"أيمن نور، ثروت نافع، عمرو عبد الهادي، نيفين ملك، محمد ناصر، سامي كمال الدين، آيات عرابي، هاني سوريال، معتز مطر".. قائمة عريضة من شخصيات عرفت بليبراليتها الخالصة، وتوجهاتها المخالفة لفكر جماعة "الإخوان المسلمين"، إبان فترة حكمها، إلا أن أحداث 3 يوليو كان لها رأى آخر فبات هؤلاء أقرب للجماعة من أفرادها، الذين دب فيهم الخلاف على مستوى القيادات القديمة والجديدة، والانقسام بين التيار الإصلاحي والثوري. اختار هؤلاء الليبراليون أن يصعدوا نفس مركب الإخوان عقب 3يوليو 2013، فلقوا نفس مصيرهم، من سهام القضاء، وتركوا ذويهم في مصر، بعدما قضي على معظم هؤلاء بالسجن الغيابي سنوات عديدة، باعتبارهم منضمين لجماعة محظورة ومؤسسة على خلاف القانون.
ثروت نافع عدو الإخوان.. رئيسًا لبرلمانهم تم اختياره رئيسًا للبرلمان الثوري المصري، المشكل من برلمانيين سابقين بالخارج أغلبهم محسوب على جماعة الإخوان، وظل فترة كذلك قبل أن يقدم استقالته اعتراضًا على تدخلات في قيادته في البرلمان، وظل معهم في الخارج يعتبر أن ما حدث في مصر "انقلاب" ويعتبر الرئيس المعزول محمد مرسي رئيسًا شرعيًا لينتظر نفس مصير الجماعة.
يقول "نافع" في هذا الإطار إنه ظل طوال عمره عدو الإخوان الأول في البرلمان والمعارضة كما أنه كان مستقلاً منذ معارضته لمبارك، ثم نائب رئيس حزب الجبهة عندما كان ثوريًا ويضم شباب الثورة المحترمين وبعدها استقل عندما وجده مثل باقي الأحزاب الموالية للسلطة حسب قوله.
وعن تأييده للإخوان أكد نافع ل"المصريون" أن ذلك ليس للإخوان ولكن لعودة المسار الديمقراطي، موضحًا أنه ليبرالي حق ويعترف بنتائج الانتخابات إذا كانت نزيهة وشفافة كما حدث، لافتًا إلى أن اختلافه معهم هو "سياسي" وليس عن طريق الدبابة.
وأضاف: "كنت أرى أننا هزمنا التيار الإسلامي سياسيًا أثناء البرلمان وأن الانتخابات التي كنا نسعى إليها وعطلتها المحكمة الدستورية كانت ستسفر عن خسارة رهيبة لهم، لأنهم حين لعبوا سياسة أمام الناس اتضح للكل أنهم ليسوا بهذه الكفاءة التي ظنها البسطاء وأنهم ليسوا ملائكة كما صورهم البسطاء، وهذا مفهوم وعظمة الديمقراطية التي نسعى إليها ك"ليبراليين"، أما من يلجأ للتغيير السياسي بأي طريق آخر غير الصندوق الانتخابي النزيه فهو مدعى الليبرالية وكاذب ولا يفقه فيها شيئا"- حسب قوله.
أيمن نور.. عدو مبارك فى حضرة الإخوان سياسي ذو توجه ليبرالي، مؤسس حزب الغد ومن بعده حزب غد الثورة، نافس محمد حسني مبارك في انتخابات الرئاسة المصرية 2005 والتي حل فيها ثانيًا طبقًا للأرقام الرسمية، أعتُقل بعد الانتخابات الرئاسية بأيام لمدة أربع سنوات ونصف، ترشح عن حزب غد الثورة لانتخابات الرئاسة المصرية 2012، وتم استبعاده من الانتخابات مع عدد من المرشحين.
عرف بمشاركته بفعالية في القرارات المصيرية التي تتخذها الجماعة، ويعد أبرز الضيوف على شاشتهم الإعلامية، ومؤخرًا تولي "نور" رئاسة قناة الشرق المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، وتعارض بشدة نظام 3 يوليو، وتصفه ب"الانقلاب".
