عضو «تشريعية النواب»: قانون الإجراءات الجنائية يعزز الثقة في التوجه الحقوقي للدولة المصرية    محافظ المنوفية يتابع جهود إزالة التعديات على مجرى نهر النيل بنطاق المحافظة    البابا تواضروس الثاني يستقبل سفيرة المجر    عاجل- رئيس الوزراء يلتقي وزراء الصحة والتعليم بعدد من الدول خلال المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية    «إنفنيتي باور» تحصل على تمويل من «أبسا المالية» بقيمة 372 مليون دولار    مباحثات مصرية – تركية في أنقرة لدعم العلاقات الثنائية والتشاور حول القضايا الإقليمية    هبة التميمي: المفوضية تؤكد نجاح الانتخابات التشريعية العراقية بمشاركة 55%    الزمالك يسعى لإنهاء إجراءات إقامة اللاعبين الأجانب قبل السفر لجنوب أفريقيا    تعرف على منتخب أوزبكستان قبل مواجهة مصر في بطولة كأس العين الدولية    مواعيد مباريات ملحق إفريقيا المؤهل لكأس العالم 2026.. والقنوات الناقلة    وباء الشوارع.. كيف تحول «التوك توك» من حل للأزمة إلى مصدر للفوضى؟    هميلي: قلبي اختار مصر.. وتحقق حلمي بعرض «اغتراب» بمهرجان القاهرة السينمائي    بطريقة طريفة.. أسماء جلال تحسم جدل ارتباطها بعمرو دياب    وزير الصحة والكيماويات والأسمدة الهندي يعقد لقاءات رفيعة المستوى في القاهرة    ستاندرد بنك يعلن الافتتاح الرسمى لمكتبه التمثيلى فى مصر    وزير الاستثمار: مصر ضمن أفضل 50 اقتصاداً فى العالم من حيث الأداء والاستقرار    بحماية الجيش.. المستوطنون يحرقون أرزاق الفلسطينيين في نابلس    جنوب سيناء.. تخصيص 186 فدانا لزيادة مساحة الغابة الشجرية في مدينة دهب    بعد شكوى أولياء الأمور.. قرار هام من وزير التعليم ضد مدرسة «نيو كابيتال» الخاصة    19 ألف زائر يوميًا.. طفرة في أعداد الزائرين للمتحف المصري الكبير    بعد افتتاح المتحف المصري الكبير.. آثارنا تتلألأ على الشاشة بعبق التاريخ    محمد صبحي يطمئن جمهوره ومحبيه: «أنا بخير وأجري فحوصات للاطمئنان»    أسعار الفراخ والبيض اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025 بأسواق الأقصر    موعد نهائي كأس السوبر المصري لكرة اليد بين الأهلي وسموحة بالإمارات    الغرفة التجارية بمطروح: الموافقة على إنشاء مكتب توثيق وزارة الخارجية داخل مقر الغرفة    حجز محاكمة متهمة بخلية الهرم لجسة 13 يناير للحكم    أثناء عمله.. مصرع عامل نظافة أسفل عجلات مقطورة بمركز الشهداء بالمنوفية    ذكرى رحيل الساحر الفنان محمود عبد العزيز فى كاريكاتير اليوم السابع    الرئيس السيسي يصدق على قانون الإجراءات الجنائية الجديد    نجم مانشستر يونايتد يقترب من الرحيل    رئيس الوزراء يتفقد أحدث الابتكارات الصحية بمعرض التحول الرقمي    «المغرب بالإسكندرية 5:03».. جدول مواقيت الصلاة في مدن الجمهورية غدًا الخميس 13 نوفمبر 2025    عاجل- محمود عباس: زيارتي لفرنسا ترسخ الاعتراف بدولة فلسطين وتفتح آفاقًا جديدة لسلام عادل    وزير التعليم: الإعداد لإنشاء قرابة 60 مدرسة جديدة مع مؤسسات تعليمية إيطالية    الرقابة المالية تتيح لشركات التأمين الاستثمار في الذهب لأول مرة في مصر    أمم أفريقيا سر بقاء أحمد عبد الرؤوف في قيادة الزمالك    انهيار عقار بمنطقة الجمرك في الإسكندرية دون إصابات    وزير دفاع إسرائيل يغلق محطة راديو عسكرية عمرها 75 عاما.. ومجلس الصحافة يهاجمه    «عندهم حسن نية دايما».. ما الأبراج الطيبة «نقية القلب»؟    