مر الاجتماع الثاني للجمعية العامة للأمم المتحدة على التوالي دون أن يلتقي الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والأمريكي باراك أوباما، وذلك رغم من سعي الأول للتواصل مع جميع رؤساء العالم لتوطيد حكمه واكتساب شرعية أكبر تحول بين منتقديه، وأيضًا محاولة الثاني لإنعاش علاقات بلاده النافذة في غالبية دول العالم. ورغم عقد الرئيسين لقاءات ثنائية مع بعض زعماء العالم إلا أن أوباما لم يتطرق إلى عقد لقاء مع السيسي، وذلك بسبب ميله إلى المعسكر الروسي المعادي للولايات المتحدة وإبرامه للعديد من الصفقات مع الدول الأوربية بحسب خبراء. وقال الدكتور سعيد اللاوندي، الخبير في العلاقات الدولية، إن "عدم عقد لقاء يجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بنظيره الأمريكي باراك أوباما على هامش اجتماعات الأممالمتحدة، رغم عقدهما العديد من اللقاءات الجانبية مع قادة وزعماء الدول، يرجع إلى توتر العلاقات بين واشنطنوالقاهرة بسبب الأحداث والمتغيرات التي حدثت في مصر بجانب اتجاه مصر إلى الجانب الأوروبي والأسيوي على حساب الولاياتالمتحدةالأمريكية صاحبة النفوذ الأكبر في منطقة الشرق الأوسط". وأضاف في تصريح إلى ل"المصريون"، أن "مصر كانت تعتمد في الماضي على الولاياتالمتحدة كشريك أوحد إلا أن هذه السياسة تغيرت ومالت مصر ناحية المعسكر الروسي المعادي للولايات المتحدة، بجانب عقد العلاقات القوية مع بعض الدول الأوروبية الكبرى". وأوضح أن "مصر تخلت عن التبعية الأمريكية، مما جعل هناك توترًا في العلاقة والتي يصر الرئيس السيسي على أنها علاقة استراتيجية تعتمد على المصالح فقط رافضًا أن تكون مصر الحديقة الخلفية للولايات المتحدة". وأشار إلى أن "السيسي التقى العديد من المثقفين والشخصيات الدبلوماسية الكبيرة في أمريكا، على هامش اللقاء الذي يحرص على التواجد فيه بشكل دائم من أجل المحافظة على مكانة مصر في المحافل الدولية". وقال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إنه "لم يكن هناك لقاء محدد بين الرئيس السيسي والرئيس باراك أوباما، وحتى اجتماعهما العام الماضي كان بحضور المجموعة الاستشارية". وأضاف "الإدارة الأمريكية لم تطلب عقد لقاء مع السيسي كما أن الرئاسة المصرية لم تسع إلى ذلك وعللت ذلك بازدحام جدول لقاءات الرئيس". وتابع "ليس شرطًا أن يلتقي مع أي رئيس دولة، والدليل على ذلك أنه لم يلتق الرئيس الروسي فلادمير بوتين"، مشيرًا إلى أن "الرئيس أوباما غير معتاد على لقاء كل الرؤساء المتواجدين في الجمعية العامة، لاسيما وأن زيارتهم من أجل حضور اجتماعات المنظمة الدولية وليسوا في زيارة لأمريكا"، لافتًا إلى أن أوباما اكتفى بمصافحة السيسي في قمة الإرهاب المنعقدة الآن. وقال إنه لا توجد أزمة في الوقت الحالي بين القاهرةوواشنطن لاسيما وأن الحوار الاستراتيجي الذي حدث في مصر يؤكد وجود حرص مشترك بين البلدين على تعزيز العلاقات الاستراتيجية، وهناك محاولة للقفز على الخلافات الموجودة.