فكيف أتقلّد وزرَهَا. وتتعجلون أنتم حلاوتها، وأتعجل مرارتها، اللهم إني بريء منها متخل عنها، اللهم إني لا أجد نفراً كأهل الشورى فأجعلها إليهم ينصبون لها من يرونه أهلاً لها، فقالت له أمه: ليت إني خرقة حيضة ولم أسمع منك هذا الكلام، فقال لها: وليتني يا أماه خرقة حيض ولم أتقلد هذا الأمر، أتفوز بنو أمية بحلاوتها وأبوءُ بوزرها وَمَنْعِها أهْلَها؟ كلا! إني لبريء منها ، وقد إختلفوا في سبب وفاته، فمنهم من رأى أنه سقي شربة سم ، ومنهم من رأى أنه مات حَتْفَ أنفه، ومنهم من رأى أنه طعن بألة حادة ، وقد مات وهو ابن اثنتين وعشرين سنة، ودُفن بدمشق، وصَلّى عليه الوليدُ بن عُتْبَة بن أبي سفيان، ليكون الأمر له من بعده، فلما كبر الثانية طعن فسقط ميتاً قبل تمام الصلاة، فقدم عثمان بن عتبة بن أبي سفيان، فقالوا: نبايعك؟ قال: على أن لا أحارب ولا أباشر قتالاً، فأبَوْا ذلك عليه، فصار إلى مكة، ودخل في جملة ابن الزبير.
4- الخليفة الرابع مروان بن الحكم :::-
مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي القرشي رابع خلفاء الدولة الأموية (2 ه-65 ه / 28 مارس 623 - 7 مايو 685 م) في دمشق. (حكم: 64 ه-65 ه/683-685م) ,ومؤسس الدولة الأموية الثانية.
هو مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي يكنى أبا عبد الملك وهو ابن عم عثمان بن عفان بن أبي العاص وكاتبه في خلافته ---، أمه أم عثمان آمنة بنت علقمة و أبوه الحكم ابن العاص هو الذي نفاه النبي محمد (ص) من المدينة المنورة إلى الطائف و حرم عليه الرجوع إلى المدينة لأنه حاول أن يسبب حرباً بين المسلمين بدوافع انتقامية. و قد نعته القرآن الكريم بالفسق. وأخرج ابن النجيب من طريق جبير بن مطعم قال : كنا مع رسول الله ( ص) فمر الحكم بن أبي العاص فقال النبي( ص) : " ويل لأمتي مما في صلب هذا ".
كان مروان و أبوه يكرهان النبي محمد (ص) و أهل البيت (ع) كرهاً شديداً و كانا يظهران ذلك علناً. ولما استلم الإمام علي (ع) الخلافة عزل مروان من منصبه.--- أما الإمام البخاري فقد صنف مروان ابن الحكم على أنه من الرواة الموثوق بهم فى رواية الحديث النبوي
وعندما بدأت بعض الانتفاضات ضد معاوية ابن أبي سفيان أُجبر مروان على الهرب إلى دمشق و استلم منصبه في المدينة الوليد ابن عتبة ابن أبي سفيان. و هنا يوجد اختلاف في الروايات حيث تروي بعضها أنه هرب فيما بعد عندما حصلت ثورات ضد يزيد ابن معاوية و كان حسب تلك الروايات الوليد ابن عتبة موجوداً في المدينة بتكليف من معاوية ابن أبي سفيان و لكن استلم منصب الوالي فيما بعد ،وعندما قٌتل معاوية ابن يزيد كان مروان ابن الحكم من زعماء الأمويين. و قد هدد الآخرين من زعماء الأمويين أو اشتراهم بالمال حتى وصل إلى الحُكم و نَصَبَ نفسه خليفة في دمشق و صار رابع حكام بني أمية.ا
استمر حكم مروان قُرابة السنة كانت مليئة بالظلم و الاضطهاد و الدموية مات بعدها على يد زوجته التي خنقته بوسادة كما يُروى. و في بعض الروايات مات بالطاعون.
خلف مروان ابنه عبد الملك ابن مروان. أبناءه عبد العزيز و بشر و محمد ولاهم على مصر و العراق و الجزيرة .
