يقلل البعض من أهمية الدعوات الشيوعية التي تطلقها حركة الاشتراكيين الثوريين وحركة شباب من أجل العدالة والحرية باعتبار أن التاريخ لا يعود للوراء، ولا يعقل أن تبعث الشيوعية من جديد في مصر بعد دفنها في معقلها الأصلي؟! كلام قيادي الإشتراكيين الثوريين سامح نجيب ليس بعده خطورة على الأمن القومي وعلى السلام الاجتماعي والدين. ولو قال هذا الكلام في زمن غير زمننا الآن.. لواجه جريمة الخيانة العظمى وتحريض المجتمع على نفسه ووطنه وجيشه. فهل كان يتصور أحد أن يخرج الشيوعيون من تحت الأرض بكل صفاقة ليعلنوا عن خططهم باسقاط الجيش وإحداث الانقسام داخله ليسهل تفكيكه، وأن وسيلة ذلك استمرار الضغط الجماهيري بالاعتصامات والمظاهرات كما يحدث في الوقت الحالي. الخطيئة الكبرى السماح للشيوعيين بالعمل في مصر، فتاريخهم شاهد على أنهم كانوا دائما أدوات تخريب ودمار وانحراف للثورات والمظاهرات عن المسار السلمي،فهم الذين يشعلون الحرائق ويجندون الشباب والفتيات لذلك. سامح نجيب لا يعول على انقسام الجيش وحده وإسقاطه، بل على إسقاط التيار الإسلامي بانقسامه على نفسه وتفتيته وانتهاء شهر العسل بينه وبين الشعب والذي يقول إنه شهر عسل قصير جدا، وبعد ذلك يقوم الشيوعيون بالاستيلاء على المؤسسات العامة كمجلس الشعب ومجلس الوزراء وحرقها وإحداث فوضى عارمة وإضطرابات ونشر الذعر بين المواطنين. أفغنة مصر ستأتي من هذا الطريق وليس بسبب المخاوف من وصول الإسلاميين إلى السلطة. هكذا بدأت أفغانستان عقب سيطرة الشيوعيين عليها وكانت الشيوعية الأم في الاتحاد السوفياتي ما زالت على قيد الحياة قوية ومؤثرة في عالم ثناني القطبية. كلام الإشتراكيين الثوريين، ليس فكرا على الاطلاق بل عمل تخريبي تحريضي موجه في الأساس ضد الدين، مع الوضع في الاعتبار أن الشيوعيين لا يميلون إلى السلمية، فما زالت أصابع الاتهام توجه إليهم في حريق القاهرة مطلع 1952، كما تكفل نشطاؤهم باشعال الحرائق في مظاهرات الخبز الشهيرة في 18 و19 يناير عام 1977. موجتهم الثالثة من الاعتصامات والمظاهراتلها ثلاث سمات كما نشر موقع الوعاء الفكري للشيوعيين "مركز الدراسات الاشتراكية"..تبدأبغضب سياسي واجتماعي بعد أن تتبدد أوهام الطبقة العاملة وبعض السياسيين حول قدرة البرلمان القادم على حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية.. ثم غياب القوى الليبرالية والإسلامية التي بدأت بالفعل عملية اندماجها مع النظام (هكذا يرون). وأخيرا السمة الثالثة والمتمثلة في أن الموجة القادمة لن تنحصر في الميادين بل قد تشهد إضرابات واسعة تمتد لفترات زمنية أطول، وسيكون ميدان التحرير مجرد منصة للانطلاق وليس نقطة تركيز. الشيوعيون المصريون يجاهرون بانقلابهم على الديمقراطية، ففي أحد بيانات الاشتراكيين الثوريين، أن البديل للبرلمان هو الديمقراطية الشعبية المباشرة، ديمقراطية لجان المصانع والأحياء والجامعات. ويصر بيان للحركة الشيوعية الأخرى (شباب من أجل العدالة والحرية) على إسقاط الدولة.. مع ملاحظة أنه لا توجد حالة سقوط مماثلة للدولة المصرية بمؤسساتها طوال تاريخها القديم والحديث يمكن القياس على نتائجها.. نجاح الشيوعيين في مخططهم يعني أن مصر لن تكون موجودة نهائيا بشكلها الحالي الذي اكتسبته منذ آلاف السنين، وحينها ستصبح نسخة مجددة من أفغانستان. سيطرة الاشتراكيين الثوريين (الشيوعيون) على أفغانستان تمت بهذه الطريقة عام 1978 إلى أن أسقطها الشعب المسلم المتدين بعد حروب المجاهدين الطويلة.. لكنالدولة الساقطة أو الفاشلة ما تزال إلى الآن العنوان الرئيس هناك. فأيمصير يريده الشيوعيون لمصر؟! [email protected]