لا نعلم متى سيحين الوقت " المشؤوم " الذي سنرى فيه المسجد الأقصى الشريف قد احترق وتلوث ودنس وأغلق من قبل مجرمي الجيش الصهيوني ، ولا نعلم إلى متى هذا الصمت العربي الذي أصبح كصمت القبور لا يعلم صمته إلا رب هذا الكون ، فالصمت العربي والإسلامي فاق الحدود ، وتعدى كل معاني الخزي والعار ، ونحن ما زلنا نستنكر ونصرح بعبارات قديمة مضى عليها التاريخ ، وأما إذا اجتمع ساسة العرب على إتخاذ موقف ما ، فهم بالتأكيد سيجتمعون على عقد إجتماع طارئ في الجامعة العربية " المنبوذة " ، التي انتهى دورها منذ أن تم تأسيسها . فما يقوم به شباب الثورة الفلسطينية من أعمال بطولية وملحمية يشهد لها التاريخ تنذر بقدوم إنتفاضة ثالثة نعيش فصولها هذه الأيام ، قوامها السكين والخنجر ، فهم لا يملكون اليوم إلى جانب الحجر غير هذه الأسلحة البيضاء القديمة التى عفا عليها الزمن ، وأما وسائل الإعلام الصهيونية فإنها تصور ملحمة الشباب الفلسطيني بإنها إرهاب لا يقل عن وحشية ودموية تنظيم داعش الإرهابي ، وتناسوا هؤلاء الصهاينة إجرامهم بتدنيس وحرق المسجد الأقصى الشريف ، ومحاولة السيطرة على أجزاء منه ، وتعذيب وسجن الرجال والنساء ، وقتل الشباب بدم بارد ،وحصار الشعب الفلسطيني بأكمله . فنحن ما زلنا مؤمنين كل الإيمان بإن القدس الشريف سيظل هو القبلة الأولى للأمة ، وسيظل عاصمة للمسلمين مهما تعنت العدو الصهيوني ، وسيظل الصراع قائما إلى موعد الساعة ، فلا مجال للتنازل أو الإستسلام ، فالانتهاكات الصهيونية المتتالية في هدم المسجد الأقصى المبارك وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه ما هو إلا مخطط خبيث لمجرمي الكيان الصهيوني ، فهم بذلك ينفذون أجندتهم الحقيرة في تنفيذ مشروع تهويد القدس والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى ، والذى طال تنفيذه بسبب إرادة وعزيمة ونضال الشعب الفلسطيني ، لذلك جن جنون هؤلاء الصهاينة وقاموا بإرتكاب المزيد من الجرائم الدموية والوحشية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل . فما حان الوقت لشعوب العالم العربي والإسلامي أن تتحرك وتنتفض وبشكل سريع على إيقاف هذا الدمار اليومي للمسجد الأقصى الشريف وتضغط على قادتها لإيقاف إرهاب وعدوان الجيش الصهيوني على الشعب الفلسطيني ، وأن تكسر صمتها المريب وتصطف إلى جانب دولة فلسطين لإعادة الأمل وإحياء المبادرات التي يحصل من خلالها الشعب الفلسطيني على حق العيش في دولة مستقلة يتمتع أهلها بكل الحريات التي تكفل لهم العيش في مؤسسات ووزارات حكومية ذات سيادة وطنية ، وذلك حتى لا يأتي اليوم الذي يرى فيه جيلنا القادم مأساة ما صنعه الجيل الحالي بالقضية الفلسطينية من تخاذل وصمت عربي مريب مكبل ومقيد بقيود العار والخزي على جبينه وجبين المجتمع الدولي .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. @adel_alqanaie