5- الخليفة الخامس عبد الملك ابن مروان ::::-
عبد الملك بن مروان الأموي القرشي، أبو الوليد (26 ه - 86 ه / 646 - 705م). خامس الخلفاء الأمويين وكان من أعظم خلفاء بني أمية لقب بأبي الملوك (حكم: 65 ه - 86 ه / 685 - 705م)، توسعت الدولة الأموية في عهده وازدهرت وكانت دمشق عاصمة الدولة منارة للعلم وأعظم مدن العالم الإسلامي ، ولد عبد الملك بن مروان سنة 26 للهجرة وتربى في المدينة المنورة فقد كان أبوه مروان بن الحكم واليًا عليها في عهد معاوية بن أبي سفيان، فدرس "عبد الملك" العلوم الإسلامية وتفوق في دراسته، انتقل إلى دمشق واخذ العلم من فقهائها وأصبح من المفكرين والفقهاء وتكونت شخصيته القيادية في دمشق حاضرة الدولة الأموية. وهو فوق ذلك شاعر وأديب وخطيب. وقد وصف بأنه ثابت الجأش عند الشدائد، يقود جيشه بنفسه كما لقب ب"أبو الملوك" إذ أن 4 من أبنائه تولوا الخلافة من بعده (الوليد - سليمان - يزيد الثاني وهشام ) لكن موقف الخليفة عبد الملك من أكفأ أبنائه مَسلَمة أمراً منتقداً فقد تَولَّي أربعة من إخْوَة مَسْلَمة الخلافة كما تَقَدَّم ذِكْرُه، وهم: الوليد، وسليمان، ويزيد، وهشام، ويَحار النَّاظِر في أخبار مَسْلَمة من عَدَم تَوَلِّيه الخلافة، بالرغم من تَوَفُّر كثير من الصفات المَطْلوبة لهذا المَنْصِب فيه عن جَدَارة واسْتِحْقاق، بل تَوَفَّر له من الصفات التي تُؤهِّلُه لمُباشَرة الخلافة ما لم يَتَوَفَّر لإخوته نَظِيْرَه، فما عِلَّة تَنْحِيَته عن القيام بهذه المسؤولية، لاسيما وقد نَصَّ العديد ممن أَرَّخُوا له على أنه لم يكن في وَلَد عبد الملك بن مروان مثله، وأنه كان أَحَقَّ بالخلافة من سائر إخوته ، بل ذكر المؤرخون عن عبد الملك بن مروان نفسه ما يدل على إدراكه لهذه المعاني؛ فقد روي البَلاذُرِيُّ، عن المَدائِنِي، عن سُحَيْم بن حَفْص، قال: أن عبد الملك بن مَرْوان لما اشْتَدَّ مَرَضُه، وأَيْقَن بفِراق الدنيا، أَوْصَى أبناءه، فكان مما قاله في وَصِيَّته: انظروا مَسْلَمة، واصدُروا عن رأيه، فإنه مِجَنَّكم الذي به تَسْتَجِنُّون، ونابُكم الذي عنه تَفْترُّون ، لكن الباحث المطلع قد يَتَبَيَّن له إذا تابع البحث عِلَّةَ سبب تَنْحِيَة مَسْلَمة عن مَنْصِب هو له أَهْل وكفاءة لهذا المنصب ؛ فقد كان مَسْلَمة من أبناء الإماء(الجواري ) الأَعاجِم، لا من أبناء العَرَبِيَّات الحَرائِر، وقد كان بنو أمية يكرهون أن يُوَلُّوا أبناء الإماء الأَعْجَمِيَّات، وكانوا يرون أن زَوال مُلكهم سيقع على يَدي واحد من أبناء الإماء،
وقد تولى عبد الملك بن مروان الخلافة بعد مقتل والده مروان بن الحكم سنة 65 ه, بعد فترة عصيبة مليئة بالاضطرابات السياسية, وكانت الدولة الإسلامية مقسمة بين خلافتين. كانت الدولة الأموية تحكم مصر والشام بينما العراق والحجاز تحت خلافة عبد الله ابن الزبير الذي كان يدير خلافته من مكة. بعث عبد الملك بن مروان بالحجاج بن يوسف الثقفي لكي يبسط نفوذ الأمويين على كامل الأراضي الإسلامية.