محمد ناصر.. من فن النحت لإعلام الإخوان كانت بدايته على الشاشة من خلال قناة ON TV من خلال برنامج "يبقى أنت أكيد في مصر" والذي كان يسلط فيه الضوء على مشكلات المجتمع وسلبياته بشكل ساخر، ثم انتقل إلى شاشة "المحور" لتقديم برنامج "شيزوفرينيا" والذي كان يركز فيه على عرض المتناقضات لدى الشخصيات العامة معتمدًا في ذلك على معلومات سرية حتى توقف البرنامج إثر حلقة هاجم فيها أجهزة أمنية.
من مواليد محافظة المنيا، وتخرج في كلية الفنون الجميلة قسم "النحت"، بدأ حياته كعضو بفرقة أوتار المصرية مع المطرب والملحن وجيه عزيز والفنان هشام نزيه عام 1993، وتولي إدارة قصر ثقافة أكتوبر عام 2005 بموجب عقد، أي بدون تعيين دائم في وزارة الثقافة، وتولى إدارة المكتب الفني لصندوق التنمية الثقافية لأربع سنوات انتهت عام 2013، وغادر الوزارة محتجًا على تعيينه في درجة أقل من التي يستحقها.
وخاض ناصر تجربة الكتابة من خلال فيلم "كليفتي" للمخرج الكبير محمد خان، والذي شارك فيه بكتابة السيناريو عام 2003، وكان من المفترض أن يقدما سويًا فيلم "ستانلي"، كما شارك بالتمثيل في فيلمي "بنات وسط البلد" و"في شقة مصر الجديدة"، وكتب عددًا من الأغنيات أشهرها "مش نظرة وابتسامة" ل"سيمون"، وكتب للمخرجة نادين خان فيلم "هرج ومرج"، وشارك لفترات طويلة في إعداد البرامج وشارك بالتمثيل ببرنامج "حسين على الناصية" مع الفنان الراحل حسين الإمام.
وعقب 3 يوليو أصبح أبرز الوجوه الإعلامية التي أدارت قناة "مصر الآن"، المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، وعرف بمعارضته لأحداث 3 يوليو، ويعتبره انقلابًا عسكريًا على رئيس منتخب، وبات يتعلق مصيره بمصير قيادات الجماعة، وغيرهم الكثير.
آيات عربي.. صاحبة أشهر هاشتاج بدأت آيات عرابي حياتها مع الإعلام فى عام 1992 عندما التحقت بالعمل فى القناة الثالثة للتليفزيون المصري، ثم عادت عام 1996 إلى مصر وعملت مذيعة فى القناة الأولى ببرنامج صباح الخير يا مصر، بعدها سافرت من جديد إلى أمريكا فى 1999 لتستقر نهائيًا فى نيوجيرسي حيث عملت كمراسلة لقطاع الأخبار ونشرة التاسعة فى أمريكا ثم عملت فى قناة ART بعدها أسست مجلة نون النسوة.
وعقب 3 يوليو اختارت "عرابي" أن تكون في خندق الإسلاميين خاصة جماعة الإخوان وكانت من أشد المعارضين للإطاحة بهم، ودائمًا ما تنعت "مرسي" بالرئيس الشرعي وتصف "السيسي" ب"الانقلابي الدموي"، وطالما نادت بعودته، ودائمًا ما تفتح ملفات شائكة تتعلق بجهات سيادية وهى أول من أطلق "الهاشتاج" على الرئيس عبد الفتاح السيسى.
الإخوان.. لم نقص أحدًا وردًا على سؤال حول هل نجح الإخوان في ترويض الليبرالية والتعايش معهم.. قال الدكتور عز الكومي، أحد قيادات "الإخوان"، إن الليبراليين هم من عاونوا العسكر وجاءوا بهم على ظهور الدبابات لإزاحة الإسلاميين والليبرالية والعلمانية، قاصدًا الليبراليين الموالين للنظام الحالي.
وأوضح الكومي ل"المصريون" أن هؤلاء الليبراليين لا يقبلون إلا بشيء واحد فقط وهو ألا يكون الإسلاميون في الحكم"، مضيفًا: "نحن قبلنا من قبل بكل من وحيد عبد المجيد، وعمرو حمزاوى، وإيهاب الخراط، ورفيق حبيب"، لكنهم هم من رفضونا وصمتوا على الانتهاكات التي لحقت بنا".
