تتصارع الأحزاب والائتلافات على الحصول على أغلبية برلمانية، ليس فقط من أجل تشكيل قوة مؤثرة تحت قبة البرلمان، بل من أجل المشاركة في تشكيل الحكومة القادمة. ويبرز في هذا الصراع اللواء سامح سيف اليزل المنسق العام لقائمة "فى حب مصر" بعد أن حصلت قائمته على 58% من إجمالي الأصوات الصحيحة فى قطاع غرب الدلتا، بالإضافة إلى فوز القائمة بقطاع الصعيد بنسبة 54.5%، فضلاً عن حصول القائمة على 75 مقعدًا. وينافس حزب "المصريين الأحرار"، والذي أسسه رجل الأعمال نجيب ساويرس والذي يسعى لتكوين ائتلاف قوى وصولاً إلى الأغلبية أو الأكثرية التي يمنحها الدستور حق تشكيل الحكومة وذلك بعد حصوله على المركز الأول فى المرحلة الأولى من الانتخابات، بعدد مقاعد 36 مقعدًا على الفردي و5 مقاعد على القائمة. المادة 146 من الدستور تنص على أن يكلف رئيس الجمهورية رئيسًا لمجلس الوزراء، بتشكيل الحكومة وعرض برنامجه على مجلس النواب، فإذا لم تحصل حكومته على ثقة أغلبية أعضاء مجلس النواب خلال ثلاثين يومًا على الأكثر، يكلف رئيس الجمهورية رئيسًا لمجلس الوزراء، بترشيح من الحزب أو الائتلاف الحائز على أكثرية مقاعد مجلس النواب. فإذا لم تحصل حكومته على ثقة أغلبية أعضاء مجلس النواب خلال ثلاثين يومًا، عُدّ المجلس منحلًّا، ويدعو رئيس الجمهورية لانتخاب مجلس نواب جديد خلال ستين يومًا من تاريخ صدور قرار الحل، وحال اختيار الحكومة من الحزب أو الائتلاف الحائز على أكثرية مقاعد مجلس النواب، يكون لرئيس الجمهورية، بالتشاور مع رئيس مجلس الوزراء، اختيار وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والعدل.
حزب مستقبل وطن والذي يترأسه محمد بدران، والملقب إعلاميًا ب "الفتى المدلل للسيسي" أو "ابن النظام" يسعى هو الآخر للمشاركة فى كعكة تشكيل الحكومة وذلك بعد حصوله على المرتبة الثانية بعد المصريين الأحرار فى الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية. بدران أكد أن حزبه تمكن من تحقيق نتائج جيدة فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية بفضل مجهود تمّ بذله طوال الفترة الماضية من خلال مجموعة من الشباب الذين كرَّسوا مجهودهم لخدمة الحزب مؤكدًا أنه يسعى للحصول على أغلبية برلمانية تمكنه من تشكيل الحكومة المقبلة. المنافسة على تشكيل الحكومة دخلت مرحلة شرسة بين الأقطاب الثلاث فقد سارع اللواء سامح سيف اليزل المنسق العام لقائمة فى حب مصر إلى التنسيق مع المستقلين المرشحين فى الجولة الثانية لدعمهم فى الدعاية بهدف ضمهم إلى جناح قائمة "فى حب مصر" لتكوين أكثرية وذلك لقطع الطريق على المصريين الأحرار أو أي حزب لتشكيل الحكومة خاصة بعد مهاجمته حزب المصريين الأحرار وتأكيده أنه سيعترضه حال قيامه بترشيح شخصيات لرئاسة الحكومة، بعدما حصل على أغلبية مقاعد المرحلة الأولى. على الجانب المقابل، يواجه رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس حزب المصريين الأحرار، اليزل بنفس السلاح وهو استقطاب المستقلين بهدف تشكيل الحكومة وفقًا للمادة 146 من الدستور، والتي تنص على أن