منذ أن احتلت "إسرائيل" مدينة القدس وهي تعمل جاهدة للسيطرة عليها وطمس هويتها بهدف تهويدها وإنهاء الوجود العربي فيها، ولتحقيق هذا الحلم الصهيوني قامت بالعديد من الإجراءات ضد المدينة وسكانها، حيث كان الاستيطان في القدس وغيرها من المدن الفلسطينية الأخرى، أحد أهم الوسائل لتحقيق هدف اليهود الأساسي. وتصاعدت وتيرة الهجمة المسعورة علي مدينة القدسالمحتله في الفترة الأخيرة، حيث يقوم الكيان الصهيوني بالكثير من الانتهاكات والممارسات وهذا ما حذرت منه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الأيسيسكو" وعبرت عن مخاوفها من ضياع المقدسات الدينية والمواقع الأثرية في ظل الاعتداءات والحفريات المخافة للقوانين الدولية التي تتعرض لها الأماكن المقدسة في مدينة القدس الشريف بالإضافة إلى أعمال النهب والسلب التي لحقت بالعديد من المعالم الفلسطينية التاريخية والثقافية. ورصدت المنظمة العديد من الانتهاكات التي قامت بها قوات الاحتلال في "القدسالغربية، القدسالشرقية، الخليل، بيت لحم". ومن هذه الانتهاكات تشويه شوارع القدسالغربية بالكثيرمن فرق الجيش الصهيوني والجيش المدجج بالسلاح واختفاء العلم الفلسطيني من فوق منازل مدينة الخليل لتحل بدلا منه الأعلام الصهيونية، أما ما حدث في المسجد الإبراهيمي فتعتبره المنظمه سبة في جبين العرب حيث تم تقسيم المسجد وأخذ جزء منه لتحويله الي معبد يهودي. كما تؤكد الدراسات والأبحاث أن الحادثة الشهيرة التي شهدها المسجد الإبراهيمي والتي قام فيها "باروخ جولدتشاين" بقتل 29 من المصلين العزل بالرشاش 1994 كانت تهدف الي تقسيم المسجد الإبراهيمي وهو ماحدث بالفعل". أما عن حائط البراك فتؤكد "الايسيسكو" أن الصهاينة قد نجحوا في طمس هويته الإسلامية وتحويله إلى حائط المبكي وهو الذي يبعد خطوات عن قبة الصخرة والمسجد الأقصي مثلما قاموا أيضا بهدم 135 بيتًا للمسلمين في منطقة حي المغاربه حيث كان يسكنها عدد كبير من المسلمين من ذوي الأصول المغربية والذين شاركوا في تحرير القدس والآن أصبح هذا الحي عبارة عن ساحة خالية تماما إلا من الصهاينة اليهود الذين يصلون بها. وتزايدت الهجمة الصهيونية علي المقدسات الإسلامية حينما قامت بحرق المنبر الذي وضع داخل المسجد الأقصى وكان آية من آيات الفن الإسلامي، صنعه نور الدين زنكي وكان يتمني وضعه داخل المسجد الأقصي ولكنه توفي قبل تحرير القدس وقد أوصي صلاح الدين الأيوبي بوضعه في المسجد وعندما تم حرق المسجد عام 1969 تم حرق المنبرأيضا ووضع منبر آخر بدلا منه ولا يعرف أحد هذه الحقيقية سوي القليل من الفلسطينيين". كما تؤكد الكثير من الدراسات والأبحاث أن الصهاينة قد انتهوا من بناء كنيس الخراب الذي يعقبه إقامة الهيكل الثالث، لوضعه بدلا من قبة الصخرة، حيث علمنا من بعض المصادر الفلسطينية أن الصهاينة قد أعدوا الملابس التي يرتديها الحاخامات ليرتلوا بالهيكل. الصهاينة قاموا بإنشاء الكثير من الأنفاق تحت الأرض وتحت المسجد الأقصى وهم يقتربون عن طريق هذه الأنفاق من قبة الصخرة لأنهم يعتقدون أن هذه الصخرة هي التي هم بها إبراهيم بقتل سيدنا اسحاق وهو الذبيح عندهم. هذا بالإضافة إلي نهب وسرقة جزء مهم من الممتلكات ويتمثل ذلك في تزايد سرقة الكتب التاريخية حتي وصل عدد الكتب المسروقة إلى 80 ألف كتاب ومخطوطة، وقد بدأت حالات السرقة والنهب إبان الاحتلال الصهيوني عام 1948 حيث اختفت آلاف الكتب التي استولى عليها العاملون في المكتبة الوطنية الإسرائيلية من بيوت العرب. واعتبرت المنظمة أن الصمت العربي إزاء ما يحدث في فلسطين من سرقة ونهب وتهويد للقدس هو شيء مهين ووصمة عار في جبين العرب وأضافت "نحن العرب أصبحنا ظاهرة كلامية فقط ما نفعله هو الشجب والإدانة". Comment *