منتخب مصر يخوض تدريباته في السادسة مساء باستاد العين استعدادا لودية أوزبكستان    عاجل- رئيس الوزراء يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين مصر ولاتفيا لتعزيز التعاون فى مجالات الرعاية الصحية    اليابان تتعاون مع بريطانيا وكندا في مجالي الأمن والاقتصاد    «العمل»: التفتيش على 257 منشأة في القاهرة والجيزة خلال يوم    إطلاق قافلة زاد العزة ال71 بحمولة 8 آلاف طن مساعدات غذائية إلى غزة    الحبيب الجفرى: مسائل التوسل والتبرك والأضرحة ليست من الأولويات التى تشغل المسلمين    دار الإفتاء توضح حكم القتل الرحيم    ما الحكم الشرعى فى لمس عورة المريض من قِبَل زوجة أبيه.. دار الإفتاء تجيب    المشدد 15 و10 سنوات للمهتمين بقتل طفلة بالشرقية    السعودية تستخدم الدرون الذكية لرصد المخالفين لأنظمة الحج وإدارة الحشود    القليوبية تشن حملات تموينية وتضبط 131 مخالفة وسلع فاسدة    قصر العينى يحتفل بيوم السكر العالمى بخدمات طبية وتوعوية مجانية للمرضى    «لو الطلاق بائن».. «من حقك تعرف» هل يحق للرجل إرث زوجته حال وفاتها في فترة العدة؟    اليوم.. عزاء المطرب الشعبي إسماعيل الليثي    تطورات جديدة في مفاوضات ديانج والأهلي.. شوبير يكشف التفاصيل    وزير الخارجية يعلن انعقاد المنتدى الاقتصادي المصري – التركي خلال 2026    «وزير التنعليم»: بناء نحو 150 ألف فصل خلال السنوات ال10 الماضية    18 نوفمبر موعد الحسم.. إعلان نتائج المرحلة الأولى لانتخابات النواب 2025 وخبير دستوري يوضح قواعد الفوز وحالات الإعادة    دعاء الفجر | اللهم ارزق كل مهموم بالفرج واشفِ مرضانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الرحمن بدوى يعترف .. العقل الغربى لم ينتج شيئاً يستحق الإشادة به!!
نشر في المصريون يوم 15 - 10 - 2015

إستطاع الإعلام المضلل أن يقطع صله الجيل الحاضر بماضيه وأن يعزف مقطوعة مسفه هابطة بعنوان القطيعه مع التراث وأدخل الدين ضمن التراث وتزعم كبير الملاحدة العرب حركة التنوير لشطب معالم حياتنا والجرى وراء كل الأفكار التالفة والساقطة وكان أن إنكسرت منظومات القيم قبل ثلاثمائة عام وحتى الآن تتوالى الإنكسارات بل تتعمق فى القلوب والنفوس حتى أصبحنا كما نرى بلا هوية ففقدنا قيمتنا بعد محاولات إزاحه الدين من حكم الحياة.
ثلاثمائة عام أو يزيد منذ غزا نابليون مصر وتبعه الإحتلال الإنجليزي ثم رحلا بعد أن شكل له قاعدة ضخمة من رجال عرفواً بإخلاصهم الشديد للمحتل الذين تربعوا بعد ذلك على عروش الثقافة والإعلام وغيرها..
وتم إعاده تشكيل المفاهيم على نمط مغاير لعقيدة الأمة.
فكانت الجرأة المتناهية على تحطيم مقدس الأمه وانتزاع قيمته من القلوب بإشاعة الشكوك والأباطيل وتجيش كتائب إعلاميه وثقافيةلإعلان الحرب على مقدس الأمه تحت يافطة عريضة اسمها التنوير والحداثةإلى الدرجة التي يطل علينا أحدهم قائلاً:
- إن مجرد سماعى الله أكبر تنتابنى حاله ضيق!!
نقول له بكل شجاعة: ضيق الله عليك قبرك.
وآخر يقول: مستعد للشهاده حتى تكون مصر علمانية!!
والسؤال لماذا هذا الإصرار على إخراج الناس من العقيدة؟ أو من دينها!؟ أو بعبارة أخرى لماذا نحاصر الدين داخل المسجد ولا نتركه يضبط الحياة كما أراد الله ولابد لدين الله أن يحكم دنيا الناس وإلا فأنها الفوضى ثم الهلاك نتيجه مخالفه منهج الله.
ماذا يريد أهل الاهواء والأغراض؟ لقد انقطع فعلاً مابين الناس وبين الدين عدا العشائر التى تؤدى فى فتور تام وبلا خشوع.
