ألقى حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء في نهاية أكتوبر الماضي بتداعياته على العلاقات بين مصر وروسيا، فيما تُشير مصر بأصبع الاتهام إلى تركيا بالتورط في الحادث الذي أسفر عن سقوط 224 راكبًا. وأعلنت روسيا، صباح اليوم، أن الطائرة تم تفجيرها بواسطة قنبلة يدوية الصنع تزن نحو كيلو جرام واحد، وضعت علي متن الطائرة. وأوضحت أن اللجنة التحقيق المشكلة من جانبها توصلت إلي وجود آثار لمتفجرات في بقايا الطائرة، فيما اعتبرت مصر، أن التصريحات الروسية "سابقة لأوانها، لأن لجنة التحقيقات لم تنته بعد من عملها". وقال اللواء طلعت موسى، الخبير الاستراتيجي، إن "روسيا اخطأت حينما أعلنت عن وجود قنبلة على متن الطائرة دون انتظار التحقيقات حتى الانتهاء"، معتبرًا أن توعد روسيا بالعثور على المسئولين عن تحطم الطائرة ومعاقبتهم دون الرجوع إلى لجنة التحقيق الخاصة بحادثة الطائرة، "أمر فيه غموض". وأضاف موسى ل"المصريون"، أن "تعجل الجانب الروسي بإعلان نتائج التحقيقات التي توصل إليها دون أخذ رأي مصر أو اللجنة التي شكلتها يحمل معاني كثيرة أهمها أن روسيا قد مؤشرًا على أن هناك شيئًا في الخفاء سيضر بمصلحة مصر". وأوضح أن "نوايا روسيا من وراء القرار غير مفهومة، لأنها أخذت الموقف بشكل فردي، ولم تبين أسبابه من حيث مساعدة مصر في الحصول على نتائج أم أن هناك شيئًا خفيًا لا تريد الكشف عنه". وتابع "هناك العديد من الدول الغربية، تسعى للوقيعة بيت مصر وروسيا، وقد ظهر هذا جليًا في اتخاذ بعضها إجراءات قويه دون الانتظار لنتائج التحقيقات النهائية". من جانبه، قال حاتم عبد الفتاح، خبير مكافحة الإرهاب الدولي، إن "هناك احتمالية متزايدة لتورط تركيا في تفجير الطائرة، لأن لجنة التحقيقات كانت تضع في الاعتبار طوال الوقت، أن الطائرة كانت قادمة من تركيا، وربما تم زرع المتفجرات عليها هناك قبل أن تصل إلى القاهرة". وأوضح أن "طريقة وضع واختيار مواد القنبلة يشير إلى تورط أجهزة مخابرات في الحادث، وليس عملًا بسيطًا". ولفت إلى أن "حطام الطائرة يشير إلى أن القنبلة وضعت بالقرب من الذيل؛ لأنها لو وضعت إلى جانب الأجنحة وخزانات الوقود، كانت أجزاء الطائرة تتحطم بصورة يصعب جمعها". وتابع "لا أستبعد أن تطلب روسيا تعويضات من مصر لأهالي الضحايا على اعتبار أن مصر هي مسرح سقوط الطائرة"، مشيرًا إلى أن "هناك بعض الدول تتحدث في آذان روسيا ليلاً ونهارًا حتى توقع بينها وبين مصر". في السياق ذاته، اعتبر يسري العزباوي، المحلل السياسي، أن إعلان الجانب الروسي نتائج التحقيقات الخاصة بسقوط الطائرة "تحصيل حاصل"، لأن الغرب يعلم مسبقًا أن الطائرة سقطت بفعل قنبلة. وحذر من خطورة تداعيات هذه التصريحات على المستوى السياسي، لأن روسيا ستطلب قريبًا تعويضات من مصر تؤثر سلبًا في الاقتصاد. وأعلنت روسيا، اليوم، للمرة الأولى، أن قنبلة زرعت في طائرة الركاب الروسية، التي تحطمت في سيناء في 31 أكتوبر ، ما أدى إلى مقتل 224 شخصًا. ونقلت وكالة رويترز، في وقت سابق اليوم، عن مسؤولين أمنيين أن السلطات المصرية تحتجز اثنين من موظفي مطار شرم الشيخ الدولي، يشتبه في أنهما ساعدا من زرعوا قنبلة على الطائرة الروسية. لكن وزارة الداخلية نفت ذلك، وقالت في بيان، إن "ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول احتجاز موظفين اثنين في مطار شرم الشيخ، يشتبه بأنهما ساعدا في زرع قنبلة على متن الطائرة الروسية، عارٍ تمامًا عن الصحة جملة وتفصيلاً".