قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن السيناريو الأسوأ بالنسبة للإسرائيليين, فيما يتعلق بالمواجهات الحالية في القدس والضفة الغربية, لم يقع بعد, محذرة من أن مدينة الخليل ستكون كلمة السر في تصعيد الهجمات ضد إسرائيل. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 24 أكتوبر أن الإسرائيليين ما زالوا بعيدين عن السيناريو الأسوأ، ففي حال انضم مسلحو الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى ما يجري حاليا, فحينها ستكون انتفاضة حقيقية. وتوقعت الصحيفة وقوع الأسوأ مستقبلا في مدينة الخليل، وأشارت إلى أن تحقيقات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أظهرت أن نسبة كبيرة من منفذي العمليات في الخليل ينتمون لحركة حماس. وتابعت " حركة فتح لم تشارك فعليا في الهجمات, رغم أن أفرادها شاركوا في التحريض ضد إسرائيل, بينما معظم العمليات التي نفذت في الأيام الأخيرة قام بها عناصر من حماس حتى لو لم تعلن مسئوليتها عنها" واسطردت الصحيفة "موجة التصعيد تستمر في الخليل لأنها المعقل الرئيسي لحماس، في حين أن الهدوء النسبي بدأ يعود للقدس، وتظل نابلس وهي كبرى مدن الضفة هادئة نسبيا". وأشارت إلى أنه بالنظر إلى قوة الهبّة الشعبية الفلسطينية في الخليل، سارعت القوات الإسرائيلية لتكثيف حضورها في المدينة، وذلك باتخاذ تدابير ووسائل دفاعية وهجومية، ومنها نشر آلاف العناصر من الجنود والشرطة، وإقامة حواجز أمنية وجدران مؤقتة بين المناطق العربية واليهودية، وشن اعتقالات عشوائية ضد الفلسطينيين وتنفيذ عقوبات فورية صارمة ضد منفذي الهجمات. وقتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في 25 أكتوبر فتاة فلسطينية أثناء مرورها على حاجز عسكري قرب المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، كما أصيب عدد من الفلسطينيين خلال المواجهات مع الجيش الإسرائيلي، بينما أصيب شاب فلسطيني برصاص مستوطن، وتعرض آخر للطعن على يد مستوطنين شمال الضفة الغربية. واستشهدت الفتاة الفلسطينية دانيا رشيد، وهي طالبة بالمرحلة الثانوية، بعد توقيفها عند الحاجز العسكري وتفتيشها، حيث أطلق جنود الاحتلال النار عليها، بزعم محاولتها طعن جندي إسرائيلي على الحاجز. وقال شهود عيان إن جنود الاحتلال أطلقوا النار على الفتاة، بينما كانت في طريقها للحصول على حصة خاصة باللغة الإنجليزية، وقد تركوها تنزف حتى فارقت الحياة. كما أصيب فلسطينيان على الأقل برصاص الاحتلال في مواجهات اندلعت في بلدة واد سعير شرقي مدينة الخليل جنوب الضفة، جاء ذلك عقب إصابة شاب فلسطيني ثالث بجروح خطيرة إثر إطلاق الرصاص عليه من قبل مستوطن، بينما يعمل في قطف الزيتون في البلدة نفسها. ومن جهة أخرى، نقل مراسل "الجزيرة" في نابلس عاطف دغلس أن شابا فلسطينيا تعرض للطعن من قبل مستوطنين عند مفترق مستوطنة أرئيل شمال مدينة سلفيت شمال الضفة. وقال ضابط الاسعاف بالهلال الأحمر الفلسطيني يوسف ديرية إن مجموعة من المستوطنين هاجموا الشاب الفلسطيني بينما كان في طريق عودته من مكان عمله، مؤكدا أنه تعرض للطعن في يده وللضرب المبرح من قبل مجموعة من المستوطنين. وفي المقابل، أعلنت قوات الاحتلال عن إصابة مستوطن بجروح بين متوسطة وخطيرة مساء الأحد 25 أكتوبر، في عملية طعن قرب مستوطنة أرئيل شمالي الضفة. وفي سياق متصل، أفاد مراسل "الجزيرة" أن شابا فلسطينيا قام ظهر الأحد بطعن مستوطن، في منطقة غوش عتصيون الاستيطانية، قرب