دكتورة أميمة..أعرف أنكِ ستتحاملين علىّ، لأنك دائماً تقولين الحق، ولكنى مستعد لأى توبيخ أو سباب من قرائك، وأعلم أن قصتى هذه كان الأولى فيها الستر، لأنها جريمة بعيدة عن معانى الرجولة بكل لغات العالم .. فأنا طبيب 26 عام, لى أخ وحيد أكبر منى طبيب أيضاً وتزوج طبيبة زميلة له...أُحب أخى جداً وأشعر بغيرة عليه شديدة من أى شخص، حتى عندما تزوج ووجدته يحب زوجته كثيراً كنت أغارعليه لدرجة أننى كرهتها رغم أنها ويعلم الله أنها ودودة وتحبنى أنا وأمى ولم نرى منها غير كل خير، ولكن لاأعلم لماذا هذا الحقد منى تجاهها ؟!! أخى لم يرزق بأطفال منذ أن تزوج من 8 سنوات، وكان الأمر بالنسبة لى عادياً، ثم أراد الله أن تحمل زوجته عن طريق الحقن المجهرى، وقتها شعرت بغيرة أكبر ولا أعرف أيضاً سببها ! ورغم فرحة أخى الكبيرة وانتظاره لمولوده الأول إلا أنه حدث ما عكر صفو كل هذا ... فكنا جميعاً مدعوون لحفل زفاف ونحن نهبط درجات السلم وبينما كان أخى منشغل بمساعدة أمى فى النزول، سبقت زوجته النزول وكنت أنا خلفها ، ولا حظت وهى تنزل تعلق أسفل ملابسها بطرف بارز من سور السلم (الدرابزين) ورغم رؤيتى للموقف وكان بإمكانى تحذيرها أو إنقاذها إلا أننى تركتها تسقط ، الأمر الذى كسرت بسببه قدمها وإجهاض الجنين أيضاً، ظل بعدها ضغط الدم يرتفع عند أخى لحزنه الشديد، إلى أن أصيب بجلطة وشلل أعاقه عن عمله وعن حياته بالكامل.. وكلما رأيته على هذا الوضع وحزن أمى الشديد عليه وبكائها باستمرار ، كلما شعرت بالذنب الكبير وأننى من قتلت جنينه ودمرت أمله.. وأشعر وكأننى قتلت أخى الوحيد الذى أحبه جداً.. وكل همى حالياً أن أسعى فى علاجه لأقصى درجة ،ولنا ميراثاً من أبى رحمه الله وعلى استعداد أن أنفقه كله على علاج أخى... أنا متأكد أن كل من سيقرأ قصتى هذه سيسبنى ويتهمنى أننى حيوان.. وطبعاً أنا أستحق ذلك وأكثر لأننى اكتشفت أن قلبى أسود ولا يحمل غير الغل والحقد، وربما كتبت لكِ يا دكتورة حتى أشعر بالراحة بعد ذلك الاعتراف لأشعر أننى أتطهر من حقدى وذنبى بعد دعائكم لى أن يغفر لى الله ويشفى أخى الحبيب ويرزقه بذرية صالحة..وحتى أسألك أيضاً ..هل من الأفضل أن أصارحهم بالحقيقة حتى يسامحوننى ويغفر الله لى؟ أم لا أعلمهم وأتحمل عذاب الضمير وحدى؟؟؟ وأستغفر الله العظيم وأتوب إليه. (الرد) وكيف أتحامل عليك وأنت من تحاملت على نفسك بالقدر الكافى؟؟ بالفعل أنت أخطأت خطأً فادحاً ترتب عليه مصائب كبيرة ، وبالطبع خطئك الأكبر هو حقدك وغيرتك من زوجة أخيك الغير مبرر، فحبك لأخيك تحول إلى أنانية جعلت الكره يتملك قلبك وحياتك وأدت إلى إيذاء أقرب وأحب المحيطين.. عموماً حاول أن تهون على نفسك وتتذكر قدر الله الذى كان حتماً سيقع سواء كنت بادرت بإنقاذ زوجته أم لا، ودعوتى لك هذه ليس لتبرئتك من ذنبك الكبير، ولكن محاولة للخروج من حالتك هذه للبدء بشكل عملى وأكثر إيجابية فى مساعدة أخوك وزوجته ووالدتك على الخروج من أزمتهم المرضية والنفسية ،فأنت الأن أملهم الوحيد للمساعدة على ذلك.. وعليك أن تكفر عن ذنبك بالندم ودوام الإستغفار، وتسخير كل طاقتك لعلاجهم والقيام على راحتهم.. وقرار طيب هو توجيه كل ميراثك لعلاج أخوك.. وبصفتك طبيب فأتمنى ألا تألوجهداً حتى تساعده على تمام الشفاء حتى وإن استدعى الأمر لعلاجه بالخارج.. كما أرى أنه لا داعى لأن تعلمهم بأنك كنت السبب فى هذه الكوارث التى لحقت بهم، حتى لاتزيد من مرض أخوك وتؤخر شفاؤه وتزرع ضغينة كبيرة بينك وبين زوجته ربما أدت إلى قطيعة رحم بعد ذلك وغضب كبير من أمك عليك... وندعوا الله أن يغفر لك ويسامحك وأن يطّهر قلبك من الضغائن..وأن يتم شفاء أخيك عاجلاً غير آجل على خير وأن يشفى زوجته ويلئم عظامها وأن يعوضهم خيراً بذرية صالحة وأن يسعد والدتك بشفاء أخوك و يرحم أباك ويرفع عنكم جميعاً الغمة والكرب. ......................................................................... للتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الأستاذة/ أميمةالسيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. مع رجاء خاص للسادة أصحاب المشاكل بالاختصار وعدم التطويل.. وفضلا..أى رسالة يشترط فيها الرد فقط عبر البريد الإلكتروني فلن ينظر إليها..فالباب هنا لا ينشر اسم صاحب المشكلة، ونشرها يسمح بمشاركات القراء بأرائهم القيمة، بالإضافة إلي أن الجميع يستفيد منها كتجربة فيشارك صاحبها في ثواب التناصح. ...................................................................... تنويه للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الأحد من كل أسبوع، من جريدة المصريون الورقية، لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة، ليشارك معى بكلمات هادفة، فليتفضل بإرسالها لى عبر الإيميل المخصص للباب، مرفقة باسمه وصورته الشخصية، لنشرها بصفحة "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معي. ................................................................... تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها يوم الأحد من كل أسبوع..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.