قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن أعمال الطعن, التي انتشرت في القدسالشرقية والضفة الغربية, جديدة في أسلوبها, الذي لا يستخدم الحجارة ولا التفجيرات التي كانت تميز الانتفاضات السابقة. وأضافت الصحيفة بافتتاحيتها في 16 أكتوبر أن هذه الهجمات الجديدة تثبت أن جيلا جديدا من الفلسطينيين مستعد لما سمته "العنف الانتحاري" وأنه لا يحتاج إلى تنظيم لشحنه, وحشده. وتابعت أن إيقاف إسرائيل لهذه الهجمات, لن يتم بدفاعها عن نفسها فقط، بل بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة إلى جوارها, يعترف الجميع بحقها في الوجود. وحذرت الصحيفة من أن المواجهات الجارية في الضفة والقدس "مخيفة" إلى الحد الذي لا يترك مجالا إلا للتفكير في إحياء حل الدولتين, لوقف هجمات الطعن بالسكاكين من قبل الفلسطينيين، والقتل بإطلاق الرصاص من قبل إسرائيل. وارتفعت حصيلة الشهداء الفلسطينيين الجمعة 16 أكتوبر إلى خمسة، ثلاثة منهم في قطاع غزة بينهم شهيد قضى متأثرا بجروح أصيب بها في وقت سابق، إضافة إلى شهيدين في الضفة الغربية، بينما أسفرت المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي عن إصابة أكثر من 160 فلسطينيا. وسلمت قوات الاحتلال مساء الجمعة عائلة الشهيد إياد العواودة جثمان ابنها الذي استشهد بعد أن نفذ عملية طعن جندي إسرائيلي على المدخل الشمالي لمدينة الخليل. وقال مراسل "الجزيرة" وائل الشيوخي, الذي كان موجودا في موقع عملية الطعن, إن العملية وقعت أثناء مسيرة غاضبة، شارك فيها مئات الفلسطينيين عقب صلاة الجمعة نحو جسر حلحول شمال مدينة الخليل بالضفة الغربية، حيث تواجد عدد كبير من جنود الاحتلال، الذين كانوا يستعدون لقمع المسيرة. كما استشهد بعد ظهر الجمعة الشاب إيهاب حنني في مواجهات مع قوات الاحتلال عند حاجز بيت فوريك جنوب مدينة نابلس. وقد منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين من التوجه للمسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، وأقامت حواجز أمنية كثيفة عند مداخل الأحياء العربية والبلدة القديمة للحؤول دون وصول المصلين، كما فرض الاحتلال قيودا على دخول المصلين إلى الحرم القدسي، حيث منع الرجال ممن تقل أعمارهم عن أربعين عاما من الوصول إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى. وفي قطاع غزة, استشهد شابان في العشرينيات من عمرهما في المواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي على حدود القطاع. واستشهد الأول بعد إصابته برصاصة مباشرة في الرأس، أثناء المواجهات مع جيش الاحتلال، قرب معبر بيت حانون (إيريز) شمال قطاع غزة، بينما استشهد الآخر برصاص الاحتلال قرب موقع "ناحل عوز" شرق مدينة غزة، واستشهد فلسطيني ثالث متأثرا بجروح أصيب بها في مواجهات وقعت قبل بضعة أيام. وأفاد مراسل "الجزيرة" في غزة بأن أكثر من 160 أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة، 60 منهم بالرصاص الحي، في اشتباكات ومواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين في مناطق حدودية بقطاع غزة. وأظهرت إحصاءات "مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي" تصاعدا في هجمات المقاومة في الأسبوع الثاني من الهبة, التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأحصى المركز 35 شهيدا فلسطينيا وسبعة قتلى إسرائيليين منذ بداية الهبة مطلع أكتوبر. وقال المركز في تقرير له في 16 أكتوبر إن من بين هؤلاء الشهداء 22 شهيدا من الضفة الغربية أحدهم استشهد في الأسر. وفي قطاع غزة استشهد 13 فلسطينيا بينهم أم وطفلتها. وبلغ مجموع الفلسطينيين المصابين في الضفة الغربيةوالقدس وقطاع غزة وأراضي 48 نحو أربعة آلاف وستمائة مصاب، بينهم أكثر من خمسمئة أصيبوا بالرصاص الحي. واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي, بحسب إحصاءات المركز, 657 فلسطينيا، وكانت أشد الاعتقالات في أراضي 48 ولا سيما في مدينتي عكا والرملة. وفي المقابل، أحصى المركز سبعة قتلى إسرائيليين منذ بداية الهبة الشعبية سقطوا في أربع عمليات، ثلاث منها في مدينة القدسالمحتلة. وبلغ عدد الإصابات في صفوف المستوطنين وجيش الاحتلال 170 إصابة، وفق ما نقله المركز عن إحصاءات إسرائيلية. ورصد المركز 37 عملية طعن نفذها فلسطينيون في الأيام الماضية، أدت إلى مقتل وإصابة عدد من الإسرائيليين. وذكر التقرير أنه "وقع ثلاثون حادث إطلاق نار خلال 13 يوما على مواقع إسرائيلية، حيث برز مخيم شعفاط، ورام الله، ونابلس، والخليل في هذا النوع من الأحدا