مجرد حركات وصفوها بأنها أعمال رياضية تساعد على كمال الجسم!! الدين هو عقيدة وشريعة. ولا قيام لدين الله إلا على هذا النحو مهما كانت محاولات الفصل بينهما.
وانقل لكم كلام الدكتور عبد الرحمن بدرى الذى ظل يحارب الدين عقيده وشريعه الى ان اهتدى فهداه الله يقول رحمه الله:
(.. مادمت قد هاجمت الأصلاء وعرضت بهم وبانتاجهم لسنين وسنين، فما المانع ان اذوق من نفس الكأس، وإن اشرب منه بعد ان تسببت فى تجرع الكبار من هذه الكأس من قبل؟! وانا سعيد بأن يهاجمنى الوجوديون والعمانيون والشيوعيون لأن معنى ذلك أنى اسير على الحق واننى على صواب ولا اكترث بما يكتبوندفاعاً عن القرانى ضد منتقديه ص18 (ملحق مجله الأزهر رجب 1436ه)
والدكتور عبد الرحمن بدوى كان من اشد الناس عداوه للدين عقيده وشريعه. رحم الله الدكتور عبد الرحمن بدرى الذى مثل فى عالم الفكر – مؤسسه فكرية كبرى والذى مثل فى عالم الشجاعة الأدبية والإياب الفكرى نموذجاً فى الإنتصار للحق جديراً بالاحتذاء كما يقول الأستاذ كمال جاد الله مترجم الكتاب ونحن معه ونؤيده ورحم الله الدكتور عبد الرحمن بدوى.
لماذا ذكرت عبد الرحمن بدرى الذى كان قبل إيابه الفكرى ورجوعه إلى الحق – مثلاً صارخاً للإلحاد؟أقول عسى أن ينتفع بعلمه وتكون نتائج رحلته الشاقة فى اللاأدريه نموذجاً لكل من يسير فى طريق اللاأدريه وإنه طريق ينتهى إلى جهنم والعياذ بالله. والحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوه إلا بالله العلى العظيم.
والسؤال الهام:
على من تقع مسئولية تغيب وعى الأمة؟ قدتكون الإجابه على هذا السؤال مزعجه للغايه عند البعض ممن عاشوا وتربواً على (فكر) ما يطلق عليهم كتاب البعث!! وهم معظم كتاب عشرينيات القرن الماضى الذين تشبعوا (بالفكر الغربى) الذى قال فيه الدكتور عبد الرحمن بدوى 1335ه 1423ه الموافق (1917 - 2002).
(ان العقل الأوربى لم ينتج شيئاً يستحق الإشادة به مثلما فعل العقل العربى وتبين لى فى النهايه – الغى من الرشاد والحق من الضلال) ص16 من ملحق مجلة الازهر رجب 1436ه كلام هام للغايه قاله الدكتور عبد الرحمن بدوى والذى ترك وراءه – غير مئات المقالات وآلاف المحاضرات والعديد من التلاميذ ومترجمات وتحقيقات زاد عددها عن المائة والخمسين.
رجع الدكتور عبد الرحمن بدوى (1917 - 2002) الذى عاش عمره أو معظمه فى فرنسا يدافع ويؤسس (للفكر الوجودى) – رجع الدكتور بدوى إلى الحق وكان لإيابه الفكرى وقعاً شديد على تلاميذه ولكن الرجل لم يعبأ بالهجوم عليه وأعتبر أنه يذوق من نفس الكأس كما قال هو نفسه وكرناه من قبل.
عاش الدكتور عبد الرحمن بدوى على (الفكر) الذى نقله ما يطلقعليهم كتاب البعث وعلى رأسهم الدكتور طه حسين ومعظم جيله باستثناء مدرسة الرافعى ومن تتلمذ عليه كمحمود محمد شاكر وغيره.
عاش الرجل وانتظم فى السلك الجامعى حتى قدر له أن يسافر إلى فرنسا ليعود إلى وطنه مصر بعد أن أنهى عمره فى تمجيد (فكر) لا يستحق الإشادة به كما قال هو نفسه وقد ذكرناه قبل قليل وهنا يثور السؤال: من المسئول عن تغيب وعى الأمه؟ نجيب بلا مواربه إنه جيل البعث كما أطلق عليه واحد منهم جيل طه حسين ومن كانوا معه يسبحون بحمده ليل نهار ولا يزال! انه الجيل الذى تمرد على منهج الله بكل وضوح واصبح لكل واحد منهم كلمته التى اشتهر بها ووضعها الاعلام موضوع التمجيد والتعظيم كانها تزيل من التنزيل!
