منذ أحالة أوراق الرئيس الأسبق محمد مرسي إلى المفتي لاستطلاع رأيه و121آخرين في قضيتي "التخابر الكبرى" و"اقتحام السجون"، لاستطلاع رأيه حول إعدامهم، وهناك حالة من الخوف من إمكانية صدور الحكم وتنفيذه، بعد أن أُعدم حتى الآن 7من الصادر ضدهم أحكام بالإعدام. ولم تتبدد تلك المخاوف على الرغم من تلميحات الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى إمكانية عدم تنفيذ حكم الإعدام بقوله إن "لكل حادث حديث"، في ظل دعوات تحريضية وصلت إلى حد إحراق جثث الذين يتم تنفيذ الإعدام بحقهم، إمعانًا في العقوبة. لكن السؤال: ما هو حبل المشنقة الذي يخشاه الجميع، والذي يلتف حول رقبة المتهمين أثناء إعدامهم، بعد أن يتم تغطية وجوههم؟. هذا الحبل له مواصفات خاصة وطريقة خاصة يُعدم بها المتهم. ويبلغ سعره 800جنيه تقريبًا، ويتم استخدامه ثلاث مرات متتالية فقط، ويصنع من الحرير المخلوط بالكتان، ومبطن من الخارج بطبقة جلدية حتى لا يُسبب ذلك ألمًا للمتهم أو جرحًا له عند شنقه. كانت مصر تستورد حبال المشنقة من الخارج منذ وقتٍ قريب، وذلك لأن الخامات التي يُصنع منها الحبل لم تكن متوفرة بجودة عالية، ولم توجد الأيدي العاملة القادرة على تصنيع تلك الحبال، إلا أنه مؤخرًا كشفت تقارير متخصصة، عن تصنيعها في مصر. وحبل المشنقة يُحدد حسب المتهم (طوله ووزنه وقوته)، وتلك المواصفات يُحددها "عشماوي" - الرجل المختص للقيام بعملية الإعدام- قبل أن يدخل المحكوم عليه الإعدام الغرفة. المشترك في كل الحبال التي يتم الإعدام بها أنها تكون "غليظة" ويصعب قطعها كما أنها تكون قوية بدرجة كافية، ولكنها لا تكون متشابهة وتختلف من شخص لأخر، والمحتمل أن رئيس الجمهورية لا يُعدم بالحبل الذي يُعدم به الآخرون. المطلوب دائمًا في الحبال أن تكون قادرة علي التأثير في المتهم وموته خلال أسرع وقت ممكن، ولأن الحبال المصرية غير مصممة لذلك وتأخذ تقريبًا من 4 إلى 5دقائق حتى يموت المتهم، فإن هناك أنواعًا من الحبال تأتي خصيصًا من سنغافورة وتكون قادرة على فصل رأس المتهم بمجرد أن يسحب "عشماوي" مكبس الطبلية. والستة الذين نفذت فيهم أحكام الإعدام في قضية "عرب شركس"، أعدموا بحبال مختلف لكل منهما حسب طوله ووزنه. وحبل الإعدام، هو حبل عادي لا يتجاوز ثمنه جنيهات معدودة، ولكن ثمن يقفز فجأة من جنيهات معدودة إلي ملايين الجنيهات، ليس بطريقة سحرية، ولكن بحسب الشخص الذي سيُعدم به. تقول تقارير دولية، إن حبل المشنقة الذي أعدم به الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، معروض للبيع ب 7 ملايين دولار، وهو رقم في حقيقة الأمر غير مرتفع بالنسبة إلي أولئك اللذين يحقدون علي الرئيس الراحل من "الشيعة والأمريكان" ربما يدفع بعضهم ثمنًا يُضاعف هذا الثمن المطروح للبيع.. فقط علي أمل امتلاك الحبل الذي أخرج صدام من الحياة... فهل يتكرر السيناريو مع مرسي؟! وقال المهندس عبد المجيد محمد، رئيس شركة والعضو المنتدب شركة المحمودية