"تاو".. ربما تكون كلمة السر وراء مكاسب المعارضة السورية رغم التدخل الجوي الروسي لصالح قوات الرئيس بشار الأسد. ووفق تقارير ميدانية فإن الصواريخ الأمريكية المضادة للطائرات من طراز "تاو" نجحت في إبطاء التقدم البري ل"الأسد" المدعوم جوا من "بوتين". وحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، تحت عنوان "هل جذبت الأسلحة الأمريكية المقدمة للمعارضة السورية روسيا إلى الصراع؟"، فإن المعارضة السورية قد حصلت على صواريخ "بي جي إم - 71 تاو" أمريكية الصنع، في إطار برنامج يستمر منذ عامين، يتضمن التنسيق بين الولاياتالمتحدة وحلفائها لمساعدة مجموعات الجيش السوري الحر المختارة بعناية فائقة في معركتها ضد الرئيس السوري بشار الأسد. ووصفت الصحيفة بأن الصواريخ الأمريكية أصبح لها مغزى أكبر مما كانت معدة له حيث نجحت الصواريخ في دعم المعارضة فيما اُستخدِمت الصواريخ بنجاح كبير لإبطاء الهجوم المدعوم من روسيا بهدف استعادة الأراضي من أيدي المعارضة خلال الأيام الأخيرة. و ألمحت الصحيفة بأن القوات السورية شنت أول هجوم مدعوم بقوة الجيش الروسي يوم الأربعاء الماضى، فيما انتشرت العشرات من مقاطع الفيديو على موقع "يوتيوب" التي تظهر المعارضة وهي تطلق الصواريخ أمريكية الصنع على الدبابات الروسية والعربات المدرعة التابعة للجيش السوري. وأشارت الصحيفة أيضا إلى تصريحات قوات المعارضة بالإعلان عن استيلائها على 24 دبابة وعربة مدرعة خلال اليوم الأول، وارتفاع حصيلة القتلى يوميا منذ ذلك الحين. ونقلت الصحيفة عن جيف وايت، الباحث بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "إنها حرب بالوكالة عن طريق الصدفة" ومؤضحا بقوله "حدث وأن امتلكت المعارضة العديد من صواريخ "تاو". وحدث وأن هاجم النظام السوري عليها بدعم من روسيا. فأنا لا أرى أي قرار بشن حرب بالوكالة في ذلك". وتساءلت الصحيفة عن ما إذا كانت سوريا ستصبح ساحة للحرب بالوكالة بين أميركا وروسيا و مواجهة إدارة الرئيس أوباما في أعقاب قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدعم نظام الرئيس الأسد في سوريا. و توقعت الصحيفة بأن الهدف من تزويد المعارضة السورية بتلك الصواريخ هو تحقيق هدف آخر لإدارة الرئيس أوباما في سوريا، والمتمثل في الضغط على الأسد للخروج من السلطة عن طريق التفاوض. واختتمت الصحيفة تقريرها بتساؤل أخر عما إذا ما ستكون صواريخ تاو قادرة على تغيير مساري الحرب في سوريا أم لا، مثلما فعلت صواريخ ستينغز التي قدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إلى أفغانستان خلال ثمانينيات القرن الماضي، والتي استخدمها المجاهدون لإسقاط المروحيات الروسية وشل الجيش السوفياتي.