قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن هناك حالة ذعر داخل إسرائيل من هجمات كبيرة, قد تنفذها حركة حماس تحديدا, انطلاقا, من مدينة الخليل بالضفة الغربية, وتحدثت عن مفاجأة مفادها أن السلطة الفلسطينية تتعاون مع إسرائيل لإجهاض الهبة الشعبية في الخليل. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 21 أكتوبر أن مدينة الخليل "ربع مليون نسمة", تنضم بقوة إلى الهبة الشعبية الفلسطينية, مشيرة إلى حدوث تسع عمليات أو محاولات لتنفيذ عمليات ضد القوات الإسرائيلية خلال أقل من أسبوعين في هذه المدينة, التي تطلق عليها دوائر أمنية إسرائيلية "عاصمة حماس". وتابعت " الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن خلايا نائمة تتبع حركة حماس, في انتظار لحظة مفصلية لتنفيذ عمليات كبيرة ضد الإسرائيليين". واستطردت الصحيفة "لهذا السبب يتواصل التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية, لمنع خروج تلك العمليات المحتملة إلى حيز التنفيذ". ويحتل نحو ثمانمئة مستوطن قسما من البلدة القديمة في الخليل, ويحظون بحماية مشددة من جيش الاحتلال الإسرائيلي. وأصيب أربعة جنود من الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء 21 أكتوبر بجروح متفاوتة الخطورة عندما تعرضوا للدهس من سيارة فلسطينية مارة قرب بلدة بيت أمر شمالي الخليل. وارتفع عدد شهداء الهبة الشعبية الفلسطينية إلى 53 حتى 21 أكتوبر، وأصيب أكثر من ألف و850 آخرين، وقد اندلعت الهبة في الضفة والقدس وقطاع غزة في مطلع أكتوبر, في أعقاب الانتهاكات المتكررة للمسجد الأقصى، والتي تتم تحت حماية من قوات الاحتلال. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد فلسطيني الأربعاء 21 أكتوبر جراء اختناقه بالغاز المدمع الذي أطلقته القوات الاسرائيلية في تل الرميدة في الخليل جنوبي الضفة الغربية، كما استشهد فلسطيني آخر إثر إطلاق قوات الاحتلال الرصاص عليه للاشتباه بطعنه مجندة إسرائيلية قرب مستوطنة آدم جنوبي شرقي رام الله وسط الضفة. وقال مراسل "الجزيرة" إلياس كرام إن يونس هاشم العزة (54 عاما) استشهد لدى وصوله إلى مستشفى الخليل الحكومي متأثرة بقنابل الغاز المدمع التي أطلقها جنود الاحتلال بكثافة خلال مواجهات مع شبان فلسطينيين في منطقة تل الرميدة. وأدت هذه الصدامات إلى إصابات عديدة بالرصاص المطاطي، وقد جاءت هذه المواجهات للاحتجاج على استشهاد أربعة فلسطينيين الثلاثاء 20 أكتوبر في الخليل. وباستشهاد يونس يرتفع عدد شهداء مدينة الخليل منذ انطلاق الهبة الجماهيرية في مطلع أكتوبر إلى 13، وتحتجز إسرائيل جثث ثمانية منهم. وفي وقت سابق الأربعاء ، قال مراسل "الجزيرة" إن شابا فلسطينيا ثانيا يدعى معتز قاسم استشهد في مدخل مستوطنة آدم القريبة من قرية جبع جنوب شرق رام الله، وذلك على إثر إطلاق مجندة الرصاص عليه للاشتباه بطعنه مجندة أخرى قرب مستوطنة آدم. كما اعتقلت قوات الاحتلال شابا آخر كان بصحبة الشاب الشهيد للاشتباه باشتراكه في عملية طعن المجندة التي أصيبت بجروح خطيرة. وأفاد شهود عيان بأن الجنود قاموا بإغلاق الحاجز ومنعوا وصول سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث. وفي سياق متصل، أوردت وكالة "الأناضول" أن ثلاثة فلسطينيين أصيبوا الأربعاء بنيران إسرائيلية في مواجهات في رام الله والخليل، وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية أن شابين أصيبا بالرصاص الحي في الأجزاء السفلية من جساديهما في الخليل، وتم نقلهما لمستشفى المدينة الحكومي لتلقي العلاج. وأصيب فلسطيني آخر بالرصاص المطاطي في مواجهات اندلعت في حاجز بيت إيل الذي تقيمه قوات الاحتلال على المدخل الشمالي لمدينة البيرة قرب رام الله، وقد نقل المصاب لتلقي العلاج في مجمع رام الله الطبي، حيث أشارت وزارة الصحة إلى أن حالته مستقرة. وقد عّم الأربعاء إضراب عام كافة مناحي الحياة في مدينة الخليل حدادا بعد استشهاد أربعة من أبناء المحافظة أمس برصاص الاحتلال، وشهدت منطقة باب الزاوية في المدينة مواجهات بين عشرات من الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال، التي قمعت احتجاجات الفلسطينيين بالرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز المدمع. وأوضح مراسل "الجزيرة" أن قوات الاحتلال اعتلت مباني في مدينة الخليل لإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز على الشبان الفلسطينيين، وأشار المراسل إلى حالة من الغضب تسود محافظة الخليل. وفي قطاع غزة، شيع مئات الفلسطينيين الأربعاء جثمان الشاب أحمد شريف السرحي (30 عاما) الذي استشهد مساء الثلاثاء في المواجهات مع الجيش الإسرائيلي على الحدود الشرقية لمخيم البريج وسط القطاع، وجابت جنازة السرحي مدينة دير البلح وسط القطاع, قبل أن يوارى الثرى في مقبرة المدين