خرج الحجاج بن يوسف الثقفي إلى العراق وهزم والي البصرة بعد أن سالت بحوراً من الدماء بين المسلمين . ثم خرج الحجاج بن يوسف بجيشه إلى الطائف، وانتظر الخليفة ليزوده بمزيد من الجيوش، فتوالت الجيوش إليه حتى تقوى تماماً، فسار إلى مكة وحاصر الصحابي (ض) ابن الزبير فيها، ونصب المنجنيقات على جبل أبي قبيس وعلى جبل قعيقعان، ودامت الحرب أشهراً. وقتل فيها الصحابي ابن الزبير(ض) وهزم جيشه.
ولى عبد الملك الحجاج على العراق لكثرة الفتن فيها. هذا وظهر بعدها عبد الرحمن بن الأشعث لينقلب على الدولة الأموية فطلب الحجاج من الخليفة عبد الملك بن مروان المدد فأتاه ما أراد وقطع رأس بن الأشعث
وقد توفي عبد الملك بن مروان سنة 86 ه, وقد أوصى قبل وفاته بالخلافة لابنه الوليد وبولاية العهد لابنه سليمان, وكانت مدة خلافة عبد الملك بن مروان إحدى وعشرين سنة .
6- الخليفة السادس الوليد أبن عبد الملك ::::-
وقال القرطبي في تفسيره:10ج/190: (كان الوليد بن عبد الملك يأمر جواسيس يتجسسون على الخلق ويأتونه بالأخبار ، قال: فجلس رجل منهم في حلقة( رجاء بن حياة ) فسمع بعضهم يقع في الوليد (أي ينتقده ) فرفع ذلك إليه فقال: يا رجاء ! أُذْكرَُ بالسوء في مجلسك ولم تُغيِّر؟! فقال: ما كان ذلك يا أمير المؤمنين ، فقال له الوليد: قل آلله الذي لا إله إلا هو ! قال: آلله الذي لا إله إلا هو ، فأمر الوليد بالمنتقد فضربه سبعين سوطاً ! فكان المنتقد يلقى رجاء فيقول: يا رجاء ، بك يستسقى المطر وسبعون سوطاً في ظهري ! فيقول رجاء: سبعون سوطاً في ظهرك خير لك من أن يقتل رجل مسلم) انتهى.
فالواجب عند الخليفة الوليد على عالم البلاط إذا سمع أحداً ينتقده أن يدافع عنه ويخبره عن المنتقد ليقتله ، وإلا فهو يستحق القتل !
ورجاء بن حياة من كبار علمائهم (من عباد أهل الشام وزهادهم وفقهاء التابعين وعلمائهم). (من كتاب مشاهير علماء الأمصار/189). وكان من الذين يأخذون راتباً من السلطة ! (كان يزيد بن عبد الملك يجري على رجاء بن حياة ثلاثين ديناراً في كل شهر).(من كتاب سير الذهبي:4/559 ، وتاريخ دمشق:18/109). وكان راتبه أكثر من غيره: (كان الوليد بن عبد الملك يرزق عبد الله بن بسر في كل شهر عشرة دنانير). (كتاب الآحاد والمثاني:3/48).
