لطالما يسخر البعض من اسم "كلوت بك"، كما يستحي آخرون من السؤال عن عنوان الشارع الذي يسمى باسمه وسط القاهرة، إلا أن أغلب العامة لا يعرفون مكانته المرموقة فى قلوب العرب, الذين يلقبون أى أعجمي ب"الخواجة". لقبه محمد علي باشا برائد الطب ومنحه لقب "بك" تقديرًا لجهوده في النهضة الطبية التي أحدثها في مصر, والذي أنقذ مصر من لعنه الطاعون وأشار بتطعيم الأطفال ضد الجدري, وأثرى المكتبة الطبية العربية، بالعديد من المؤلفات الطبية, كلوت من مواليد نوفمبر 1793 بمارسيليا. نجح الطبيب الفرنسي في إقناع محمد علي باشا، بتأسيس "مدرسة الطب" في أبي زعبل عام 1827، وتولى إدارتها، وكانت أول مدرسة طبية حديثة في الدول العربية وبداية ازدهار كبيرة شهد لها العالم أجمع، والتي نقلت بعد ذلك إلى قصر العيني، والذي غلب على اسمها فأصبحت تعرف بقصر العيني, ألحق بها مدرسة للصيدلة، وعهد إليه محمد علي باشا بتنظيم الإدارة الصحية للجيش المصري، وصار رئيس أطباء الجيش. فكر «على باشا مبارك» الوزير المفوض من الخديو إسماعيل آنذاك فى إنشاء شارع يربط بين محطة السكة الحديد وشارع محمد على، وأطلق عليه شارع «كلوت بك»، امتناناً له وتقديراً لجهوده في النهضة الطبية. كان الشارع آية من آيات الجمال الجغرافي في مصر بالقرن ال 19، الذي يبدأ من ميدان رمسيس عند رأس شارع الفجالة "شارع كامل صدقي اليوم", وفي عام 1858، عاد كلوت بك إلى فرنسا لاعتلال صحته، وبعد أن ساد مصر حالة من الإهمال في عهد عباس حلمي الأول, وتوفي فى فرنسا سنة 1868.