قررت جامعة الدول العربية، تأجيل اجتماع مجلس الدفاع العربي، المكون من وزراء الخارجية والدفاع العرب، والذي كان مقررًا عقده اليوم الخميس لمناقشة بروتوكول تشكيل "القوة العربية المشتركة"، إلى أجل غير مسمى بناء على طلب السعودية. وقالت الأمانة العامة للجامعة العربية في بيان إنه "تقرر تأجيل الاجتماع" الذي كان مقررا الخميس بعد تلقي الجامعة العربية مذكرة من السعودية تطلب الإرجاء وتأييد البحرين وقطر والكويت والإمارات والعراق لهذا الطلب. وهذه المرة الثانية التي يتم فيها تأجيل الاجتماع، حيث كان مقررا عقده أواخر يوليو الماضي، وتم الإعلان عن تأجيله ل27 أغسطس الجاري، قبل تأجيله مجددًا إلى أجل غير مسمى، ما أثار تساؤلات عن أسباب التأجيل. وقال اللواء نبيل فؤاد، مساعد وزير الدفاع الأسبق ل "المصريون"، إن السبب الرئيسي لتأجيل اجتماع وزراء خارجية العرب ووزراء الدفاع والذي كان من المقرر عقده اليوم، يرجع لعدم الاتفاق فيما بينهم وعدم اكتمال الدراسات الخاصة بتشكيل القوة كأماكن مركزية والقائد للقوة. وأضاف "الأمر ليس سهلاً، خاصة أن هناك دولا كانت متحفظة على تشكيل القوة أثناء انعقاد القمة العربية بشرم الشيخ"، مرجحًا أن بعض الدول التي كانت قد وافقت على تشكيل "القوة العربية المشتركة"، سحبت موافقتها التي أعلنتها مسبقًا. وأوضح أن تأجيل اجتماع وزراء دفاع العرب كان متوقعا لصعوبة الأمر. ووصف اللواء محمد الغباشي الخبير العسكري, القرار بأنه "غريب من جانب الدول التي طلبت التأجيل"، موضحًا أن العراق موقفها لا يحتاج إلى تفسير أو تساؤل، نظرًا للسيطرة الإيرانية الكبيرة على دوائر صنع القرار، ونظرًا لما اعتبرته سياسة غير ودية تجاهها عبر تشكيل تلك القوة وآلية غير مقبولة لمجابهة سياساتها غير الصديقة للوطن العربي، وذلك على خلفية احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث واستخدام الملف الشيعى كورقة ضغط واختراق للقرار العربى. وأكد الغباشى، أن موقف السعودية يدعو للتساؤل حول مدى استجابتها لضغوط إقليمية أو دولية لإعاقة تشكيل القوة العربية المشتركة، وذلك على خلفية التوترات الأمنية على حدودها الجنوبية مع اليمن حيث الميليشيات الحوثية وحدودها الشمالية الشرقية حيث داعش وجبهة النصرة. وأشار إلى وجود محاولات أمريكية وإسرائيلية؛ لإجهاض الموقف العربى الموحد ولإجهاض أية محاولات جدية للتصدي إلى الجماعات الإرهابية لاستمرار التهديدات التي تتعرض لها المنطقة العربية، مما يترتب عليه استمرار تدفق السلاح الأمريكي بما ينعش اقتصادها واستمرار الحاجة إلى بناء نظام القبة الحديدية لحماية الخليج العربي من التهديدات الإيرانية المحتملة. من جهته، قال اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي، إنه "رغم الحماس لتشكيل القوة العربية المشتركة، إلا أن هناك عدة معوقات ربما بشكل كبير من بينها فقدان الثقة بين الدول الأعضاء في الفكرة أو المدعوين للمشاركة فيها والمخاوف من استغلالها للتدخل في الشأن الداخلي، بذريعة المخاطر التي تتعرض لها، أو كذلك الخلافات بين الدول المشاركة فيها بشأن القضايا والأزمات التي يجب أن تتدخل فيها القوة المقترحة". وأشار مسلم, إلى أن "هناك خلافًا كبيرًا بشأن سوريا واليمن بين دول الخليج والعراق وبعض الدول الأخرى، وهذا يصعب بشكل كبير من التوافق بشأن التدخل من عدمه في هذه الدول". وأضاف الخبير العسكري، أنه "ليس بحاجة إلى مسودات أو بروتوكولات لتفعيل اتفاق الدفاع العربي المشترك الذي لم يتم تفعيله رغم مرور عشرات السنين على التوقيع عليها لأن هذا يستهلك الوقت والجهد والفكر في تنفيذه".