الأستاذة الفاضلة/ أميمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هذه مشكلة أمي أتركها ترويها كما تشعر بها وتعانيها: (أنا سيدة بالمعاش لي ولدان أكبرهما متزوج ومقيم بالخارج، والآخر متزوج في شقة قريبة مني، أعيش في شقتي بمفردي ويتردد عليّ ابني الأصغر وأولاده بانتظام، وأحيانًا يبيت أحدهم عندي، ليس لي نشاطات سياسية أو اجتماعية فليس لي في هذه الحياة سوى بيتي وأولادي وأحفادي، أعاني منذ عدة سنوات من أصوات لا تنقطع بالليل والنهار في البيت وخارجه تتعمد إيذائي والتعليق على كل ما أقوم به وانتقاده والسخرية منه، بل ويسبونني بأبشع الألفاظ، وأحيانًا تصل إساءتهم إلى التطاول على القرآن الكريم وعلى النبي صلى الله عليه وسلم-، ويكررون على مسامعي كل ما يحدث من مواقف ومكالمات تليفونية ويعلقون عليها بأقوال تؤذيني، ويتعمدون مضايقتي وأنا في الحمام بأنهم يرونني ويرشونني بالماء.. هم أيضا يتعمدون الضغط علي بالبول والبراز لأدخل دورة المياه في أوقات لا أريد فيها ذلك، ويقومون كذلك بالضغط على عظامي، وجعلي أشعر بحكاك جلدي قوي يجعلني أحك في جلدي حتى أجرحه، وأعراض أخرى عديدة مثل السخونة والبرودة وسيلان مخاط من الأنف، ويعلقون على كل هذه الأعراض بسخرية، وكيف أن كل هذه الضغوط بالليل والنهار وفي كل مكان لا تسبب لي أمراضًا كالضغط والسكر.. أشعر كذلك بوش دائم (جهاز شوشرة) يجعلني لا أستطيع العمل في البيت على طبيعتي ولا أستطيع قراءة القرآن بصورة طبيعية، كما يؤثر ذلك في سمعي.. بعض هذه الأصوات لأشخاص أعرفهم وبعضهم لا أعرفهم.. كيف يحدث كل هذا وأنا في بيتي؟!، فمن هؤلاء الذين يفعلون ذلك وكيف يعرفون كل ما أفعل وكل ما أفكر فيه وكل ما يدور من مواقف ومكالمات تليفونية؟!)...... هذه مشكلة أمي وأنا أرى أنها مشكلة نفسية وقد استشرت فيها عددًا من الأطباء وكلهم ينصحون بأخذ الدواء المناسب ولكنهم يقولون إنها لن تقتنع بأخذ الدواء فيجب أن تعطيه إياها بدون أن تشعر وأنا لا أستطيع ذلك لأنني أنا الوحيد الموجود بجوار أمي ولا أريدها أن تفقد ثقتها في عندما تعلم بذلك، وخاصة أنها – والحمد لله- بذاكرة جيدة وإدراك للأمور حولها، وهي لا تتعاطى أدوية أخرى.. ما أفعله الآن هو محاولة تقليل فترات وحدتها حتى تقل هذه الأفكار نسبيًا ولكن أشعر أن هذا ليس هو الحل.. أرجو منكم أن يكون الرد على هذه الرسالة موجهًا أساسًا إلى أمي حتى تقرأه بنفسها لعلها أن تقتنع.. وجزاكم الله خيرًا. (الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، اسمح لى يا أخى أن أنحيك جانبًا بعيدًا عنى أنا وأمى.. واسمحي لى يا أمى أن أحادثك وأناديكِ "بأمى" فلقد كانت أمى رحمها الله تعانى من بعض ما تعانين حضرتك منه من أمراض مثل السكر والضغط والتشويش بالأذن.. كما أن كل منا قد يعانى من معظم هذه الأعراض يا أمى الحبيبة، كالسخونة أو البرودة أو سيلان مخاط من الأنف وحكة الجلد بسبب أنواع من الحساسية، فهى أعراض شائعة وخاصة فى هذا الموسم الشتوى الشديد البرودة اللهم هونه علينا جميعًا.. أنا شخصيًا أعانى منه كثيرًا هذه الأيام.. ولا أخفى عليكِ يا حبيبتى أننى أهملت العلاج كثيرًا مما أدى إلى ازدياد الأعراض عندى وعانيت كثيرًا حتى أحصل على راحة ولو بسيطة من كثرة الآلام.. وأعترف أننى من أهملت فى