أعلن زعيم المتمردين بجنوب السودان، رياك مشار، أنه سيعود إلى عاصمة بلاده جوبا، في ديسمبر المقبل. وقال مشار، اليوم الجمعة، في مؤتمر صحفي بالعاصمة السودانية الخرطوم، التي وصلها في زيارة رسمية الثلاثاء الماضي، "بدأنا استعداداتنا للعودة إلى جوبا، وغالبًا ما تكون في ديسمبر المقبل". وأشار أنه "بموجب اتفاق السلام الذي توسطت فيه منظمة إيغاد، ستعلن الحكومة الانتقالية في الأول من ديسمبر ، وسنذهب إلى جوبا لبدء تنفيذ الاتفاقية". وحول زيارته إلى الخرطوم قال مشار، إنها "جاءت في إطار وساطة قادها الرئيس السوداني عمر البشير، بيني وبين الرئيس الأوغندي، يوري موسفيني". وتابع، "خلال توقيع اتفاقية السلام، الرئيس موسفيني طلب من الرئيس البشير التوسط بيني وبينه لحل خلافاتنا، لأنه صار جزءً من الصراع بتدخل قواته لمساندة سلفاكير، وأنا قبلت هذه الوساطة". وتزامنت زيارة مشار، مع زيارة الرئيس موسفيني للخرطوم يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، والتي من شأنها أيضًا خفض حدة التوتر بين السودان وأوغندا الذين طالما نظر إليهما كمتنافسين على النفوذ في جنوب السودان. وفيما نشر موسفيني قواته لدعم سلفاكير، اتهم الأخير أكثر من مرة الخرطوم بدعم مشار. وأوضح زعيم المتمردين بجنوب السودان أنه سأل موسفيني عن أسباب إصراره على الاحتفاظ بجزء من قواته في ولاية غرب الإستوائية، وأنه أجابه أنه "متخوف من تسلل جيش الرب المتمرد على الحكومة الأوغندية إلى جنوب السودان مجددًا". ومن أكثر القضايا التي عرقلت التوصل سريعًا لاتفاق سلام اشتراط مشار سحب أوغندا لقواتها المساندة للرئيس سلفاكير ميارديت. وبموجب الاتفاق ستسحب أوغندا قواتها مع الاحتفاظ بقوة محدودة في ولاية غرب الإستوائية حيث تتوغل من حين لآخر قوات جيش الرب. ويحارب جيش الرب بقيادة جوزيف كوني المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية الحكومة اليوغندية، في شمال البلاد منذ عام 1988 ولا يعرف ل"كوني"، مقر إقامة بعينه، وتصنف واشنطن مجموعته كمنظمة إرهابية. ويتحرك مقاتلو جوزيف كوني، المشهورين بالممارسات الوحشية مثل قتل وترويع المدنيين، والتمثيل بالجثث في شمال شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأفريقيا الوسطى، وجنوب السودان، مستغلين الحدود الوعرة التي يصعب السيطرة عليها. واتفق مشار وموسفيني، على الالتقاء مجددًا في نيويورك خلال هذا الشهر حيث يعقد مجلس السلم الأفريقي اجتماعًا يناقش الأوضاع في جنوب السودان بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، طبقًا لما قاله زعيم المتمردين في المؤتمر الصحفي. وأبدى مشار، أمله في أن تسهم الورشة الأمنية المنعقدة منذ أيام في أديس أبابا برعاية إيغاد وتضم طرفي النزاع في وقف ما وصفه "الخرق الحكومي لوقف إطلاق النار". وتبادل طرفا الصراع، الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار أكثر من مرة، منذ توقيع اتفاقية السلام الشهر الماضي. وفيما قال مشار إنه التقى أيضًا اليوم الجمعة، الرئيس البشير، وبحث معه "إنفاذ اتفاقية السلام"، وصف وساطته التي تكتم عليها المسؤولون السودانيون طيلة الأيام الماضية بأنها "ناجحة" .
وانفصل جنوب السودان عن الدولة الأم في 2011، بموجب استفتاء شعبي أقره اتفاق سلام أبرم في 2005، أنهى عقودًا من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب.