غلق "مصر الآن".. مشهد تكرر كثيرًا مع قنوات عدة محسوبة على جماعة "الإخوان المسلمين"، فلا يكد يمر شهر دون أن يتم غلق قناة معارضة للنظام 3يوليو، وتؤيد توجه الجماعة، والأسباب عديدة إما لخلافات داخلية أم سياسات وضغوط خارجية أو أزمات مالية. فقد أعلنت إدارة قناة "مصر الآن" المحسوبة على "الإخوان المسلمين""، وقف بثها، وقالت في بيان صادر عنها: "نعلن اليوم عن انتهاء مشروع قناة "مصر الآن" والتي نتمنى أن نكون قد وفقنا في التعبير من خلالها عن صوتكم". وتابعت الإدارة "أنها تدعم أي مشروع إعلامي يهدف لمهاجمة النظام الراهن في مصر"، متعهدة بالاستمرار فيما أسمته ب"المعارضة لصالح الفقراء". وقال المخرج عز الدين دويدار المقرب من جماعة "الإخوان المسلمين"، إن "الحرس القديم" داخل التنظيم نجح فى انقلابه على مكتب إدارة الأزمة المنتخب. وأضاف في تدوينة مطولة عبر صفحته بموقع "فيس بوك"، أن "قناة مصر الآن أغلقت للأبد كما بشرتكم سابقاً، وبذلك اكتملت عملية سيطرة مجموعة إبراهيم منير ومحمود حسين ومحمود عزت على المنافذ الإعلامية للجماعة، وبذلك استسلمت مجموعة 2014، وانتهت الأزمة تقريبًا". وأوضح "كانت سيطرة مجموعة 2014 على المنافذ الإعلامية الرسمية للجماعة (القناة - الموقع - الصفحة الرسمية - المتحدث الرسمي) هى العائق الأخير أمام استكمال الانقلاب داخل الجماعة بعد تمكن القيادة التاريخية من استعمال نفوذها وأدواتها فى تقسيم الجماعة جغرافياً على الأرض بالتواصل الآثم مع المكاتب والقطاعات متجاوزة القيادة الشرعية داخل مصر". وأضاف أن "الحرس القديم تمكن من بسط نفوذه على الأرض من خلال رجالهم الموالين فى كل شعبه ومكتب وقطاع". وقال الإعلامي طه خليفة في تفسيره لأسباب إغلاق قناة "مصر الآن"، إن "المشكلة الأساسية هي أزمات داخل الإخوان وانقسامات وربما يصل الأمر إلى مرحلة صراعات وتجاذبات وبالتالي فإن مصر الآن أو غيرها من فضائيات تابعة لهم تتنازعها الأجنحة المتصارعة كل جناح يريد أن يوجه القناة حسب رؤيته ووجهته وكيفية إدارة الصراع مع السلطة". وأكد خليفة أن "الإخوان أيضًا في حالة ضعف شديد داخليًا وخارجيًا، ففي الداخل إن السلطة لا تتوقف عن توجيه الضربات ولمختلف المستويات من الكوادر العليا إلى الوسيطة وحتى العناصر العادية النشطة، كما لم تعد هناك قيادات فعالة قادرة على ضبط الحركة أو إدارتها على الأرض، وخارجيًا فهناك مشكلة أيضا فلا توجد إلا تركيا هي من تسمح لهم ببعض حرية الحركة". وأوضح خليفة أن "الكوادر الخارجية وصلت إلى نهايتها في العمل ليس لديها جديد تقدمه، والأنصار من التيارات الأخرى تنفض من حولهم في الخارج علاوة على أن مرور أكثر من عامين دون تحقق هدف الإخوان الأكبر وهو إسقاط السلطة "يعد فشلا"، وهذا قاد إلى أن يدب اليأس في نفوس الإخوان أنفسهم وفي نفوس المتحالفين معهم". وتابع خليفة معلقًا على فشل الإخوان الإعلامي قائلا: "الإخوان بطبعهم لا يحبون إلا أنفسهم ولا يثقون إلا في أنفسهم وهذا قاد إلى ابتعاد قيادات إسلامية عنهم وتململهم منهم بل ونقدهم علنا لقيادات البناء والتنمية مثل طارق الزمر وعاصم عبدالماجد، كما أن من الإخوان أنفسهم من ينتقد أداء ومسار الإخوان مثل عصام تليمة"، مضيفًا: "الإخوان في أزمة حقيقية داخليًا وخارجيًا". واستدرك خليفة حول السبب الإعلامي المهني وراء فشل إعلام الإخوان قائلاً: "هم هواة" ليسوا محترفين، ولا يمتلكون كفاءات مهنية، وأن مشكلتهم أيضًا خلط الأيدلوجية الفكرية بالمهنية، وجعل الأيدلوجية تطغى على الأداء المهني الاحترافي.
وأشار خليفة إلى أن أبرز اثنين يعملان في فضائيات الإخوان ليسا من الإخوان وهم "معتز مطر ومحمد ناصر" ولا تجد وجه إخواني بمهارة : "خيري أو لميس أو الابراشي" حتى لو اختلفنا مع بعض هؤلاء؛ لكن يكون عندك شخص مهني حقيقي مثلهم لاتجد". ومضى بقوله: "نجاح السيسي مثلا كان هؤلاء وراءه النجاح على مستوى الصورة والتسويق عند الناس وليس النجاح على مستوى العمل والأداء، مختتمًا: "الإخوان في السلطة كانوا فاشلين إعلاميا هل ينجحون خارجها"؟. وأثار غلق قناة "مصر الآن" ردود فعل متباينة لدي الشباب المحسوب على جماعة الإخوان، فقال سامر إسماعيل منتقدًا سياسة الجماعة الإعلامية قائلا: "مشهد تساقط الفضائيات المحسوبة على الإخوان يوما بعد يوم لا يقف وراءه ما يمارس من ضغوط فحسب وإنما فشل في الإدارة لا يختلف كثيرا عن فشل إدارة الأزمة داخل مصر بعد ما وصفه ب"الانقلاب العسكري المدعوم شعبيا" في يوليو 2013. وقال آخر وهو عمار مطاوع، إنه حزين جدا على إغلاق قناة مصر الآن، وإنه سيفقد اسمها ضمن قائمة القنوات العشرة الوحيدة الموجودين لديه في "الريسيفر"، كما أنه سيفتقد الوجوه التي كانت تظهر عليها، خصوصا محمد ناصر، على حد قوله.