الحزب أو الائتلاف صاحب الأكثرية تحت قبة البرلمان من حقه تشكيل الحكومة. ويسعى ساويرس أيضًا لضم أكبر عدد من المستقلين لكتلته البرلمانية، ويعمل على عقد اتفاقات معهم، وتقديم الدعم لهم فى الانتخابات، خاصة الدعم المالي وذلك بعد حصوله حزبه على الأغلبية فى الجولة الأولى. شهاب وجيه المتحدث الرسمي باسم المصريين الأحرار قال إن الوقت لا يزال مبكرًا لتشكيل الحكومة موضحا أنه بعد انعقاد البرلمان فى أولى جلساته سيقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي باختيار مرشح لتوليه رئاسة مجلس الوزارة. وأضاف وجيه ل"المصريون", أن الحزب يخوض المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية ب115 مرشحًا، مشيرًا إلى أن الهجوم على مرشحي الحزب يقابله التأكيد أن الحزب لديه برامج قابلة للتطبيق على أرض الواقع، حيث يطرح الحزب المشاكل والحلول المناسبة لها، ولا يكتفي بالنقد فقط. وأكد أن الحزب يركز على إنشاء تحالفات تحت قبة البرلمان، وسيتم اقتراح أسماء الأحزاب التي سيتحالف معها، عقب انتهاء المرحلة الثانية من انتخابات البرلمان. وقال كمال الإسلامبولي، الفقيه الدستورى، إنه ليس لزامًا على حزب الأغلبية تشكيل الحكومة لأن المادة 146 من الدستور تلزم رئيس الجمهورية باختيار رئيس مجلس الوزارة ويعرض برنامج الحكومة على المجلس النواب ويتم الموافقة عليها. وأضاف الإسلامبولي ل"المصريون", أنه إذا لم تنل الحكومة الثقة من مجلس النواب بأغلبية المجلس يكلف الرئيس مجلس النواب باختيار مرشح لرئاسة الحكومة خلال ثلاثين يومًا من الائتلاف الحائز على الأكثرية وليس الأغلبية وإذا لم تحصل الحكومة على ثقة خلال ثلاثين يومًا يتم حل المجلس ويدعو إلى انتخاب مجلس جديد خلال ستين يومًا من صدور قرار الحل. وأوضح الإسلامبولي أن هناك الكثير من الصلاحيات الممنوحة لحزب الأكثرية داخل البرلمان، منها أن يكون صاحب الكلمة الأولى فى ترتيب الكلمات، وكذلك فى عدد المتحدثين فى أثناء المناقشات، ومميزات أخرى فى تشكيل اللجان. وقال مجدي حمدان المحلل السياسي وعضو جبهة الإنقاذ السابق, إنه رغم وجود منافسة شرسة على تكوين تحالف قوى لتشكيل البرلمان بين حزب المصريين الأحرار وحزب مستقبل وطن واللذان يمثلان أكبر عدد من المرشحين فى البرلمان فى المرحلة الأولى من جهة, وقائمة فى حب مصر التي تحاول ضم أكبر عدد من المرشحين المستقلين فى تحالف موحد من جهة أخرى, إلا أن قائمة فى حب مصر سيكون لها النصيب الأكبر فى تشكيل الحكومة الجديدة لكونها مدعومة من النظام الحالي. وأضاف حمدان ل"المصريون"، أن نجاح قائمة فى حب مصر فى ضم عدد كبير من المستقلين الذين حظوا بمقاعد فى البرلمان سيضمن تشكيل الحكومة وتنفيذ سياسات الرئيس, ومن ثم الموافقة على جميل القوانين والقرارات التي يصدرها والتي صدرت من قبل دون معارضة من أحد خاصة أنهم سيكونون الأغلبية فى البرلمان المقبل. وأكد أن منسق قائمة فى حب مصر، هو المتحدث غير الرسمي للقوات المسلحة لذا سيكون مدعومًا من المؤسسة العسكرية بشكل قوى ما يعطى نسبة سيطرته على السلطة نسبة كبيرة.