عاش عبد الرحمن بدوى كغيره فى ظل (الثقافات) التالفه شديده السخافه التى مجدها جيل البعث كما أطلق عليه بعضهم، عاش على (ثقافه) غربية/ وثنية تتصادم بقوه مع ثقافتنا التى قامت على التوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى، فانشغل الرجل طول حياته بالوجوديه وكتب ومؤلفات (الفكر الوجودي) ثم أراد الله به خيراً فانتفض الرجل للدفاع عن العقيده وصاحب الرساله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
والذى يحيرنا فى أمر كتاب البعث كما أطلق عليهم هو ماتركوه لنا من أعمال هبطت بمستوى الذوق، والتصور لمخالفتها لمنهج الحق تعاظم وارتفع فصوروا لنا النماذج القلقه فى العصورالإسلاميه المختلفه وكتبواً عن سيدنا محمد صلى الله علية وسلم بوصفه مصلحاً اجتماعياً لا وكما وصفه القرآن الكريم ، وكتبوا عن الصحابة رضوان الله عليهم بوصفهم أصحاب هوى ولقد قال فيهم رب العزة (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ) قرآن كريم.
كتاب البعث !!! أي بعت يا ترى؟؟؟
بعث الوثنيات الغربية الرومانية والأغريقية ورحم الله الأستاذ الكبير روجيه جارودي الذي قال: أننا أبناء حضارة لم تتخل بعد عن وثنيتها! من كتابه حفاروا القبور (المقدمة) نشر دار الشروق بمصر 1996.
قالها محمد أسد ومراد هوفمان وعبد الهادي هوفمان وزيجرد هونكه وآنا ماري شمل وروجيه باسكويه وغيرهم من أبناء الغربيين الذين دخلوا في الإسلام وعلى سبيل المثال أذكر أنه في الوقت الذي كتب فيه الدكتور طه حسين كتابه (في مصادر الشعر الجاهلي) عام 1926 ممهداً للوثنية الغربية كان محمد أسد النمساوي كذلك الفرنسي
ليوبولدنايس (رينيه)الذي أصبح (عبد الواحد يحيي) الذي يعيش أولاده في القاهرة الآنقد أعلنا رفضهما للوثنية الغربية! إنها أقدار الله.
إنه جيل البعث!!! الجيل الذي كان يسخر من عقيدته ويستخف بها ويمكن مراجعة ما كتبه الدكتور عبد العزيز حموده في كتابيه (المرآة المحدبة) و (المرآة المقعرة) بخصوص استخفاف ميخائيل نعيمه بفحول الشعر الجاهلي!! إنهم فقط يمجدون (جبران) و (نعيمه)!
(جبران) هو الشاعر والفنان والرسام والموسيقى والفيلسوف! وقد أثبت الدكتور محمود السمره الأستاذ بالجامعة الأردنية جهل جبران وأنه لا قيمة لما كتب في ميزان الإنصاف والعدل.
إنهم كتاب البعث!! وقد كانت محاولات هدم شعر حافظ وشوقي أكثر المحاولات جراءة وجهالة! ثم تلاها محاولات هدم الرافعي ثم الدعوات الفاجرة للغموض والألغاز والتعقيد باسم البنيوية (راجع ج اللواء الإسلامي د. صلاح عدس 17 من ذي الحجة 1436 / 1/10/2015) مقال الإسلام والعلمانيون والشعراء الحقيقيون.
إنهم كتاب البعث!! كتاب البعث الذي أفسدوا أو أفسد معظمهم الذوق السليم والتصور العقيدي للمفاهيم وأحلوا محلها الانطباعات المضللة فأطلقوا على (الدعارة فناً) كما طلب الملحد كارل ماركس (اطلقوا على الدعارة فناً وألهوهم بها) الكلمة الماركسية المنحطة التي نراها تعمل بكفاءة في الإعلام الصهيوني وأذرعه في بلاد الدنيا الدعارة ثم الدعارة ، أساس الإعلام الصهيوني والمتصهين الذي فرضه إمبراطور الإعلام البريطاني (مردوخ)الاسترالي المولد الذي نعتقد أنه لا يزال حياً (أكثر من 85 سنة).