تناول العلاج حتى بعد أن ذهبت للطبيب، ولكن كل إنسان منا يا أمى هو طبيب لنفسه ، بعد الله ثم بعد الأخذ بأسباب الشفاء فإن وجد المريض فينا أنه يستجيب للعلاج الذى وصفه له الطبيب المعالج فعليه أن يكمل دورة العلاج وأن يواظب عليه حتى تمام الشفاء بأمر الله، فإنه يا أمى أمر إلهي وصانا به حبيبنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو الذى "لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى علمه شديد القوى" حيث أمرنا بالتداوى بنص الحديث الشريف: "تداووا يا عباد الله، فإن الله جعل لكل داءٍ شفاء" .. وكذلك أنتِ أمى الحبيبة.. فأنتِ تعانين من بعض المتاعب والأمراض التى تحتاج ولو بالغصب على النفس إلى تناولها والمواظبة عليها واتّباع أوامر الطبيب المعالج لعلك تشعرين بتحسن وراحة بعد هذا العناء.. وإن لم تجدين منها فائدة بعد المدة التى حددها لك الطبيب، فلكِ أن ترفضي أخذها بعد ذلك.. كما أريد منك يا أمى إن استطعتِ أن تخرجي مع أولادك وأبنائهم لتغيير جو المنزل ولو لمرة كل شهر وتحاولى أن تتزاوري مع أحبابك وتصلينهم قدر المستطاع، حتى لا تشعرين بوحدة.. كما أوصيكِ حبيبتى أن تجاهدي نفسك والشيطان والعياذ بالله وتتغلبين عليه بقراءة القرآن الكريم وسماعه دومًا رغمًا عنه حتى تنتصري عليه ولا يغلبك أبدًا بأمر الله.. أمى و حبيبتى.. بالله عليكِ تعدينني بأن تتناولين دوائك حتى أطمئن عليك ونطمئن عليكِ جميعًا.. ولولا أن قال لى ابن حضرتك وهو أخى الكريم أنه قد عرضك على الطبيب النفسى، لكنت أنا من طلبت منه ذلك، ولكنت أيضًا استعانت بطبيب نفسى يشاركنى الرأى.. ولكن أخى لم ينتظر وسارع وعرضك على متخصص، ولولا أنه يحبك جدًا ويخاف عليكِ هو وأخيه ما كان إهتم بأمر علاجك ولا كان راسلنى هكذا.. فأتمنى يا أمى ألا تخذلينه ولا تخذلينى وتواظبي على العلاج حتى لو تحاملتى على نفسك فى تناوله..كما أتمنى أن تراسلينى بعد ذلك ليطمئن قلبى عليكِ وعلى صحة حضرتك وتفرحينى بالشفاء التام إن شاء الله.. شفاك الله وعافاكِ، وأنا يا أمى تحت أمرك فى أى طلب ولو احتاجت إلى فى أى وقت سوف تجديننى بجانبك ابنة لكِ، فأنا يا أمى "أحبك فى الله". ...................................................................... تنويه مهم للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الاثنين من كل أسبوع, من جريدة المصريون الورقية, لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة, ليشارك معى بكلمات هادفة, فليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب, مرفقة باسمه وصورته الشخصية, لنشرها فى صفحة باب "افتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق".. أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. .............................................................................. تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية كل اثنين ملحق "افتح قلبك" فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل. ................................................... **لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. وللرد المباشر للأستاذة أميمة على مشكلاتكم الاجتماعية والأسرية من خلال الهاتف فيمكنكم الاتصال برقم ( 2394) .