صُنف من أعظم مائة عالم عربي..محكوم عليه 3 إعدامات و154 سنة سجنًا من كونه أبًا روحيًا للملايين مؤيدين وتابعين لجماعة الإخوان المسلمين، تحول إلى أخطر رجل في العالم، محمد بديع، مرشد جماعة الإخوان، الذي حل ضيفًا من جديد في السجن، والأمر الأكثر خطورة أن جملة الأحكام الصادرة ضده هى 154 عامًا و3 إعدامات، فإلى أين ستسير خطواته ومن أين تبدأ رحلة عقابه أم أن البداية تمامًا هي النهاية، فعلى مدار عامين قضاهما في السجن وأعوام أخرى ظل حرًا يسعى خلف كيان الجماعة، وفي عهده وصل الإخوان للحكم وأيضًا كتبت الصفحة الأخيرة في حكايتهم. «بديع» الشخص بعيدًا عن الإخوان، محمد بديع عبد المجيد محمد سامي، ولد في 7 أغسطس 1943، في مدينة المحلة الكبرى بمصر، وهو أستاذ علم الأمراض بكلية الطب البيطري بجامعة بني سويف، وصنفته الموسوعة العلمية العربية التي أصدرتها الهيئة العامة للاستعلامات المصرية عام 1999 كواحد من «أعظم مائة عالم عربي» وأسس المعهد البيطري العالي في الجمهورية العربية اليمنية. عمل وكيلاً لكلية الطب البيطري ببني سويف لشئون الدراسات العليا والبحوث سنة 1993 لدورة واحدة، ورئيسًا لمجلس إدارة جمعية الباثولوجيا والباثولوجيا الإكلينيكية لكليات الطب البيطري على مستوى الجمهورية، كما شغل منصب رئيس هيئة مجلة البحوث الطبية البيطرية لكلية طب بيطري بني سويف لمدة 9 سنوات، وكذلك عمل رئيسًا لمجلس إدارة مركز خدمة البيئة بكلية طب بيطري بني سويف. وكان آخر ما تولاه الدكتور من عمل أنه أستاذ متفرغ بقسم الباثولوجيا بكلية الطب البيطري جامعة بني سويف، ونقابيًا كان «بديع» أمينًا عامًا للنقابة العامة للأطباء البيطريين لدورتين، وأمين صندوق اتحاد نقابات المهن الطبية لدورة واحدة.
انتُخب لعضوية مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 1993 وتولى مسئولية قسم التربية بالجماعة، وفي 16 يناير 2010، تم انتخابه مرشدًا عامًا لجماعة الإخوان المسلمين خلفًا للمرشد السابق الأستاذ مهدي عاكف، ليكون ثالث أصغر مرشد لجماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها عام 1928 بعد أول مرشدين وهما: حسن البنا وحسن الهضيبي. بداية القبض على «بديع» في 20 أغسطس 2013، بعد ثورة 30 يونيو والإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان، ولاحقته تهم لا تعد، ومنذ أن تم القبض عليه، كان في انتظاره هو وعدة قيادات لجماعة الإخوان قضايا عدة، وكان نصيب المرشد بها السجن 154 عامًا و3 إعدامات، وعليه أكثر من 35 قضية. ومن هنا أصبحت جملة «حكمت المحكمة حضوريًا على المتهم بديع بالسجن المؤبد» قديمة على مسامعه فضلاً عن جملة الحكم بالإعدام وإحالة الأوراق إلى المفتي، وجاءت أحكام المؤبد على المرشد العام في 4 قضايا، هي في 28 فبراير الماضي قضت محكمة جنايات القاهرة، بالمؤبد لمحمد بديع ونائبه خيرت الشاطر، و12 آخرين من قيادات الجماعة، في القضية المعروفة إعلامياً ب«أحداث مكتب الإرشاد» مع تأييد الإعدام لأربعة متهمين آخرين. وقضت محكمة جنايات الجيزة، بمعاقبة محمد بديع و14 من قيادات جماعة الإخوان في القضية المعروفة إعلاميًا ب«أحداث البحر الأعظم» بالسجن المؤبد وألزمتهم المصاريف. وكانت محكمة جنايات شبرا الخيمة، قد قضت بإعدام 10 من قيادات الإخوان، والسجن المؤبد ل37 آخرين، بينهم بديع، في قضية قطع الطريق الزراعي بمدينة قليوب، في محافظة القليوبية، في يوليو 2013، والتي راح ضحيتها قتيلان، فيما أصيب 35 آخرون خلال مقاومة المتهمين لقوات الشرطة وإطلاق الأعيرة النارية، وجنايات المنيا قضت في يونيو الماضي بإعدام 183 شخصاً، بينهم بديع. وفى 30 أبريل 2014، قضت محكمة جنايات القاهرة بسجن بديع و21 آخرين سنة مع الشغل بعد إدانتهم بإهانة القضاء خلال محاكمتهم مع الرئيس السابق محمد مرسي في قضية «اقتحام سجون»، وقضت محكمة جنايات الجيزة بالسجن المؤبد على بديع وعدد من قيادات الإخوان، في القضية المعروفة إعلاميًا ب«أحداث مسجد الاستقامة» التي وقعت بميدان الجيزة. وأحيلت أوراق بديع إلى مفتي الجمهورية من قبل المستشار ناجي شحاتة مرتين تم تأييد واحدة فقط ورفض الأخرى وبعد مجمل القضايا على بديع 37 قضية موزعة على أكثر من 5 محافظات، وينتظر أحكامًا في 34 قضية لم يبت فيها، منها ما لم يحل إلى المحكمة بعد. ولم تكن تلك القضايا الأولى في حياته بل أنه منذ انضمامه لجماعة الإخوان المسلمين واجه قضية عسكرية عام 1965 مع سيد قطب والإخوان، وحُكم عليه بخمسة عشر عامًا، قَضى منها 9 سنوات، وخرج في أبريل 1974 وعاد لعمله بجامعة أسيوط، ثم نُقل إلى جامعة الزقازيق، وسافر بعدها لليمن حيث أسس هناك معهدها البيطري، عاد بعدها إلى جامعة بني سويف. وحكم عليه أيضًا بالسجن لمدة 75 يومًا في قضية جمعية الدعوة الإسلامية ببني سويف عام 1998م؛ حيث كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة جمعية الدعوة ببني سويف بعد اعتقال حسن جودة. وقضية النقابيين في 1999؛ حيث حكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن خمس سنوات، قضى منها ثلاث سنوات وخرج بأول حكم بثلاثة أرباع المدة سنة 2003.