فى خطوة استباقية لقدوم الرئيس التركى الجديد كما هو متوقع من صفوف الإسلاميين، أعرب مسئول عسكرى تركى رفيع المستوى عن قلق المؤسسة العسكرية التركية من أمرين هامين للغاية أولهما موقف الشخصية التى ستتولى رئاسة الجمهورية فى عام 2007 من الدستور وما إذا كانت هذه الشخصية ستحافظ على مواد الدستور الأساسية وتحميها أم لا . وقال المسئول العسكرى رفيع المستوى - لم يذكر اسمه - فى حديث لصحيفة "راديكال " التركية أمس أنه إذا لم يقم رئيس الجمهورية الجديد بتغيير مواد ومبادىء الدستور التركى الأساسية فانه لن تكون هناك مشكلة .. مؤكدا ضرورة الحفاظ على المبادىء العلمانية للجمهورية التركية وحمايتها وعدم المساس بها. وأشار فى هذا الصدد الى أن المحاولات الجارية لتخصيص مقاعد دراسية لخريجى المدارس الدينية "الأئمة والخطباء" فى الجامعات التركية تثير قلق واستياء المؤسسة العسكرية التركية مثلما تثير قلق الأطراف المدنية العلمانية الأخرى، ومن المعروف أن رئيس وزراء تركيا وأقوى شخصياتها السياسية "رجب طيب أردوغان" من خريجى مدارس الأئمة والخطباء. وأضافت الصحيفة، المعروفة بتوجهاتها اليسارية وتحالفها فى الوقت نفسة مع الأتاتوركيين، على لسان من أسمته مسئولاً عسكرياً رفيع المستوى أن الجيش التركى ينقل قلقه من هذا الموضوع بشكل رسمى وديمقراطى.. مدعياً أنه لا يمكن للجيش التدخل فى هذه المسألة بطرق أخرى غير ديمقراطية. وقال المسئول العسكرى التركى رفيع المستوى فى حديثه لصحيفة "راديكال" إن الموضوع الثانى الذى يثير قلق المؤسسة العسكرية التركية هو التأخر فى مكافحة العناصر الانفصالية فى تركيا لأن هذه العناصر مصدر قلق .. مشيرا الى أن المشكلة التى تعيشها تركيا حاليا ليست مشكلة الارهاب ولكنها مشكلة الأنشطة الانفصالية للأكراد . وشدد المسئول على أن التأخر الحاصل جراء استمرار المناقشات السياسية بشأن مكافحة الانفصالية فى تركيا تشكل ضررا بتركيا .. مشيرا الى أن هناك ضرورة ملحة لأن تضع الادارة السياسية ارادتها بهذا الموضوع لأن التدابير المتخذة حتى الآن تجاه الارهاب غير كافية وليست بالقدر المطلوب. وأضاف أن موضوع انتخاب اسم جديد لمنصب رئيس الجمهورية التركية عام 2007 لايشغل الأوساط التركية فحسب ولكنه يشغل الاتحاد الأوربى أيضا والعالم بأسره نظرا لحساسية هذا المنصب وامكانية تأثيره سلبيا على البلاد التى يمكن أن تشهد عدم استقرار سياسى واقتصادى بما ينعكس سلبيا على تركيا فى كل المجالات. وفيما يتعلق بالعراق .. قال المسئول العسكرى التركى رفيع المستوى أن التطورات فى العراق لاتسير وفقا لرغبة الولاياتالمتحدة ولكن على عكس رغبتها .. مشيرا الى أنهم يحاولون الآن بعد الانتخابات البرلمانية فى العراق تشكيل حكومة من الأكراد والسنة تحت اشراف وسيطرة الشيعة. وأعرب عن قلق الجيش التركى من أن تتم تجزئة العراق نتيجة هذه التطورات السياسية وطبيعة تشكيل الحكومة القادمة مشيرا الى أن تركيا سوف تضطر آنذاك للتعامل مع الأمر الواقع بالعراق سواء رغبت بذلك أم لم ترغب ..مشددا على أن تركيا لا تتلقى دعما أمريكيا أو من أكراد العراق ضد من أسماهم "العناصر الإرهابية لمنظمة حزب العمال الكردستانى" باستثناء بعض المعلومات المخابراتية. وقال أنه بدون القيام بعمليات عسكرية للقضاء على هذه العناصر الارهابية وحماية بلدنا من تهديداتها فانه لايمكن الاستفادة بالشكل المطلوب من أى معلومات استخبارية