كما أمر الوليد ابن عبد الملك بقتل خبيب بن عبد الله بن الزبير بحجة أن أحاديثه تؤدي إلى الفتن فقد كتب الوليد بن عبد الملك إلى عمر بن عبد العزيز: وهو على المدينة أمير: أن خذ خبيباً واضربه واصبب على رأسه جرة من ماء ، وذلك في الشتاء البارد ! فمات من ذلك ) ! (تصحيفات المحدثين للعسكري:2/ 443 )
وكان للوليد مضحك خاص: (وهو شعيث بن زيان، كان يصحب الوليد بن عبد الملك ويضحكه).(تاريخ دمشق:23/122). (تغدي الحجاج يوماً مع الوليد بن عبد الملك، فلما انقضى غداهما ، دعاه الوليد إلى شرب النبيذ فقال: يا أمير المؤمنين الحلال ما حلَّلْتَ ، ولكني أنهى عنه أهل عملي ، وأكره أن أخالف). (تاريخ دمشق:12/155)
وكان زير نساء: (قال الإمام المدائني: تزوج الوليد بن عبد الملك في خلافته التى أمتدت تسع سنين من ثلاثاً وستين امرأة يطلق ويتزوج ، حتى تزوج عاتكة بنت عبد الله بن مطيع ، فلما دخل بها وأراد أن يقوم أخذت بثوبه فقال لها: ما تريدين؟قالت: إنا اشترطنا على الحمالين الرجعة (الى بلدها المدينة) فما رأيك؟ قال: تقيمين ، وأمسكها أربعة أشهر ثم طلقها ). (بلاغات النساء لابن طيفور/145) . وفي تاريخ دمشق:19/46: (تناول الوليد بن عبد الملك يوماً عمر بن عبد العزيز فرد عليه عمر ، فغضب الوليد من ذلك غضباً شديداً ، وأمر بعمر فعدل به إلى بيت فحبس فيه ) وفي سير الذهبي:3/347: ( وقد كان عزم (الوليد) على خلع سليمان (أخيه) من ولاية العهد لولده عبد العزيز ، فامتنع عليه عمر بن عبد العزيز وقال: لسليمان بيعة في أعناقنا ! فأخذه الوليد وطيَّن عليه (حبسه في مكان وسد عليه بالطين) ثم فتح عليه بعد ثلاث أيام وقد مالت عنقه ، وقيل: خنقه بمنديل حتى صاحت أخته أم البنين ! فشكر سليمان لعمر ذلك ، وعهد إليه بالخلافة ) وقد روى الذهبي في سيره:4/9، وتاريخه:5/294: (عن الزهري قال: كنت عند الوليد بن عبد الملك فكان يتناول عائشة ، فقلت: يا أمير المؤمنين ألا أحدثك عن رجل من أهل الشام كان قد أوتي حكمة قال: من هو؟ قلت: أبو مسلم الخولاني سمع أهل الشام ينالون من عائشة فقال: ألا أخبركم بمثلي ومثل أمكم هذه ، كمثل عينين في رأس يؤذيان صاحبهما ولا يستطيع أن يعاقبهما إلا بالذي هو خير لهما، فسكت). كما ورد بتاريخ دمشق:27/204 )
وقد توفي الوليد بن عبد الملك في نصف جمادى الآخرة من عام 715 م 96 ه بمنطقة دير مروان بغوطة دمشق ودفن في دمشق وكان عمره 48 سنة ومدة حكمه عشر سنوات وبضعة أشهر وقيل أنه مات مسموماً .
7- الخليفة السابع سليمان ابن عبد الملك ::::-
سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية (54-99 ه/674-717 م)، الخليفة الأموي السابع، وهو يعد من خلفاء بني الامية الاقوياء, ولد بدمشق وولي الخلافة يوم وفاة أخيه الخليفة الوليد بن عبد الملك عام 96ه. ومدة خلافته لا تتجاوز السنتين وسبعة شهور. (حكم: 96-99 ه/715-717 م ) في عهد الخليفة سليمان بن عبد الملك استمرت الغزوات الأموية في آسيا وفتحت جرجان وطبرستان، وجهز جيشا كبيرا من سواحل الشام وأعد الأسطول الأموي وسيره في السفن لحصار القسطنطينية، وسار مع الحملة وعزم أن لا يعود حتى تفتح القسطنطينية أو يموت فمات مرابطاً في دابق شمال مدينة حلب ،توج سليمان بن عبد الملك أعماله بما يدل على حرصه على مصلحة المسلمين؛ فاختار عمر بن عبد العزيز قبل موته ليكون وليا للعهد ويخلفه من بعده، فلما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة أصدر أوامره بسحب القوات الإسلامية المحاصرة للقسطنطينية والعودة إلى الشام ، ومن مساوىء الخليفة سليمان عزله لمحمد بن القاسم الثقفي (فاتح بلاد السند)، وأُتي به مقيدا، حيث وضع في السجن وظل به إلى أن لقي ربه. ومن العجيب أن هذا البطل محمد بن القاسم الثقفى حزن عليه أهل السند الذين فتح بلادهم لما رؤوا فيه من عدل وسماحة وحرية.
