يبدو أن عنصرية نيوت جينجريتش المرشح الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة ضد العرب والمسلمين لن تقف عند حدود وصف الفلسطينيين بأنهم شعب "مخترع" لتدمير إسرائيل . ففي 22 ديسمبر، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن جينجريتش الذي وصفته بأنه أبرز السياسيين الأمريكيين طالما تبنى فرضية "مقلقة" تقوم على أن الشريعة الإسلامية تنطوي على تهديد للولايات المتحدة يضاهي في خطورته "الإرهاب". وأعادت الصحيفة للأذهان ما أشار إليه جنجريتش في كلمته أمام معهد المشاريع الأمريكي في واشنطن في يوليو 2010 حين قال :"أعتقد أن الشريعة الإسلامية تمثل تهديدا قاتلا لصمود الحرية في الولاياتالمتحدة والعالم على النحو الذي نعرف". وتابعت "حمل جينجريتش حينها بعنف على سياسة إدارة الرئيس باراك أوباما التي تمتنع عن وصم الإرهاب الذي يمارس باسم الإسلام المتشدد بأنه إرهاب إسلامي أوجهادي". وأشارت الصحيفة إلى أن كل المتنافسين لنيل بطاقة الترشيح لانتخابات الرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري حذروا من أن "الشريعة الإسلامية" خطر محيق يهدد الولاياتالمتحدة والعالم أجمع. وأضافت أن ميشيل باكمان التي تنافس على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمرييكية المقبلة شددت في كلمة أمام مجلس أبحاث العائلة في نوفمبر الماضي على وجوب مقاومة الشريعة الإسلامية في عموم الولاياتالمتحدة. وأقرت باكمان الخطوات التي اتخذتها ولايات أمريكية عدة بمنع القضاة من أخذ الشريعة الإسلامية بعين الاعتبار، أما مت رومني –وهو متنافس آخر- فقد قال في مناظرة في يونيو الماضي إنه لن يسمح بتطبيق قواعد الشريعة الإسلامية في المحاكم الأمريكية، مضيفا أن "ذلك لن يحدث أبدا". ويبدو أن الأسوأ مازال بانتظار العرب والمسلمين في عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية خاصة بعد التصريحات التي أطلقها جينجريتش في 9 ديسمبر وزعم خلالها أن الفلسطينيين شعب "تم اختراعه" أو "ملفق"، و"مجموعة إرهابيين " يسعون لتدمير إسرائيل . وواصل تصريحاته المستفزة، قائلا :"لم تكن توجد دولة تحمل اسم فلسطين، لقد كانت جزءا من الإمبراطورية العثمانية ، أعتقد أننا أمام شعب فلسطيني مخترع وملفق ، هم من العرب في الواقع، وهم من الناحية التاريخية جزء من العرب، وأمامهم فرصة للذهاب إلى العديد من الأماكن، إلا أنهم فضلوا محاربة الإسرائيليين ، لعدة دواع سياسية تحملنا هذه الحرب التي يتم شنها ضد إسرائيل منذ الأربعينيات، إنه أمر مأساوي". وأعرب جينجريتش أيضا في مقابلة تليفزيونية عن انتقاده للسياسة الأمريكية الرسمية التي تحترم الفلسطينيين كشعب يستحق قيام دولة على أساس المفاوضات مع إسرائيل. ورغم أن البعض قد ينظر إلى جينجريتش على أنه كغيره من المرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية يسعى لاجتذاب دعم اللوبي اليهودي بالتعهد بتعزيز الروابط الأمريكية مع إسرائيل في حال انتخابه ، إلا أن تطاوله على الفلسطينيين ومحاولة نكران وجودهم في أراضيهم منذ آلاف السنين هو أمر مفاجئ ومن شأنه أن يثير مخاوف واسعة حول وجود مخطط صهيوني أمريكي لقلب حقائق التاريخ التي تؤكد أن إسرائيل هي كيان مصطنع وغاصب للأرض الفلسطينية والعربية . وهناك أيضا التهديد الذي ينتظر الربيع العربي في حال وصول جينجريتش وأمثاله للبيت الأبيض ، خاصة في ظل تحذيرات اللوبي الصهيوني المتكررة من عواقب وصول الإسلاميين للسلطة في تونس ومصر والمغرب.