هذا الجو البليد الذي فرضه كتاب البعث على الأمة بزعم التجديد واللحاق بالعصر، أفسد العقول والنفوس وحطم منظومات القيم وعمل على إحلال القيم البديلة فقضى على العمران (الحضارة) وأفسد خصائصها.
كتاب البعث الذين دافعوا عن الفروض العلمية باعتبارها حقائق علمية وأنزلوها موضع التقديس فشغلت الناس عن أمور دينهم فتدني الإبداع إلى أحط مستوياته ودخلنا في أوعية (الفكر) الغربي ولا نرى إلا ما يقدمه لنا من (ثقافات) تالفة فاسدة في كافة المجالات بلا استثناء واحد.
جو (ثقافي) سام عاشه عبد الرحمن بدوى كما عاشه كل من انتفض غيره من الكتاب باحثاً عن قيمته الإنسانية والهدف الحقيقي من وجوده على الأرض حدث هذا لعبد الوهاب المسيري أيضاً الذي رفض البعد الواحد للإنسان الذي خلقه الله من مادة وروح ولا يمكن أن يكون إلا كما أراد الله أن يكون.
يسافر بدوي إلى الغرب كما سافر المسيري إليه أيضاً عاد كل منهما بتجربة مريرة وانتهى أمر كل منهما إلى اليقين بعد طول غياب وأذكر أن الدكتور مصطفى محمود قال أنه قرأ في أوائل حياته (18 سنة) كتب (سلامة موسى) التي ازدحمت بها مكتبة طنطا فحدث له ما حدث وهو مشهور ومعروف وكان يتمنى كما ذكر لو أن أحداً أرشده!!
وأسأل نفسي: من الذي دفع بكتب (سلامة موسى) إلى مكتبات الأقاليم في هذا الوقت المبكر؟! إذن قضية إفساد الناس وإبعادهم عن دين الله قضية مخطط لها من قديم وكان لها رجالها من أمثال سلامه موسى وشيلى شمل وغيرهم من الملاحدة.
هذه هي (الثقافة التالفة) التي تغذى عليها المسيري وبدوى ومصطفى محمود وغيرهم. (ثقافة) شطبت الحقائق وأحلت محلها الإنطباعات المضللة لإفساد عقيدة الناس.
لقد تم تزيف وعي الأمة بإنتشار القصص الفاسد والشعر المنحل ومجدت الأعمال الأدبية كل أنواع الهبوط والتدني فكانت روايات الأستاذ نجيب محفوظ سبباً مباشراً في كسر منظومات القيم وكذا إدريس وإحسان على وجه الخصوص وجاء من بعدهم مجموعة من الحرافيش ساروا على طريقهم فكان ما كان من الترهل والإنحطاط الذي نراه.
سنوات طويلة من الإفساد والتعتيم تحت راية ضالة مضلة اسمها التجديد والتنوير والمعاصرة!!
انسحبت الثقافة الجادة فلا سوق لها.
سادت (الثقافة) الهزيلة في سوق التنطع والاستخفاف وتصفية العقائد والقيم وكان لرجالها اليد الطولى .. وكيف لا وقد أعتلى السحرة منابر الإعلام ولا مكان. جو ثقافي مشحون بالتخلف والعجز.
إهتم كتاب (البعث !!) بالواقعية المنحرفة وأشادوا بالنماذج القلقة واعتبروها هي كل المجتمع وليست ظواهر مجتمعية يرفضها الناس ولا تمثل حياتهم وإنما هي انحرافات يمكن إزالتها بالدعوة الحسنة أو التقليل منها ومحاصرتها ولكنهم (أى كتاب ما يطلق عليه البعث) أشادوا بكل منحرف وضال وسكير وزنديق فرأينا تمجيد الحلاج وابن عربي والسهرودي والنظام والثقفي والقرامطة والزنج وشعراء المجون وكتاب الأغاني صار مصدرا ً للأخبار ولا صحيح إلا ما يقدمه دير الآباء الدومينكان والأب ج. جوميه الذي رفع أدب نجيب محفوظ من القاع إلى القمة والأب قنواتي رئيس الدير الذي تخصص في رفع النماذج القلقة مثل الحلاج وغيره!!
قلنا قبل قليل إنه جو سام.
لقد استطاع النقد المتحيز أن يزيف الواقع ويقتلع الأصلاء من تاريخ الأمة ويدفع بهم إلى زوايا النسيان وأن يمجد كل تافه وساقط وبليد وماجن.