وكذلك فعلَ بموسى بن نصير حيث عاقبه في بادئ الأمر بعد فتح بلاد الأندلس، ثم لم يلبث أن عفا عنه، حتى إنه صاحبه في حجته (سنة 97ه = 716م).
أما قتيبة بن مسلم الباهلي، فاتح بلاد ما وراء النهر وهو من قادة الحجاج، فقد كان يعلم مقدار كراهية سليمان بن عبد الملك للحجاج، فلما ولي الخلافة خشي قتيبة من انتقامه؛ لأنه وقف إلى جانب الوليد بن عبد الملك حين أراد أن يخلع أخاه سليمان من ولاية العهد ويجعلها لابنه؛ لكن حركته فشلت وانتهت بقتله سنة (96 ه = 715م)، وقيل أنه لم يتمرد ولكن وقع ضحية مؤامرة حاكها بعض الطامعين بالولاية.
8- الخليفة الثامن عمر بن عبد العزيز::::-
أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي القرشي (61ه-681م - 101ه-720م)، هو ثامن الخلفاء الأمويين. ولد سنة 61ه في المدينة المنورة، ونشأ فيها عند أخواله من آل عمر بن الخطاب، فتأثر بهم وبمجتمع الصحابة في المدينة، وكان شديد الإقبال على طلب العلم. وفي سنة 87ه، ولّاه الخليفة الوليد بن عبد الملك على إمارة المدينة المنورة، ثم ضم إليه ولاية الطائف سنة 91ه، فصار والياً على الحجاز كلها، ثم عُزل عنها وانتقل إلى دمشق. فلما تولى سليمان بن عبد الملك الخلافة قرّبه وجعله وزيراً ومستشاراً له، ثم جعله ولي عهده، فلما مات سليمان سنة 99ه تولى عمر الخلافة ، واستمرت خلافة عمر سنتين وخمسة أشهر وأربعة أيام، حتى قُتلَ مسموماً سنة 101ه، فتولى يزيد بن عبد الملك الخلافة من بعده ،وقد تميزت خلافة عمر بن عبد العزيز بعدد من المميزات، منها: العدلُ والمساواة، وردُّ المظالم التي كان أسلافه من بني أمية قد ارتكبوها وهى كثيرة ، وعزلُ جميع الولاة الظالمين ومعاقبتُهم، كما أعاد العمل بالشورى،
9- الخليفة التاسع يزيد بن عبد الملك :::-
يزيد بن عبد الملك الأموي القرشي ، ويلقب يزيد الثاني ولد سنه 71 ه. ولي الخلافة بدمشق ، بعد عمر بن عبد العزيز سنة 101 ه ، وهو ابن تسع وعشرين سنة في قول هشام بن محمد ، بعهد من أخيه سليمان بن عبد الملك ، كانت أيامه أيام فتوحات وغزوات، أعظمها حرب الجراح الحكمي في بلاد ما وراء النهر مع الترك واللان وأنتصر عليهم. وفي سنة 102 ه، خرج يزيد بن المهلب على الخلافة فوجه إليه يزيد بن عبد الملك جيشاً بقيادة مسلمة بن عبد الملك فهزم يزيدبن المهلب وقتل ،وذلك بمنطقة العقير موضع بقرب كربلاء بالعراق ، وقال الكلبي: نشأت وهم يقولون ضَحَى بنو أمية يوم كربلاء بالدين ويوم العقير بالكرم
وكان يزيد بن عبد الملك من أصحاب المروءات ، مع إفراط في طلب الملذات، فقد هام حبا بجاريتين من جواريه، إحداهما تدعى حبابة ،والأخرى تسمى سلامة، وقد تتيم بحب حبابة وبنى لها قصرا جميلا بدمشق، وزينة وجهزه بأفضل الزينة ،واشتهرت قصة حبابة أيما شهرة في التاريخ، ومات بعد موتها بأيام يسيرة يقال سبعة عشر يوما. ولا يعلم خليفة مات عشقا غيره. وقد ذكرت روايات غير مؤكده عنه بما لا يليق بسبب عشقه للجاريات ، وقد جاء في كتاب مروج الذهب للمسعودي صفحة 210 : كان أبو حمزة الخارجي إذا ذكَرَ بني مروان وعابهم ذكر يزيد بن عبد الملك فقال: أقعد حَبَابة عن يمينه وسَلاَّمة عن يساره، ثم قال: أريد أن أطير، فطار إلى لعنة اللّه وأليم عذابه
