السماسرة يتعاملون بأسماء وهمية.. وبيع الوهم ل 30 شخصًا على مركب متهالكة حمولتها 7 مسافرين.. ألف شاب من برج مغيزل في سجون إيطاليا وليبيا تشتهر قريتا برج مغيزل التابعة لمركز مطوبس وبرج البرلس التابعة لمركز بلطيم بمحافظة كفر الشيخ بقريتى الصيادين والهجرة غير الشرعية، حيث يتم خلالهما تهريب الآلاف على مدار العام عبر مراكب الصيد إلى جزيرتى قبرص ومالطة فى عرض البحر، وضبط عشرات الحالات لجنسيات سورية وسودانية ومصرية وصومالية، أثناء استعدادهم للهجرة غير الشرعية، وركوبهم مراكب الصيد متجهين إلى أوروبا . "المصريون" رصدت رحلة الموت عن طريق الهجرة غير الشرعية كشفت خلالها مسميات السماسرة الخفية، والحركية التى يتحركون بها فى عالم مافيا الهجرة غير الشرعية. ففى قرية برج مغيزل، ومع أول خطوة لأقدامك تجد شبابا يقولون "تدفع كام وإحنا نوديك إلى الحاج أبو المصرى، وهو يوديك أوروبا، لكى تعيش حياة جميلة". بينما تأتى وصية ونصيحة الرجال فى مرحلة الشيخوخة، بأن "التهريب خرب البلد، الشباب بتوع البلد كلهم فى سجون إيطاليا وليبيا ومتبعترين فى بلاد ربنا، عندنا أكتر من ألف شاب محدش يعرف عنهم حاجة من سنين، والمهربون معروفون بس مين اللى هيدل عليهم". فى البداية يقول الحاج احمد البهلوان صياد، الهجرة غير الشرعية هى تجارة تتم فى القرية الكبيرة والتى يوجد بها أكثر من 800 مركب وسفينة صيد، يقوم أصحابها بالصيد بسواحل أوروبا أو تونس والمغرب وليبيا، نظرا لعدم وجود اسماك بشواطئ مصر لصعوبة الشواطئ وعدم وجود خلجان بحرية. وأوضح أن سماسرة الهجرة غير الشرعية يقومون بشراء مركب صيد متهالك ب 200 ألف جنيه، وجمع ما يقرب من المليون جنيه من 30 شابًا بواقع 30 ألف جنيه من كل شخص مقابل السفر إلى جزيرتى مالطة او قبرص، ويعطيهم المركب ولا يطلب عودته، لأنه غالبا يغرق فى عرض البحر، بسبب تهالكه، مشيرًا إلى أن المركب قدرتها لا تتعدى 7 راكب، لذلك يغرق الآلاف فى تلك الرحلات خاصة من المصريين والسوريين، ولا ينجو غير القليل. وأوضح على محمود صياد، عائد من رحلة الموت، أنه تعرف على زميل أخبره بأنه يوجد سمسار من محافظة الشرقية يدعى أبو المصرى المهاجر، - الاسم الحركى له-، سوف يقوم بتسفيرنا إلى أوروبا مقابل 30 ألف جنيه، فوافقت وبعت كل ما أملك، واستدنت. وتابع أن عملية الهجرة يقوم بها السمسار، حيث يتم إركاب المسافرين لمركب كبير سليم وجديد، ويتم نقل المسافرين من مركز التسفير، وهو شمال قرية برج مغيزل، وهى منطقة صخرية قوية بها بوص وهيش كثير، بعيدة عن أعين قوات حرس الحدود ويتم تلبيسهم لبس صيادين حتى إذا رصدتهم قوات حرس الحدود، لا يتم إلقاء القبض عليهم من القوات ويتم السماح لهم بالمرور، ثم تقف المركب بعد أربعة أميال فى عرض البحر، ويكون فى انتظارها مركب صيد صغيرة متهالكة، يتم نقل المسافرين إليها. وأضاف، أنه يتم تركهم فيها بدون طعام أو شراب أو سترات نجاة، وبدون قبطان للمركب، ويقوم أحد المسافرين بقيادة المركب، ويكون عرضة للغرق، وإذا كان حالهم جيدا يعترضهم مركب بضائع أو تابعة لقوات البحرية الإيطالية أو اليونانية، وتقوم بنقلهم إلى شواطئ أوروبا. وأشار إلى أنه عاد من تجربة مميتة، بعدما تركهم السمسار هو و30 شخصًا آخر، بدون أى طعام وشراب وسترات نجاة فى عرض البحر، وعندما ارتفعت الأمواج وجدنا أنفسنا نغرق وظللنا هكذا 18 ساعة، وغرق 8 أشخاص، وكاد أن يغرق الباقون، لولا مرور مركب بضائع مصرية فى عرض البحر، وقامت بإنقاذنا. من ناحيته أوضح أحمد عبده نصار، نقيب الصيادين بقريه برج مغيزل التابعة لمركز مطوبس، أن قوات حرس الحدود وقوات الشرطة بالمحافظة قامت بضبط عشرات العمليات لتهريب عشرات الأطنان من البانجو والحشيش والهجرة غير الشرعية، وأن عمليات التهريب تتم فى الظلام الدامس. بينما أشار فكرى منصور، خال المفقود أمين مصطفى، 24 سنة، حاصل على دبلوم فنى، إلى أن نجل شقيته كان يعمل صيادًا بليبيا وعاد إلى مصر منذ 7 أشهر بسبب الأحداث هناك، لكن مافيا التهريب قامت باستدراجه وإيهامه بإعطائه مبلغ 50 ألف جنيه مقابل أسبوع واحد سوف يمضيه معهم فى إحدى المراكب المتوجهة إلى إيطاليا . وأوضح أن سماسرة التهريب قاموا بغسل مخ أمين وجعلوه يسافر ليلاً دون أن يخطرنا بشىء حتى تفاجأنا بأنه يستقل مركبًا تسمى "الحاج محمد سعد" وعندما اتصلت بهم أخبرونى بأنه يتبقى له يومان وسيكون بإيطاليا، وبعدها انقطعت الاتصالات لتصل إلينا الأنباء بغرق عدد من المراكب، ولا نعلم عنه شيئًا من وقتها . شاهد الصور