قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن عمليات تنظيم الدولة "داعش" داخل مصر, مختلفة عن إستراتيجيته في سورياوالعراق, حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 22 أغسطس أن تنظيم "داعش" يركز في هجماته بمصر على استهداف قوات الأمن, بينما يستهدف المدنيين بشكل وحشي في العراقوسوريا, مستشهدة بالانفجار الذي استهدف مبنى الأمن الوطني بمنطقة شبرا الخيمة شمالي القاهرة, وما سبقه من تفجيرات استهدفت مديرية أمن الدقهلية ومديرية أمن القاهرة, على حد قولها. وتابعت الصحيفة " في المقابل, تستهدف هجمات داعش في العراق مثلا المدنيين عبر التفجيرات الانتحارية في الأسواق والمساجد" وعزت الصحيفة ما سمته هذا الاختلاف في نهج "داعش" إلى سببين أولهما, أن "مصر دولة سنية, ونسبة المسيحيين بها لا تتخطي 10%، و لا تحوي على سكان شيعة" حسب تعبيرها. أما السبب الثاني - حسب الصحيفة - أن تنظيم "أنصار بيت المقدس" في سيناء, الذي انضم لداعش وغير اسمه إلى ولاية سيناء, يهدف بشكل أساسي إلى الانتقام من الشرطة, على حد قولها.
وكانت سيارة ملغمة انفجرت فجر الخميس 20 أغسطس بمحيط مبنى الأمن الوطني في منطقة شبرا الخيمة شمالي القاهرة, فيما تبنى تنظيم الدولة "داعش", التفجير, ثأرا لمن اسماهم "شهداء عرب شركس". وفي روايتها الرسمية, ذكرت وزارة الداخلية المصرية أن سيارة ملغمة انفجرت في محيط مبنى الأمن الوطني بمنطقة شبرا الخيمة، ما أوقع ستة جرحى في صفوف رجال الشرطة.
وأضافت الوزارة في بيان أن السيارة الملغمة توقفت فجأة خارج الحرم الأمني للمبنى, وتركها سائقها واستقل دراجة نارية كانت تسير خلفها.
وأضافت أن الانفجار ألحق أيضا أضرارا بنوافذ الواجهة وبعض الجدران وجزء من السور الخارجي للمبنى. وأظهرت لقطات تليفزيونية تعرض واجهة المقر الأمني لأضرار بالغة وتهشّم بعض السيارات والمنازل المجاورة، في حين انتشر الحطام والزجاج على الأرض. وعقب ساعات من الانفجار, أصدر تنظيم الدولة بيان قال فيه :"إن هذه العملية ثأر لشهداء عرب شركس وشهداء المسلمين", حسب تعبيره.
وكانت محكمة عسكرية أصدرت حكم الإعدام على سبعة أشخاص (تم تنفيذه في 17 مايو الماضي) والمؤبد على اثنين بتهمة قتل ضابطيْ جيش خلال مداهمة قرية عرب شركس بمحافظة القليوبية عام 2014 , للقبض على مجموعة ممن تسميه السلطات تنظيم "أنصار بيت المقدس", (الذي غير اسمه إلى ولاية سيناء وبايع تنظيم الدولة). وفي 11 يوليو الماضي, تبنى تنظيم "ولاية سيناء" هجوما بسيارة مفخخة على قنصلية إيطاليا في القاهرة, مما أدى إلى مقتل مدني من المارة. وفي 13 أغسطس الحالي, أقدم التنظيم على قطع رأس كرواتي كان يعمل لحساب شركة فرنسية في مصر بعد خطفه في نهاية يوليو الماضي قرب القاهرة.