قال المحلل السياسي الروسي ليونيد سوكيانين إن مصر لا تزال حليفة لروسيا، وإن حادث الطائرة, لن يسبب مشاكل في علاقات البلدين، بل سيدعو إلى مزيد من التعاون الأمني بينهما. وأضاف سوكيانين في تصريحات ل"الجزيرة" أن تأكيد السلطات الروسية وقوف عمل إرهابي وراء إسقاط الطائرة, لن يؤثر على العلاقات الوطيدة بين مصر وروسيا. وبالنسبة لدلالة تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده ستطلق حملة عالمية لملاحقة منفذي عملية تفجير الطائرة، قال سوكيانين إن بلاده لديها إمكانيات فنية ومادية واستخبارية لكشف الجناة ومعاقبتهم. وتحدث سوكيانين عن أمر خطير مفاده أن تصريحات بوتين تعني البحث عن المسئولين عن الحادث وملاحقتهم في أي مكان في إطار القانون الدولي, حتى ولو كانوا في سيناء. وكانت تصريحات بوتين أثارت قلق البعض في مصر حول احتمال تخطيطه لعمل عسكري في سيناء. وذكرت صحيفة "كومرسانت" الروسية في 18 نوفمبر, أن القنبلة التي أسقطت طائرة الركاب الروسية في سيناء في 31 أكتوبر الماضي, زرعت في قمرة الركاب بالطائرة، لا في منطقة الأمتعة كما ذكر سابقا. ونقلت الصحيفة عن مصدر قريب من التحقيقات قوله :"إن مركز الانفجار حدث فيما يبدو في مؤخرة القمرة قرب منطقة ذيل الطائرة". وتابعت الصحيفة " طبقا للنسخة الأولية من التحقيق, يمكن أن تكون القنبلة وضعت أسفل مقعد للركاب مجاور للنافذة, وقد أدى تشغيلها إلى تدمير الإطار (للنافذة) ما أدى إلى انخفاض الضغط في القمرة، وهو أمر له طبيعة تفجيرية". وكانت مجلة "دابق" الإلكترونية التابعة لتنظيم الدولة " داعش" نشرت في 18 نوفمبر صورة قالت إنها للقنبلة بدائية الصنع التي تم بها إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء . وحسب "رويترز", ظهر في الصورة عبوة مياه غازية وبجوارها ما يبدو أنه جهاز تفجير ومفتاح، كما نشرت صورة تضمنت جوازات سفر تخص ضحايا من المسافرين الروس, حصل عليها التننظيم. وقال التنظيم إنه تمكن من تهريب القنبلة إلى الطائرة الروسية من خلال ثغرة أمنية في مطار شرم الشيخ، مضيفا أنه خطط في البداية لإسقاط طائرة غربية فوق سيناء، وتحولت إلى هدف روسي بعدما بدأت روسيا الضربات في سوريا. وفي تبريره لتفجير الطائرة التي خلف سقوطها 224 قتيلا، أشار التنظيم إلى أنه "يريد أن يري الروس وحلفاءهم أن لا مكان آمنا في أرض المسلمين وسمائهم، وأن قتل طائراتهم للعشرات يوميا في الشام لن يجلب عليهم سوى المصائب، وأنهم سيُقتلون كما يَقتلون", على حد قوله. وأعلنت موسكو في 17 نوفمبر أن قنبلة وراء تحطم الطائرة الروسية التى انشطرت في الجو بعد 23 دقيقة من اقلاعها من مطار شرم الشيخ في طريقها إلى سان بطرسبورغ. وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتكثيف حملة القصف الجوي في سوريا ردا على تفجير الطائرة، فيما أعلنت وكالة الأمن القومي الروسية عن مكافأة بقيمة خمسين مليون دولار (47 مليون يورو) لقاء أي معلومات تؤدي إلى القبض على المسؤولين عن تفجير الطائرة. كما تعهد الرئيس الروسي بالعثور على المسئولين عن إسقاط الطائرة الروسية ومعاقبتهم في أي مكان بالعالم وفق المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة . وبعد أيام على تحطم الطائرة، علقت روسيا كل الرحلات إلى مصر ومنعت شركة مصر للطيران من القيام برحلات إلى روسيا. وأعلنت مصر في 17 نوفمبر تعزيز إجراءات الأمن في مطاراتها, بما فيها التعاون مع خبراء من بلدان وممثلي شركات الطيران لضمان "أقصى مستوى من الأمن". وانتقد المحامي المصري ناصر أمين عضو المجلس القومي لحقوق الانسان، ما صرح به بوتين، حول اعتماده على نص المادة "51 " من ميثاق الأممالمتحدة, للبحث عن الجناة المتورطين في إسقاط الطائرة الروسية داخل سيناء. وفي تدوينة له علي موقع "تويتر" في 18 نوفمبر , قال بوتين :"إعلان روسيا استخدام المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة بشأن استهداف طائرتها فى سيناء تصريح كارثى". وتابع "المادة 51 من الميثاق تتيح حق التدخلات العسكرية الفردية أو المتعددة لحين صدور قرار من مجلس الأمن بشان اتخاذ قرار متصرفا بموجب الفصل السابع". وطالب أمين بتحرك الدبلوماسية المصرية, قائلا :"على الدبلوماسية المصرية التحرك فى أسرع وقت للرد على هذا التصريح. الامر خطير وغير مقبول الصمت امامه.. الصمت على حق روسيا فى استخدام الماده 51 من ميثاق الأممالمتحدة .جريمة لا يجب التضليل عليها".