قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الخطر الأكبر الذي يهدد مصر هو وجود العديد من الجماعات الجهادية على أراضيها, وليس جماعة واحدة, ما قد يفتح الباب أمام منافسة محتملة بين هذه الجماعات لتوسيع نفوذها, وكسب أكبر عدد من مؤيدي التيار الإسلامي, حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 3 سبتمبر أن صراعا قد ينشأ بين هذه الجماعات حول النفوذ, والسيطرة على المعارضة الإسلامية في البلاد, وهو ما ينذر بزيادة العمليات الإرهابية في مصر في الفترة المقبلة, على حد قولها. وتابعت "واشنطن بوست" أنه منذ عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، فإن العشرات من أبناء التيارات الإسلامية, انخرطوا ضمن خلايا مسلحة, أعلنت محاربتها للدولة. واستطردت " هذه الخلايا المسلحة, هي جماعات, وليست جماعة واحدة، ولكن أخطرها تلك التي لها صلة بتنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية حذرت أيضا في وقت سابق من أن الأوضاع في مصر في طريقها إلى مزيد من التدهور, وتحدثت عن أمر خطير مفاده أن هناك مؤشرات متزايدة بأن ما سمته "القمع المتواصل" في البلاد، دفع بعض الشباب للتخلي عن السلمية, واللجوء لحمل السلاح ضد الدولة, على حد قولها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 9 يوليو الماضي أن "الأساليب القمعية تخلق المزيد من الأعداء للدولة المصرية", محذرة من أن هذا الأمر سيترك تداعيات كارثية على الأوضاع داخل مصر وفي الشرق الأوسط برمته, حسب تعبيرها. كما حذرت الصحيفة من احتمال لجوء "شباب الإخوان إلى العنف وزرع القنابل في المدن", ردا على "الإعدامات الجماعية والتصفية الجسدية خارج إطار القانون". وفي تعليقها على الانفجار, الذي وقع بمحيط مبنى الأمن الوطني في منطقة شبرا الخيمة شمالي القاهرة, قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن مصر شهدت على مدار العاميين الماضيين زيادة في هجمات المتشددين، التي استهدفت قوات الأمن، لافتة إلى الانفجار الذي استهدف مديرية أمن الدقهلية عام 2013 ، والآخر الذي استهدف مديرية أمن القاهرة عام 2014. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 20 أغسطس أن الهجمات التي يشنها المسلحون المتشددون, تزايدت أيضا على مدار الأشهر الأخيرة في العاصمة المصرية القاهرة، مستشهدة باغتيال النائب العام المصري هشام بركات في أواخر يونيو الماضي في وضح النهار. ولفتت الصحيفة أيضا إلى أن الانفجار, الذي وقع بمحيط مبنى الأمن الوطني في شبرا الخيمة, جاء بعد أيام قليلة من إقرار القانون الجديد لمكافحة الإرهاب. وكانت سيارة ملغمة انفجرت فجر الخميس 20 أغسطس بمحيط مبنى الأمن الوطني في منطقة شبرا الخيمة شمالي القاهرة, فيما تبنى تنظيم الدولة "داعش", التفجير, ثأرا لمن اسماهم "شهداء عرب شركس". وفي روايتها الرسمية, ذكرت وزارة الداخلية المصرية أن سيارة ملغمة انفجرت في محيط مبنى الأمن الوطني بمنطقة شبرا الخيمة، ما أوقع ستة جرحى في صفوف رجال الشرطة. وأضافت الوزارة في بيان أن السيارة الملغمة توقفت فجأة خارج الحرم الأمني للمبنى, وتركها سائقها واستقل دراجة نارية كانت تسير خلفها. وأضافت أن الانفجار ألحق أيضا أضرارا بنوافذ الواجهة وبعض الجدران وجزء من السور الخارجي للمبنى. وأظهرت لقطات تليفزيونية تعرض واجهة المقر الأمني لأضرار بالغة وتهشّم بعض السيارات والمنازل المجاورة، في حين انتشر الحطام والزجاج على الأرض. وعقب ساعات من الانفجار, أصدر تنظيم الدولة بيان قال فيه :"إن هذه العملية ثأر لشهداء عرب شركس وشهداء المسلمين", حسب تعبيره. وكانت محكمة عسكرية أصدرت حكم الإعدام على سبعة أشخاص (تم تنفيذه في 17 مايو الماضي) والمؤبد على اثنين بتهمة قتل ضابطيْ جيش خلال مداهمة قرية عرب شركس بمحافظة القليوبية عام 2014 , للقبض على مجموعة ممن تسميه السلطات تنظيم "أنصار بيت المقدس", (الذي غير اسمه إلى ولاية سيناء وبايع تنظيم الدولة). وفي 11 يوليو الماضي, تبنى تنظيم "ولاية سيناء" هجوما بسيارة مفخخة على قنصلية إيطاليا في القاهرة, مما أدى إلى مقتل مدني من المارة. وفي 13 أغسطس الحالي, أقدم التنظيم على قطع رأس كرواتي كان يعمل لحساب شركة فرنسية في مصر بعد خطفه في نهاية يوليو الماضي قرب القاهرة.