مدينة الخليل جنوب الضفة، وأنه تمكن من الفرار. وأوضحت مصادر بجيش الاحتلال أن الشاب منفذ الهجوم تمكن من الفرار، بينما أُصيب المستوطن بجراح متوسطة، حيث تعرض للطعن بعد خروجه من سيارته عقب تعرضها لإلقاء الحجارة. كما أعلنت شرطة الاحتلال اعتقال شاب عربي في حافلة على مدخل مدينة طبريا، بتهمة محاولة تنفيذ عملية طعن، وزعمت أنه تم العثور على سكين في حقيبته وقبعة لليهود المتدينين في جيبه. وتشهد الأراضي الفلسطينية توترا ومواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال منذ مطلع أكتوبر، بسبب إصرار المستوطنين على اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية. وأفادت إحصاءات فلسطينية نشرت الأحد 25 أكتوبر بأن إجمالي شهداء المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية أكتوبر بلغ 58 شهيدا، كما أصيب أكثر من سبعة آلاف فلسطيني في الهبة المتواصلة. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة الشهداء والجرحى تشمل الأراضي الفلسطينية بما فيها القدسالمحتلة وداخل الخط الأخضر، مشيرة إلى أن تسعمائة من بين الإصابات هي بالرصاص الحي، وتسعمئة أخرى بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط. ووفق بيان للوزارة، فإن من بين الإصابات أيضا قرابة مئتي فلسطيني تعرضوا للاعتداء بالضرب، واثني عشر أصيبوا بحروق خلال المواجهات التي اندلعت بين جنود الاحتلال الإسرائيلي والشبان الفلسطينيين. ومن جهته, ذكر مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي في رام الله أن 35% من بين الشهداء هم دون العشرين عاما، وأن 4% من النساء أعدمن ميدانيا، في حين بلغت نسبة الشهداء من الأطفال 21% بواقع 12 شهيدا. وذكر المركز في دراسة تلقت "الجزيرة" نسخة منها, أن محافظة القدس قدمت أكبر عدد من شهداء "انتفاضة القدس"، حيث بلغ عدد الشهداء في المحافظة 16، تلتها محافظة الخليل التي قدمت 15 شهيدا -بمن فيهم شهيدة اليوم- في حين ارتقى 17 شهيدا في قطاع غزة. وفي باقي المحافظات ارتقى شهيدان في بيت لحم، وشهيد في طولكرم، وثلاثة في رام الله، وشهيد في نابلس، وآخران في جنين، إضافة إلى فلسطيني في النقب. أما عن الانتماء الحزبي للشهداء، فذكر المركز أن 70% منهم مستقلون، لكن عمدت الفصائل إلى نعيِهم باعتبارهم شهداء لها، وأضاف أن إسرائيل ادعت أن ما نسبته 80% من الشهداء كانوا يشكلون خطرا على أمنها وأمن جنودها، أو القيام بعملية طعن، وهو ما ينفيه المركز ويؤكد أن معظمهم تم إعدامهم دون تشكيلهم خطرا. وفي مسح آخر لخريطة الاشتباك مع الاحتلال، ذكر المصدر ذاته أن نقاط الاشتباك الممكنة بين الضفة والقدسوغزة تبلغ نحو 480 نقطة موزعة على كافة المحافظات، لكن 60 منها فقط فاعلة. ومن جهته، قال المركز الإعلامي الحكومي الفلسطيني إن قوات الاحتلال اعتقلت منذ بداية الشهر الجاري 1003 فلسطينيين، نصفهم من الفتيان القاصرين (أقل من 18 عاما)، موضحا أن أعلى الاعتقالات كانت في محافظتي الخليل (221 معتقلا) والقدس (201 معتقل) بنسبة 40%. وأكد المركز الحكومي اعتقال ما لا يقل عن 160 فلسطينيا من الأراضي المحتلة عام 1948، مشيرا إلى تعرض كافة المعتقلين "للتعذيب الشديد والتنكيل والإهانات والمعاملة القاسية خلال اعتقالهم واستجوابهم. وأشار المركز إلى ارتفاع عدد المعتقلين في السجون الإسرائيلية منذ الهبة الشعبية إلى 6620 معتقلا، بينهم 35 أسيرة و500 معتقل إداري، يتوزعون جميعا على 22 سجنا ومركز اعتقال وتوقيف.