وقد حدثت في عهده عدد من الثورات ومنها:
ثورة يزيد بن المهلب
حركات الخوارج
حركة شوذب
حركة مسعود العبدى
حركة مصعب الوالبى
حركة عقفان :
وتتلخص قصة الجارية حبابة حسب معظم الروايات، أنه كان للخليفة قصرٌ في إربد كان ينزله متى أراد، وكان يستخدمه للهو والسرور والاستراحة في رحلات الصيد، التي كان يقوم بها في الصحراء الأردنية، وفي إحدى المرات قام برحلة تنزه إلى بيت راس، واخذ يلهو هناك مع جاريته حبابه، ويأكلان الرمان والعنب، حتى شرقت هذه الجارية بحبة عنب فلفظت أنفاسها بين يديه، فجن جنونه ،على موتها بهذه الصورة المفجعة، فأبقاها ثلاث ليال وهو يشمها ويقبلها، ويذرف الدمع على فراقها، حتى عاب عليه أقاربه وحاشيته ما يصنع، فأذن لهم بغسلها ودفنها في ثرى بيت رأس.وكان ينام معها وكأنها لم تمت ويعمل بها ما يشاء حتى ان تعفنت رماها في النهر . أما الخليفة يزيد فقد رجع إلى قصره في إربد، ومكث بعدها أربعين يوما، ثم لفظ أنفاسه حزنا عليها، وقيل انه دفن حيث مات في إربد، والأرجح أنه نقل على أكتاف الرجال إلى دمشق ليوارى جسده هناك في حدود سنة 105 ه/724 م
10- الخليفة العاشر هشام ابن عبد الملك ::::-
هشام بن عبد الملك الأموي القرشي (71-125 ه) (691 م - 743 م) كان عاشر خلفاء بني أمية (حكم: 105-125 ه/724-743 م)، في عهده بلغت الإمبراطورية الإسلامية أقصى اتساعها، حارب البيزنطيين واستولت جيوشه على ناربونه وبلغت أبواب بواتيه (فرنسا) حيث وقعت معركة بلاط الشهداء
ولد في دمشق. وبويع للخلافة بعد وفاة أخيه يزيد عام 723 م. وتزايدت في عهده العصبية القبلية بين المضرية واليمانية، واشتعلت المظالم والقلاقل وثورات عديدة في أنحاء الدولة: ثورة الخوارج والشيعة في الكوفة (بقيادة زيد بن علي بن الحسين)، والبربر في المغرب؛ وكذلك اضطربت الثورات في بلاد ما وراء النهر، وقد قضى عليها جميعاً ، في عهده صار للدولة الأموية إضافة للعاصمة الدائمة ومقر الخلافة دمشق، عاصمة أخرى صيفية وهي مدينة الرصافة على نهر الفرات بسوريا تسمى رصافة هشام عرفت بأنها جنات وبساتين مصغرة عن بساتين دمشق، قد بني فيها الخليفة هشام قصراً مشيداً لملزاته بأموال المسلمين ،وقد تُوُفِّي بقصر الرصافة هشام بن عبد الملك يوم الأربعاء من شهر ربيع الآخر سنة 125ه. ، وقد وُصِفَ بالبخل وجمع المال، قال الجاحظ: كان هشام يقول: ضع الدرهم على الدرهم يكون مالاً. ويبدو أن السبب في هذا الوصف شدة مراقبته للمال العام، فقد كان شديد المحاسبة للمشرفين على الديوان، وكان لهشام عشرة من الأولاد الذكور وبعض البنات، ويختلف المؤرخون في عددهم؛ فيذكر ابن حزم أن عددهم كان ستة عشر ولدًا وبعض البنات، كما كان هشام يُشرِكُ أولاده بالحروب، ويقلدهم قيادة جيوش الغزو وقد اشتهر منهم معاوية بن هشام، قال عنه ابن حزم: قاد الصوائف عشر سنين، وقد شارك معاوية في قيادة الحملات الموجهة لغزو الروم زمن أبيه أكثر من عشر مرات، وقد شارك في قيادة حملات الغزو من أولاد هشام: سليمان، ومسلمة، وسعيد، ومحمد ، وقد جاءت روايات لا يصح إسنادها تشير إلى أن هشام بن عبد الملك كان يشرب الخمر كل يوم جمعة بعد الصلاة، وكانت له مجالس يدار فيها الخمر،
