سأبدأ بكلمات شيخ الإسلام رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين فضيلة الدكتور يوسف القرضاوى فى إدانته للمذبحة الإرهابية التى شهدتها فرنسا أمس. يقول الشيخ «الجليل»: «أدين الأعمال الإرهابية الدموية التى استهدفت الأبرياء فى فرنسا فهذا مما لا يقره دين أو خلق أو ضمير». انتهى كلام القرضاوى، وأتمنى أن يردده.. ويكرره اذا وقع عمل إرهابى - لا قدر الله - فى مصر أو أى دولة مسلمة أخرى أسوة بالتعاطف مع «الشقيقة» فرنسا! طبعا الإرهاب لا دين له، ولا وطن، ولا يفرق بين شرق وغرب، إلا حسب «البوصلة» السياسية لمن يمسك بخيوط عرائس «المارونيت» سواء كان اسمها «التكفير والهجرة» أو القاعدة أو داعش أو «خراسان»!.. وكل العزاء لفرنسا.. وللإنسانية. «11 سبتمبر فرنسية»، هكذا وصف الإعلام الغربى الهجمات الانتحارية الدموية التى هزت فرنسا، قلب أوروبا الحرة، وقائدة ثورات العالم الحديث، فرنسا صاحبة شعار «دعه يعمل.. دعه يمر»، أغلقت حدودها كلها، لا أحد يخرج.. ولا أحد يدخل، ونشرت الجيش فى الشوارع وتحولت عاصمة «النور» باريس إلى عاصمة الدم والأحذية العسكرية الثقيلة التى تجوب الشوارع بعد إعلان حالة الطوارئ. هل سيتوقف السياح عن زيارة فرنسا، وصعود برج ايفل والتسكع فى الشانزليزيه، والجلوس على مقاهى مونمارتر؟ هل سيمتنع الأوروبيون والعرب عن ارتياد شواطئ «كان» و«نيس» و«سان تروبيه»؟ هل ستغلق «يورو ديزنى» أبوابها، وتسرِّح موظفيها؟ هل ستنهار بورصة باريس ويحمرّ مؤشرها «كاك»؟ هل سيهوى اليورو أمام الدولار، ويخر راكعا لعملة العم سام؟ هل ستسارع الشقيقة «بريطانيا» لإجلاء سياحها عن الأراضى الفرنسية، وتهرع الشقيقة «روسيا» لإيقاف رحلات «ايرفرانس» الى مطاراتها، وتمنعها من التحليق فى أجوائها؟ هل سيحدث شىء من كل ما سبق؟.. أؤكد لكم أن شيئا من هذا لو حدث فسيكون مؤقتا جدا وفى أضيق الحدود - وغالبا لن يحدث - ودون «شو» إعلامى، يرعب أكثر مما يطمئن، ولن يخرج علينا «عمرو روجيه» أو «لميس فاليرى» أو مسيو «إبراهيم دو إيساي» يطالبون بإقالة وزير الداخلية الفرنسى، ورئيس الوزراء، وتعليقهما من أظافرهما فى ميدان عام! .. فى الغرب يعرفون جيدا معنى «الإرهاب».. ويعلمون متى تكون التضحية واجبة، ويدركون معنى وتوقيت الاصطفاف خلف القيادة حتى لا تغرق المركب.. وليتنا نفهم!! كل يوم يمر.. وكلما حلت كارثة أو وقع عمل إرهابى فى دولة من حولى.. أحببت جيش مصر.. بلدى.. أكثر، واحترمت رجاله أكثر وأكثر، وعرفت قيمة تضحياتهم الغالية.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
حسام فتحي
Twitter @hossamfathy66 Facebook hossamfathy66
Alanba email ID عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.