للغزل، إن هناك مصانع كثيرة لتصنيع الحبال في مصر، ومن الممكن أن تقوم هذه المصانع بتصنيع أحبال الإعدام بدلاً من استيرادها من الخارج وإنفاق الأموال عليها، وذلك في ظل ارتفاع سعرها. وأضاف خاصة ل"المصريون"، أن "حبال الإعدام"، ليست في حاجة إلى أماكن خاصة وإنما يمُكن تصنيعها بسهولة، وتابع: "لكن الناس تخشى من كلمة إعدام، وذلك للمردود السيئ لهذه الكلمة"، إذ وصفها بأنها "عملية بسيطة حيث يتم إضافة الألياف الصناعية وخلطها بنوع معين من القطن وتصنيعها بشكل طبيعي مثل أي أحبال أخري ولكن بسماكة أكبر للتحمل". عشماوي.. كيف يعيش؟ يستيقظ "عشماوي" في الساعات المبكرة ليوم الإعدام، ويتم تنفيذ حكم الإعدام في غالب الأمر في فجر اليوم، ينظر عشماوي إلي صورة المتهم ويتلقي أوراقه ليعرف بالتحديد طوله ووزنه، ليُحضر الحبل المناسب للقيام بعملية الشنق. يضغط "الحبل" على شرايين العنق من الطرفين مما يؤدي إلى نقص وصول الدماء إلى الدماغ وتوقف الدم عن الدماغ بفعل انضغاط الشرايين الثباتية على طرفي العنق، مما يؤدي لنقص التروية الدموية عن الدماغ والمراكز القلبية والتنفسية، مما يؤدي إلى الموت بفعل الانضغاط الوعائي والعصبي. يضبط "عشماوي" عقدة الحبل على مؤخرة العنق وليس على أي من جوانب الرقبة الأيمن أو الأيسر، لأن وضع العقدة على مؤخرة العنق تجعل الحبل يضغط على طرفي العنق مما يؤدي للوفاة بسرعة. تستغرق عملية الشنق وتوقف القلب والدماغ والوفاة عملية فترة من 4إلى 5 دقائق ، كما أن الشخص المشنوق يمر بحالة اللاوعي بين الشنق والوفاة. يأخذنا حبل المشنقة، إلى تخيل.. كيف تبدو غرفة الإعدام؟.. وماشكلها ومالونها؟.. وكيف يعيش عشماوي بداخلها؟.. كل هذه أسئلة تطلبت ملفات وتقارير، ربما ظل البعض أيامًا وشهورًا حتى يصل إلى إجابة عنها، وربما قضي البعض كل هذه المدة ولم يجد إجابة، وكثيراً ممن حاولوا الوصول إلى تلك المعلومات دفعوا أموالاً كثيرًا ل"عشماوي" ليُحدثهم عما يجري بغرفة الإعدام. كيف تبدو غرفة الإعدام؟ وفي أنحاء متطرفة من السجن تقبع غرفة الإعدام، ربما لا يعلم مكانها تحديدًا داخل السجن إلا القليل، تأخذ لونًا باهتًا غالبًا يصعب تحديده، وتتميز عن بقية الغرف الموجودة داخل السجن بأنها متطرفة ويحتاج الوصول إليها إلى عبور نفق طويل، يأخذ دقائق كثيرة حتى الوصول إليه على حسب المتهم وإقباله علي مفارقة الحياة، وتتميز بشيء واحد فقط من الخارج وهو عبارة "غرفة الإعدام"، تكفي هذه العبارة لتُخرج المتهم من الحياة بغير إعدام. تكون غرفة الإعدام أقرب بكثير إلى تلك التي تُرى في الأفلام، فتكون مضاءة بإضاءة خافته، يوجد أيضًا في تلك الغرفة فتحتين صغيرتين للتهوية، وهيّ غرفة واسعة يوجد في منتصفها بئر بعمق 4 متر تقريباً، مغطي هذا البئر بضلفتين مصنوعتان من الخشب ويُفتحان في أي وقت إلي أسف. فوق هذا البئر يوجد "طبلية" يتم إزالتها بواسطة "مكبس" يسحبه عشماوي في وقت يحدده هو ويكون هو وقت مفارقة المتهم للحياة.