اعتبرت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية أن ما جاء على لسان مرشح الحزب الجمهورى الامريكى للانتخابات الرئاسية المقبلة نيوت جنجريتش أن الفلسطينيين "شعب تم اختراعه" قد تؤدى إلى بوادر انشقاق يلوح فى الأفق بين حزبه ومنافسه الديمقراطى حول دعم حل الدولتين كاساس لحل الصراع الفلسطينى- الاسرائيلى. وذكرت الصحيفة أن التصريحات التى أدلى بها جنجريتش تعكس مواقف أكثر تشددا على صعيد السياسة الخارجية وتنحيه جانبا عن مواقف منافسه المرشح الآخر من الحزب الجمهورى ميت رومنى والرئيس الامريكى باراك اوباما على حد سواء. وقالت الصحيفة "إن تصريحات المرشح الجمهورى من شأنها أن تقصى حزبه بعيدا عن دعم حل الدولتين فضلا عن أنها تنذر بموقف أكثر احتداما مع الفلسطينيين فى حال تمكن الجمهوريين من حصد أصوات الناخبين والوصول إلى البيت الابيض". من ناحية أخرى، أوضحت الصحيفة أنه رغم أن البعض من اعضاء الحزب الجمهورى تراودهم شكوك حيال بنود معاهدة أوسلو، وعلى رأسهم جينجريتش حينما كان رئيسا لمجلس النواب خلال فترة التسعينيات، إلا أن الرئيس الأمريكى الجمهورى السابق جورج بوش، كان هو أول رئيس أمريكى يطلق دعوة علنية فى عام 2002 لإقامة دولة فلسطينية. ونقلت الصحيفة عن يارعون دايفيد ميلر أحد المسئولين السابقين بالخارجية الأمريكية والخبير فى الشأن الفلسطينى - الإسرائيلى تعليقه على تصريحات جنجريتش "أنها مثال على خرق نيوت جينجرتش للتقليد الذى اتبعه الرؤساء الجمهوريون وطريقة لخرق اجماع بين رؤساء ومرشحى الحزبين منذ 30 عاما". وفى ختام تعليقها لفتت الفايننشيال تايمز إلى أنه فى حين يستبعد أن تلعب السياسة الخارجية دورا كبيرا خلال الانتخابات المقبلة، فى جزء منه نظرا للنجاح الذى حققته ادارة الرئيس باراك أوباما فيما يتعلق بحملتها ضد تنظيم القاعدة.. إلا أن العلاقات "الفاترة" بين الإدارة والحكومة الإسرائيلية فى بعض الأحيان قد تكون من بين القضايا التى يستشعر الجمهوريون أنها مكمن ضعف إدارة الرئيس اوباما. وكان جينجريتش قد صرح في احدى المقابلات التليفزيونية مع محطة يهودية بأن الفلسطينيين شعب "تم اختراعه" ووصفه بأنه يسعى لتدمير إسرائيل، في خطوة وصفها المراقبون بأنها انحياز زائد لإسرائيل. ومن المقرر أن يبدأ التصويت في مطلع العام المقبل لاختيار مرشح ينافس الرئيس الأمريكي باراك أوباما في انتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر 2012. ويختلف جينجريتش مع السياسة الأمريكية الرسمية التي تحترم الفلسطينيين كشعب يستحق قيام دولة على أساس المفاوضات مع إسرائيل.. وقال جينجريتش "لم تكن توجد دولة تحمل اسم فلسطين.. لقد كانت جزءا من الإمبراطورية العثمانية.. اعتقد أننا أمام شعب فلسطيني مخترع.. وهم من الناحية التاريخية جزء من العرب وأمامهم فرصة للذهاب إلى العديد من الأماكن ولعدة دواعي سياسية تحملنا هذه الحرب التي يتم شنها ضد إسرائيل منذ الأربعينيات.. إنه أمر مأساوي". وقال جينجريتش إن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة والسلطة الوطنية الفلسطينية تمثلان "رغبة ضخمة لتدمير إسرائيل، مضيفا أنه سيكون مستعدا للنظر في تخفيف عقوبة الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد الذي يقضى عقوبة السجن مدى الحياة في الولاياتالمتحدة منذ عام 1987 لنقله معلومات سرية أمريكية لإسرائيل، كما انتقد جينجريتش بشدة سياسة أوباما في الشرق الأوسط وقال إنها بعيدة جدا عن الواقع.