121يومًا لم يعلم ذوو إسلام خليل شيئًا عن ابنهم، الذي اختطفته الشرطة قسرياً في 24 مايو الماضي، حتى فوجئوا بعرضه على نيابة شرق الإسكندرية 22 سبتمبر، ليلفق له محضر وكأنه تم القبض عليه في نفس يوم ظهوره للعلن. "كهربوني كثيرًا، وعلقت مرتين من يداي الموثوقتين وقدمي، وأجبروني على الوقوف 4 أيام متصلة بدون أكل أو شرب أو حتى دخول للحمام، وهددوني بالانتهاك الجنسي وإذاء أسرتي"، كانت هذه تفاصيل المأساة التي عاشها إسلام، حاكيًا إياها لأخيه نور، والتي قام نور بنشرها على حسابه الشخصي على "فيسبوك"، تحت هاشتاج #مقبرة_لاظوغلي. بدأت معاناة إسلام عندما تم القبض عليه هو وأبيه، واستياقهما إلى مقر أمن الدولة بطنطا، حيث تم وضع إسلام هناك في الحبس الانفرادي، وتعرض للتعذيب بالضرب والصعق بالكهرباء، أثناء جلسات التحقيق. بعد ذلك تم إرسال إسلام وأبيه إلى معسكر قوات الأمن المركزي بمدينة طنطا، وهناك تم الإفراج عن أبيه، في حين بقى إسلام هناك لمدة شهرين تقريباً، كان الوضع فيه أحسن من مقر أمن الدولة نسبياً. يقول إسلام، إنه تعرض للتعذيب أيضاً في المعسكر، وهناك تم سؤاله عن أسماء ناس لا يعرفهم، لكن تحت وطأة التعذيب قرر إسلام الإقرار بأشياء لم يرتكبها في مقابل التخفيف عنه. جحيم لاظوغلي "لم أكن أعرف ما هو لاظوغلي، حتى ذهبت هناك واكتشفت أنه جزء من الجحيم متواجد على الأرض"، بهذه الكلمات وصف إسلام مقر مباحث أمن الدولة بميدان لاظوغلي بالقاهرة المجاور لوزارة العدل المصرية، هذا المقر الذي يعد رمزًا للظلم والقهر في مصر لسنوات طوال، على حد قوله. يحكي إسلام، أنه منذ إرساله إلى لاظوغلي، تم إغماؤه وتقييد يديه، ولا يتم فكهما إلا عند وقوفه أمام باب الحمام، حيث يدخل بوجهه ويخرج بظهره، يضيف إسلام، "لم أكن وحدي هكذا، إنما كان هذا حال جميع المتواجدين في الزنزانة، وهناك تجد جميع الأعمار، أطفال عمرهم 16 سنة، وكهول أيضاً، كان عددنا تقريباً 100 شخص، لا يعرف ذوونا عنا شيئًا لفترات طويلة، تصل في بعض الحالات إلى سنتين "وفق موقع هافيجتون بوست بالعربية. في لاظوغلي، تعرض إسلام للتعذيب بالضرب والصعق الكهرباء، والتعليق من قدميه ويديه الموثوقتين، وتقييده في أحد الأعمدة، والوقوف لأيام بدون طعام وشراب ودخول للحمام، حتى تعرض لحالة إغماء، كما تم تهديده بالانتهاك الجنسي وإذاء أهله وأقاربه، بالإضافة إلى تهديده بالقتل بحقن مورفين ورميه في الشارع، حتى يقال إنه مات إثر إدمانه للمخدرات. سنقاضي المسئولين وفي اتصال هاتفي مع هافينغتون بوست عربي، قال نور خليل، شقيق إسلام، إنه تم تلفيق تهم الانضمام لجماعة إرهابية، وقلب نظام الحكم ومحاولة اقتحام سجن برج العرب لأخيه، كما أن المحضر تم تحريره من قبل مباحث أمن الدولة. نور قال إنهم ومنذ اختفاء أخيه، شرعوا في كل الإجراءات القانونية، وأرسلوا بلاغًا للنائب العام، وتلغرافات لوزير العدل ومحافظ الغربية، ومدير أمن الغربية، وأضاف نور أن أخاه إسلام في حكم المختفي قسرياً، مما يبطل كل ما بني لاحقاً من تهم ملفقة، وأشار إلى أنهم سيقاضون كل المسؤولين عن اختفائه القسري وسيطالبون الدولة بالتعويض عن الأضرار النفسية والمادية التي تسببوا فيها لأخيه. شقيق المعتقل أشار إلى أنهم تواصلوا مع أهالي المختطفين قسرياً، الذين كانوا متواجدين مع أخيه في نفس الزنزانة، وحالياً تجرى اتصالات بينه وبينهم وبين جميع أهالي المختطفين قسرياً في مصر، لتشكيل تكتل ورابطة يمكنهم من خلالها التحرك جماعياً لحماية أبنائهم وذويهم. اختتم نور حديثه بتوجيه رسالة إلى وسائل الإعلام المصرية التي تتغاضى عن ذكر حوادث الاختفاء القسري، داعياً إياها بالتعبير عن مشاكل المظلومين في هذا البلد، بالإضافة إلى إدانته لسياسات السلطة التي ترى حياة المواطنين رخيصة. ظاهرة الاختفاء القسري يذكر أن عدد حالات الاختفاء القسري تزايدت في مصر خلال الفترة الأخيرة، وكانت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، مبادرة مجتمع مدني مصرية، قد أصدرت تقريرًا عن حالات الاختفاء القسري في شهر مايو وحده، بعنوان "وراء الشمس"، والتي قالت فيه إن عدد حالات الاختفاء الفسري بلغت393 حالة، وما زالت في ازدياد. وأعلنت التنسيقية أيضاً، أن محافظات شمال ووسط الجمهورية هي أكثر المحافظات نصيباً من حالات الاختفاء القسري، حيث بلغت الحالات في محافظة الغربية وحدها 120 حالة، تلتها محافظة القاهرة ب71 حالة، ثم الشرقية ب35 حالة، ثم كفر الشيخ ب31 حالة، ثم الجيزة ب23 حالة، ثم البحيرة ب18 حالة، ثم بني سويف ب16 حالة، ثم القليوبية ب15 حالة، ثم الدقهلية ب13 حالة، ثم الإسكندرية ب10 حالات، والمنوفية ب9 حالات، ثم دمياط وسوهاج ب6 حالات لكل منهما، وحالتين في كل من أسوان وأسيوط والإسماعيلية والأقصر والسويس وبورسعيد وقنا، وحالة واحدة في كل من الفيوم والمنيا وشمال سيناء.