نشر موقع صحيفة "هافينجتون بوست"، تقريرا بشأن الوضع الغير الملائم لإجراء الانتخابات في سيناء، لافتا إلى أن الوضع الأمني يثير تساؤلات عن مدى الأمان الذي قد يشعر به الناخبون بما يدفعهم للتوجه إلى مقار اللجان الانتخابية والإدلاء بأصواتهم. وأضاف موقع هافينتجون بوست بأنه قد لايجرؤ مرشح أو مشارك في دعايته على السير في طريق يمكن أن ينهمر فيه الرصاص فجأة أو تتطاير على قارعته شظايا قنبلة، مشيرا إلى أنه حتى مجرد الدعاية الانتخابية المباشرة قد تصعب على مرشحي محافظة شمال سيناء لانتخابات مجلس النواب المصري في ظل الصراع المسلح بين قوات الأمن والمتشددين. ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني لرويترز، قوله " إن قوات الأمن لن تكون مسئولة عن تنقلات المرشحين الذين يرغبون في لقاء الناخبين ولن تؤمن أي لقاء انتخابي إلا إذا كان من بين حاضريه مسئولون كبار". وعلى نفس السياق، قال مواطن من شمال سيناء طالبا ألا ينشر اسمه، "ليس بإمكان أي نائب حل مشاكل لها علاقة بالحالة الأمنية لأن الاعتبارات الأمنية لها الأولوية على أي اعتبار". ومن بين ما يشكو منه سكان، مقتل رجال بعد خطفهم أو أمام بيوتهم أو حتى في الأسواق للاشتباه بمساعدتهم قوات الأمن. ويشكو بعض أبناء قبائل شمال سيناء من التمييز، على سبيل المثال منع شغل الوظائف المهمة في الحكومة. ويقول سكان إن مشاكل من هذا النوع زادت وطأتها مع اندلاع العنف الواسع في شمال سيناء. وإلى ذلك ،شكا أيضا سكان في رفح من أن السلطات لم تحذرهم قبل إزالة منازلهم في المنطقة العازلة بوقت كاف وشكا آخرون من أنهم لم يتلقوا تحذيرا من الأساس. وهم يقولون إن التعويضات عن المساكن المزالة غير كافية لإقامة مساكن مماثلة في أماكن أخرى وإن السلطات لم تعوض من أزيلت مزارعهم. ونقل التقرير عن حسام شاهين المرشح بمدينة العريش عاصمة شمال سيناء في اتصال هاتفي، إن الوضع الانتخابي صعب في ثلاث من دوائر المحافظة الأربع. وقتل شقيق شاهين قبل أيام وتعتقد المصادر الأمنية أن متشددين قتلوه لأنه كان مقاولا يتعامل مع قوات الأمن. وقال حسام الكاشف المرشح في دائرة العريش "الوضع الأمني مؤثر نفسيا على الناخبين. عندنا حظر تجول متفاوت المدة ومناطق محظورة أمنيا." وقالت منى برهومة، الناشطة البارزة في شمال سيناء، قولها: "المُناخ غير مناسب للانتخابات خاصة في الدائرة التي تضم مدينتي الشيخ زويد ورفح". وأضافت: "الطرق مغلقة. القرى شبه خاوية بعد هجرة كثير من السكان. أنا لا أعرف حتى أين توجد لجنتي الانتخابية. في وضع كهذا كيف سيتحرك المرشحون لعرض برامجهم على الناخبين؟". وتساءلت: "يقولون عن مناطق الدائرة: الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود. فمن هو الناخب الذي سيشارك بصوته؟. وتوقعت أن تقل نسبة المشاركة في الاقتراع عن واحد في المئة في دائرة الشيخ زويد ورفح. وقال مراقبون إن نسبة المشاركة ستتأرجح من منطقة إلى أخرى طبقا لطبيعة الظروف الأمنية وقت الاقتراع. وقال حاتم البلك المسئول عن حزب الكرامة العربية في شمال سيناء في اتصال هاتفي مع رويترز، إن حزبه سيقاطع الانتخابات، مشيرا إلى صعوبة التقاء المرشحين بالناخبين.