كانت مطرقة الناقد المتحيز قاصمة! فقضى النقاد على الإبداع الحقيقي بنقدهم المتحيز فانزوى الأصلاء في أماكنهم حتى أدركهم النسيان ثم الموت وتجمع على إبداعاتهم تراب كثير يحتاج لسنوات طويلة لإزاحته.
ويقول الناقد الكبير الدكتور صلاح عدس في هذا الخصوص:
"هناك شعراء حقيقيون وشعراء مزيفون والمزيفون هم الآن المشهورون لأن ورائهم شلة من النقاد الذين يهللون لهم ويطلبون وينشرون كتبهم ويتقاسمون معهم جوائز الدولة لأنهم مثلهم علمانيون وشيوعيون يتطاولون على الله ورسوله ويسبون الدين أما الشعراء الحقيقيون فيردمون عليهم بتراب الصمت ويتهمونهم بالرجعية والتخلف بينما يصنعون حول شلتهم هالات كاذبة ويرددون أحكاماً نقدية خاطئة زوروا بها تاريخ أدبنا المعاصر لكثرة ترديدها فجعلوا من صلاح عبد الصبور أمير الشعراء ويوسف إدريس ملك القصة وعمان عاشور إمبراطور المسرح بينما ردموا على شوقى وحافظ ومن سار على نهجهم كذلك عبد الحميد السحار والرافعي والمنفلوطي وباكثير ونجيب الكيلاني وعبد الحليم عبد الله وغيرهم من حماة اللغة العربية والدين" اللواء الإسلامي مرجع سبق ذكره.
والدكتور صلاح عدس ناقد كبير علمنا كيف ننظر إلى العمل الأدبي وكيف نتناوله وكذا الأستاذ الدكتور حلمي محمد القاعود الذي استطاع بقوة يقينه أن يفرض نفسه أستاذاً للنقد الأدبي المحكوم بالتصور الإسلامي عن الله والكون والإنسان إنه مثال لقوة اليقين كذلك الدكتور عبد العزيز حموده رحمه الله الذي حطم في كتابيه المرآة المحدبة والمرآة المقعرة كل طواغيت الأدب وأوثانه وأنهى ظاهرة الانبهار ووضع الأدب العربي في إطاره الذي يستحقه بعد أن أساء إليه من أساء.
إن ما يطلق عليهم كتاب البعث كانوا حرباً على ثقافة الأمة ومجدها ورأينا الدكتور هيكل يكتب عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويحاول تجريده من مقام النبوة فيكتب عنوان كتابه هكذا (محمد) لينول رضا مستشرق ساقط تالف ويطلق عليه الكاتب الموضوعي!! ونسى الدكتور إن الذي يكتب عنه هو سيد المرسلين وإمام المتقين والذي أمر الخلق أن يصلوا ويسلموا عليه تسليماً انبهار وتحذلق وسقوط.
ويكتب عبد الرحمن الشرقاوي كتابه محمد رسول الحرية! نقول للشرقاوي أن محمداً هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وللعقاد أيضاً نقول نفس الكلام ولا يصح لكاتب في حجم الأستاذ عباس العقاد أن يخضع كل هذا الخضوع الظاهر لمناهج الغربيين!! وكتب أيضاً العقاد (لقد تطور الإنسان في العقائد كما تطور في العلوم والصناعات) !! من مقدمة كتابه (الله كتاب في نشأة العقيدة الإلهية) ورغم حبناللعقاد رحمه الله إلا أن حبنا لديننا وعقيدتنا وخالقنا سبحانه وتعالى ونبينا صلى الله عليه وسلم قبل أنفسنا وقبل أي شئ كان وسيكون ..
كان عباس العقاد كغيره أسيراً لمنهج الغربيين. على عكس الأستاذ العظيم محمود محمود شاكر الذي يهاجمه بعض الغلمان ومن هم على أول الطريق!!
هذا هو العقل الغربي الذي شغل ما يطلق عليهم كتاب البعث وهذا هو رأي الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بدوي مترجم كتاب (الوجود والعدم) لجان بول سارتر والذي لا يساوي شيئاً على الإطلاق في ميزان الحق والإنصاف.
العقل الغربي الذي وصفه الدكتور عبد الرحمن بدوي :
"إنه لم ينتج شيئاً يستحق الإشادة به"!!
والعبارة على قسوتها وشدتها مهداه للعلمانيين وكل من يحيا على (فكرهم) صكها واحد منهم قبل إيابه الفكري وعودته إلى الحق رحم الله الدكتور عبد الرحمن بدوى وأنزله منازل الصديقين والشهداء وتقبله من الصالحين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.