وبسؤال "الكومي" عن قبول الإخوان ب "أيمن نور" كمسئول عن قناة الشرق، وثروت نافع رئيسًا للبرلمان، قال: "نتعامل أيضًا مع عمرو عبد الهادي ونفين ملك ومع كل الأحرار الشرفاء"، مؤكدًا أن الإخوان لم يقصوا أحدًا وخير شاهد على ذلك في مجلسي الشعب والشورى أنه تم توزيع اللجان على كل التيارات ولم ينفردوا بشىء" حسب قوله
وأشار القيادي الإخواني إلى أنهم رحبوا في لجنة الدستور بكل الأطياف وهو ما يعد تطبيقًا عمليًا لقبول الإخوان، مطالبًا بتوجيه السؤال إلى من يزعمون الدولة المدنية والليبرالية هل يقبلون الإخوان"؟ مضيفًا أن "الثورة ليست حكرًا على فصيل، وأن الشارع مفتوح ومن يريد أن يشارك، يشارك؛ لكن يضع هذه الشروط مثل عدم المطالبة بعودة مرسى، المطالبة بعدم عودة الشرعية هذا لا يصح وليس مقبولاً من أي فصيل".
من جهته يقول عماد أبو هاشم، أحد أعضاء قضاة من أجل مصر، إن جميع الأطراف فشلت فى تحقيق اصطفاف ثورى حقيقي يصل بالثورة المصرية إلى الكتلة الحرجة القادرة على إحداث انفجار ثوري يطيح بما وصفه "الانقلاب"، وذلك بسبب ركون كل فريق إلى حسابات وأيديولوجيات خاصة تبتعد بالحوار الثوري عن المصلحة العليا للوطن وبسبب اختلاف آليات العمل الثوري واختلاف الرؤى والأهداف، مشيرًا إلى أن الإخوان المسلمين يرون أن الثورة - طالما تدافع عن شرعية الرئيس مرسى بحسبان أنه ذو مرجعية إخوانية، فهى ملك خالص لهم كلمتهم فيها هى العليا، وهم يرحبون بالآخرين على أنهم ضيوف عليها لا يمتلكون حق المشاركة فى اتخاذ القرار، والآخرون استشعروا فى أنفسهم أنهم مجرد ضيوف ينتسبون إلى الثورة فانسحبوا تاركين أماكنهم فى الصف الثورى ناسين أو متناسين واجبهم الوطني الأسمى".
ودعا أبو هاشم الجميع أن يدرك أنه لا يملك حق الاختيار فى المشاركة أو الانسحاب من الصف الثورى، ولا يملك طرف قبول مشاركة طرف آخر أو رفضها، فالثورة واجب وطني مقدس وحق فى الرقاب يؤديه المصريون على السواء للوطن ولا فضل لمصري على مصري إلا بالعمل والعطاء، وهى ليست رفاهية أو رحلة خلوية إلى تركيا أو قطر بل إنها فرض عين يأثم من ينكل عنه حسب قوله.
وقال: "إن مصر لم تهن لكي يظن المخطئون أنهم بمنأى عن الحساب بل إن المحاكم الثورية ستحاسب كل من أخطأ فى حق الوطن من الثوار أو "الانقلابيين" على حد السواء، تلك المحاكم تصر عليها الكتلة الوطنية العريضة التي هى أكبر من كل الفصائل والأحزاب، وما ستجريه من محاكمات هى مطلب ثوري لا مناص منه قائلاً: "لابد من طرح الخلافات وتصحيح الأخطاء من كل الأطراف قبل فوات الأوان".
يأتي هذا في ظل حالة من الجدل داخل أوساط جماعة الإخوان وشبابها، بعضهم يثنون على توسيع رقعة المعارضة ويدعون إلى بالتواصل مع كل الفصائل الثورية والعلمانية والليبرالية، وآخرون يرفضون ذلك ويرون أنه لا خير في علماني أو ليبرالي بعدما رأوا نماذج ما بعد 3يوليو.