لأن تنفيذ الإعدام شنقًا استحال بباكستانى مشلول، باعتبار أنه لن يتمكن من الوقوف على منصة يهوى منها مشنوقا بحبل يلفونه حول عنقه، فقد بحثت سلطات إقليم البنجاب طوال شهر ووجدت طريقة تشنقه وهو على كرسى متحرك للمقعدين، وأصدروا بذلك بيانا يوم الجمعة الماضي، حددوا فيه اليوم الثلاثاء لتنفيذ الحكم المبرم، فصدرت نداءات دولية ومناشدات للشفقة بالمشلول عبد الباسط، لكن باكستان تجاهلتها ولم تعرها اهتماما، ثم وجدت بقانونها ما اضطرها اليوم بالذات إلى تأجيل شنقه فى آخر لحظة. وسبق أن احتاروا كيف ينفذون به الحكم بالطرق التقليدية، وأشهرها لف حبل على عنقه وهو على منصة أو ما شابه، ثم سحب ما يقف عليه منها ليهوى مشنوقا، وهى المعتمدة فى باكستان التى شنقت 239 منذ استأنفت العمل بالعقوبة الأقصى فى ديسمبر الماضي، أو أن تحمله رافعة أمتارا معدودة ليتردى منها معلقا بحبل الشنق على الطريقة الإيرانية.
أما فى حالة عبد الباسط برفين، البالغ عمره 43 سنة، فوجدوا طريقة مختلفة، لم تفصح عنها السلطات الباكستانية، حتى فى إعلان تأجيل إعدامه الذى بثته محاميته سارة بلال إلى وسائل إعلام راجعت "العربية.نت" الناطق بالإنجليزية منها فى البنجاب، وأشهرها The Nation فى شريطها الإخبارى كعاجل، وقد تكون الطريقة الحفاظ عليه جالسا وشده من عنقه بحبل حتى الموت، لكن هذه الطريقة تخالف مادة فى قانون تنفيذ الإعدام، هى التى أنقذته.
القانون لا يشرح كيفية إعدام السجناء المعاقين وكان الإعدام سيتم تنفيذه بعبد الباسط الشهر الماضى فى مدينة لاهور، لكن قاضى محكمتها العليا أجّله وأمهل السلطات إلى أول سبتمبر الجارى لتجد طريقة تشنقه بها، مرفقا قراره برفض التماس تقدمت به محاميته للعفو عن عبد الباسط الذى أصيب خصره بشلل أقعده فى 2010 وهو فى سجن زجوه فيه منذ اعتقلوه قبلها بعام بتهمة قتل رجل على خلاف مالى فى البنجاب، وأصر طوال 6 أعوام على أنه بريء مما يظنون، فى حين أثبتت جلسات محاكمته العكس، فأدانوه بالعقوبة الأقصى كواحد من 8 آلاف ينتظرون دورهم للموت شنقا فى باكستان، إلا أن عبد الباسط كان مختلفا عنهم جميعا. وليس سبب الاختلاف فيه شخصيا، بل فى مادة بالقانون الباكستانى تشدد بأن على المحكوم بالموت "المشى إلى منصة الإعدام" وهو ما لا يستطيعه، بسبب الشلل الذى اعتل به جراء إصابته بداء التهاب السحايا التدرنى وهو فى السجن، على حد ما قرأت "العربية.نت" عن إعدامه الذى أسفت له محاميته أمس، قائلة فيما نقلت عنها "منظمة هيومن رايتس ووتش" لحقوق الانسان "إنه مرفوض وفقا للقانون الباكستانى والدولي، ويمثل قسوة ومعاملة مهينة" مكررة ما كانت تشدد عليه طوال شهر مضى، من أن دليل السجون فى باكستان، لا يشرح كيفية إعدام السجناء المعاقين والمقعدين. ومن المعلومات بشأن عبد الباسط الذى أنقذه شلله من الشنق اليوم على الأقل، أن والدته نصرت برفين، زارته أمس الاثنين فى سجنه بمدينة فيصل آباد لوداع أخير، وبعد خروجها وجهت نداء، وصفوه "بمؤثر جدا" للرئيس الباكستانى مأمون حسين، بأن يستخدم صلاحياته ويعفو عن ابنها، لأن الشلل أقعده وبسببه لم يعد خطرا على أحد، أى كالميت تماما، وربما كان التدخل المباشر من الرئيس الباكستانى هو وراء تأجيل الشنق الموعود الثلاثاء.