سلطت صحيفة نيويورك دايلى الأمريكية الضوء على السياسة التى تتبعها وسائل الإعلام المصرى فى تأييد استخدام قوات الأمن للقمع والعنف ضد المعارضين للنظام. وأضافت الصحيفة فى تقريرا لديها بأنه بعدَ أربعة أعوام من وقوف المصريّين ضدّ النّظام الفاشيّ لحُسني مُبارك، أظهرت وسائل الإعلام في أكبر بلد في العالم العربي تأييدًا عظيمًا لحكومة العُنف أكثر ممّا فعلت تحت حكم مبارك. واستدلت الصحيفة فى تقريرها على سياسة الإعلام إزاء قمع الأمن للمعارضين احادث مَقتل شيماء الصّباغ؛ حيث أن غالبية المذيعين رددوا جملة للحكومة؛ أنّ الشرطة قد أطلقت فقط الغاز المسيل للدموع وليس الخرطوش (رغم تسجيلات الفيديو التي تم تداولها على نِطاق واسع مِن البراهين التي تضاد هذا) مما يبدو ثمة رسالة موحّدة يوجهها الإعلام المصرى: لا تلوموا قُوات الأمن بحسب ما ذكر موقع ساسة بوست نقلا عن ترجمة Egypt's Media Endorsing Repression. وأشارت الصحيفة بأنه ؛ تم انتقاد إدارة الرئيس عبد الفتاح السّيسي لأجْل السّماح بأن يُحكَمَ بالموت على أكثر من ألف شخصٍ ظُنَّ أنّهم مؤيدون للرئيس المعزول محمد مرسي في محاكمات جماهيريّة؛ في مصر، لافتة إلى أن كُتّاب الصحف قالوا بأن هذا يجب أن ينفذ دون محاكمة حيث أنّهم يعتبرون أن الخاصّية التّي تُميّز إدارة السيسي – وهي استخدام حالة المصادقة على العنف والمحاكمات السّياسيّة لإرساء النظام وقمع معارضيه – هي بموافقة جماعية تقريبًا على حد وصف الصحيفة. ونقلت الصحيفة مُنى ماهر، والتي تقوم بمراقبة تغطية الإعلام في معهد القاهرة لحقوق الإنسان قولها "لقد عدنا للوراء أكثر من عشرين عامًا" ،الإعلامُ الآن لا يُلقي الضوء على المشاكل فحسْب؛ إنهم يدعمون الحكومة مهما كان ما يحدث". وألمحت الصحيفة إلى مجهودات الإعلام الفعّالة لتبني إجماعًا للآراء من وراء السياسات الأمنية للحكومة مستدلة بما يحدث فى سيناء بمحاربة الإرهاب ، بينما تتجاهل أكثر سماتها الوحشية.
وأكدت الصحيفة بأن غالبية المِصريّين يتلقّون أخبارهم ليس من تلفاز الدّولة، لكن من قنوات تعود مِلكيتها لأشخاص، البرامج على هذه الشّبكات تروِّج لإنتاج قيمٍ خدّاعة، بإضافة إلى الصُّحُف، المستقلّة غير المملوكة لأشخاص، والتى تعرِض بشكل قليل وجهات نظر متعددة الأشكال بشكل أكبر، لكن لديها نطاق محدود؛ فيما يتم تداول أكبر الصُّحُف اليوميّة مثل الأهرام والمصري اليوم يُقدَّر بمئات الآلاف، في دولةٍ تعدادُ سُكّانها 83 مليونًا. وألمحت الصحيفة عن تصريحات الرئيس السيسى إلى مُقدّمي برامج التلفاز بأنهم مسؤولون عن العمل على إرساء الوحدة ورفع الرّوح المعنويّة، فيما حثّ مُحرّري الجرائد على التوقُّف عن زرع الريبة بين الجموع، بقوله "إن كانت لديكم معلومات بخصوص موضوع ما، لم لا تتهامسون بها بدلًا من الجَهر بها؟" كما نقلت الصحيفة عن تصريحات الرئيس السيىسى طلبه مِن الإعلام أن يتحدّثوا عن الحاجة للتضحية فى مواجهة رفع الأسعاء لتجعلوا الأمر سهلًا على المِصريين عندما التقيت بمذيعي التوك شو أثرتُ موضوع اجتماعات السّيسي بحذر تحسّبًا لاحتماليّة أن أكون طاعنة في نزاهة أحدهِم، بدلًا مِن هذا تفاخروا بشأن حضورها مثل الأطفال البُسطاء الذين قد حضروا كل الحفلات الرائعة. ونقلت الصحيفة عن بعض الإعلاميين المؤيدين للرئيس السيسى كالتالى:- جمال عنايت: "يعجبني السّيسي، يعجبني ما لديه مِن الأحلام والطموحات لأجل وطنه، إنه ليس رئيس دولة؛ إنّه قائد". يوسُف الحُسيني: حينما تلتقيه؛ باستطاعتكِ دومًا أن تثقي به وتُصدِّقيه، لديه هذه المزية الإيجابيّة. إبراهيم عيسى: يجعلُكِ تشعرين أنك أفضل أصدقائه وأنه يُتابِعكِ بصفة يوميّة، حين تلتقين به ستحبّينه أيضًا. لكن، درسُ السنوات منذُ أن كان هذا، في بلد مُهدَّد بالفوضى والعُنف، يمكن للفاشية أن تلجأ لقوّة تحتكِمُ إلى نفسها. السؤال الموجّهُ للسيسي هو كيف تجعل ذلك اللجوء قابلًا للاحتمال. بالنسبة للوقت الحالي، كثير مِن الإجابات تكذِب بشأن جهودِه غير العاديّة لتوجيه الإعلام الدولي.