11- الخليفة الحادي عشر الوليد ابن يزيد ::::-
الوليد الثاني بن يزيد الثاني الأموي القرشي ويلقب الوليد الثاني (707 - 744م) الحاكم الحادي عشر من حكام بني أمية يلقب أبو العباس. حكم سنة واحدة وشهرين من 743 إلى 744 م. أمه أم الحجاج بنت محمد بن يوسف الثقفي أخي الحجاج. تولى الحكم في دمشق بعد وفاة عمه هشام بن عبد الملك ، قُتل الخليفة الوليد من قَبل جنده في الحرب التي وقعت بينه وبين ابن عمه يزيد بن الوليد سنة 126 ه‍ (744 م) كان على رأسهم محمد بن خالد القسري البجلي وكان ذلك في قصر النعمان بن بشير بالبخراء، وحمل رأسه إلى دمشق فنصب بالجامع. وعرض رأسه على أخيه سليمان بن يزيد فقال: بعداً له أشهد أنه كان شروباً للخمر ماجناً.
وكان الوليد أمر بالقبض على خالد بن عبد الله القسري البجلي وتعذيبه حتى مات، فما كان إلا أن توجه ابنه محمد على رأس الجماعة التي قتلت الوليد، إنما كان انتقاما لوالده (خالد القسري) وأخذا بثأره. مات الوليد وعمره 38 سنة ومدة حكمه قصيرة لم تدم أكثر من سنة واحدة
12- الخليفة الثاني عشر يزيد ابن الوليد ::::-
يزيد الثالث بن الوليد الأموي القرشي (86-126ه / 705م-744م) وهو الخليفة الأموي الثاني عشر. توفي بعد توليه الخلافة بقليل فلم يدم حكمه أكثر من ستة أشهر ، وكانت وفاته بالخضراء من طاعون أصابه وقيل من التسمم ، وذلك يوم السبت لسبع من ذي الحجة، وقيل يوم الأضحى منه، وقيل بعده بأيام، وقيل لعشر منه، وقيل في سلخه، وقيل في سلخ ذي القعدة من هذه السنة.
وأكثر ما قيل في عمره ست وأربعون سنة، وقيل ثلاثون سنة،
وكانت مدة ولايته ستة أشهر على الأشهر، وقيل خمسة أشهر وأيام ،
وصلى عليه أخوه إبراهيم بن الوليد، وهو ولي العهد من بعده ،
وذكر سعيد بن كثير بن عفير أنه دفن بين باب الجابية وباب الصغير، وقيل إنه دفن بباب الفراديس ، وكان ليزيد من الأولاد:- خالد ، والوليد ، وعبد الله ، وعبد الرحمن ، وأصبغ ، وأبو بكر ، وعبد المؤمن ، وعلي
13- الخليفة الثالث عشر إبراهيم ابن الوليد ::::-
إبراهيم بن الوليد الأموي القرشي (128ه - 128ه) الموافق (744م- 744م) الخليفة الأموي الثالث عشر. تولى الخلافة بعهد من أخيه يزيد الثالث. ولم يدم حكمه طويلا إذ لم يبايعه إلا أهل دمشق،و خالفه ولم يعترف به مروان بن محمد بن مروان بن الحكم ، حيث اعتبره مسئولا هو وأخوه يزيد الثالث عن مقتل الخليفة الحادي عشر الوليد الثاني بن يزيد الثاني وكانت هذه مناورة منه لاستلام الخلافة ، أتي حكم إبراهيم بن الوليد في فترة اضطراب الدولة بعد أن كانت في أوج ازدهارها وقوتها، أمر بقتل اثنين من أبناء الخليفة الوليد الثاني خوفا على حكمه. ولبث في الخلافة سبعين يومًا، وانتهى حكمه عندما تولى مروان بن محمد أمر دمشق وسيطر على الدولة وتنازل له إبراهيم عن الخلافة، واختفى إبراهيم، ثم ظهر بعد أن أمنه مروان. وقُتل مع من قتل من بني أمية حين سقطت دولتهم على يد العباسيين، وقيل غرق في نهر الزاب، وكان ذلك سنة 132 هجري ،
14- الخليفة الرابع عشر مروان أبن محمد ::::-
مروان الثاني بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية القرشي، أبو عبد الملك، الخليفة الأموي، المعروف بمروان الحمار ، قد حكم في الفترة (72 ه-13 ذي الحجة 132ه/ 691 - 23 يوليو 750 م) هو آخر خلفاء بني أمية في دمشق. تولى الخلافة بعد حفيد عمه عبد الملك، إبراهيم بن الوليد، الذي تخلى عن الخلافة له. يكنى بأبي عبد الله القائم بحق الله، وكان لا يفتر عن محاربة الخوارج ، عندما صعد للحكم وتولى الخلافة، لم يستطع الوقوف في طريق المؤامرات والفتن التي عصفت بدولته، على الرغم من قضائه على الاضطرابات والثورات وملاحقة المتآمرين على كيان الدولة الإسلامية والخارجين على القانون في الفترة التي تلت بداية فترة حكمه ، وصفه المؤرخ أبن كثير بأنه بطلاً شجاعاً داهية، رزيناً، جباراً، يصل السير بالسرى، ولا يجف له لبد ، إلا أنه هُزم في معركة الزاب الحاسمة، وسقطت دولة الأمويين بعدها، وقيل انه استمر متخفياً حتى عثر عليه في أبو صير وقتل ،وقد سار مروان لحرب المسودة في مائة وخمسين ألفا ، حتى نزل بقرب الموصل ، فالتقى هو وعبد الله بن علي عم المنصور ، في جمادى الآخرة ، سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، فانكسر جمع مروان وفر ، فاستولى عبد الله على الجزيرة . ثم طلب الشام ، ففر مروان إلى فلسطين ، فلما سمع بأخذ دمشق ، سار إلى مصر وطلب الصعيد ، ثم أدركوه وبيتوه ببوصير . فقاتل حتى قتل وعاش اثنتين وستين سنة . قتل في ذي الحجة سنة اثنتين وانتهت خلافة بني أمية وبدأت الخلافة العباسية . وبويع أبو العباس عبد الله السفاح قبل مقتل مروان الحمار بتسعة أشهر ، ومن جبروت مروان ، أن يزيد بن خالد بن عبد الله القسري الأمير ، كان قد قاتله ، ثم ظفر به مروان ، فأدخل عليه يوما ، فاستدناه ، ولف على إصبعه منديلا ، ورص عينه حتى سالت . ثم فعل كذلك بعينه الأخرى ، وما نطق يزيد ، بل صبر ، وقيل : إن أم مروان الحمار كردية ، يقال لها : لبابة جارية إبراهيم بن الأشتر . أخذها محمد من عسكر إبراهيم ، فولدت له مروان ، ومنصورا وعبد الله ، ولما قتل مروان ، هرب ابناه : عبد الله وعبيد الله إلى الحبشة ، فقتلوا عبيد الله بالحبشة ، وهرب عبد الله ، ثم بعد مدة ، ظفر به المنصور ، فاعتقله
وإلى اللقاء في البحث القادم عن الخلافة العباسية
هذا وعلى الله قصد السبيل وابتغاء رضاه .
الشيخ د - مصطفى راشد عالم أزهري أستاذ الشريعة
وعضو نقابة المحامين وإتحاد الكتاب الأفريقي الأسيوي
وسفير السلام العالمي للأمم المتحدة ورئيس منظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان
E - [email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.