أقدر وأحترم مشاعر رئيس الوزراء، د.كمال الجنزورى، وأتعاطف تمامًا مع دموعه التى تساقطت أمام الإعلاميين فى مشهد مؤثر عندما ذكر الرجل العجوز الذى يطالب بالأمن قبل رغيف الخبز. وأرجو أن يحقق الرجل الآمال المعقودة على رئاسته لمجلس الوزراء، وأن يلتزم بتحقيق الإنجازين الأساسيين اللذين وعد بهما: الأمن، ودوران عجلة الإنتاج. وعندما لمحت دموع الرجل – وما أعزها على النفس كما نعلم – شرد ذهنى قليلاً.. وبدأت التساؤلات تتلاحق، حتى تجمعت فى سؤال واحد: علام يبكى رئيس وزراء مصر.. حقيقة؟ ربما كان مشهد الرجل العجوز الذى يطالب بالأمن لأبنائه قبل رغيف الخبز هو ما فجر الموقف، ولكن أعتقد أن التراكمات التى شهدها الرجل هى ما أدت إلى تجمع الدموع فى مآقيه قبل أن تتساقط. هل بكى الجنزورى حزنًا على الشهداء والمصابين فى يناير ونوفمبر من خيرة شباب مصر.. أم بكى على ضياع أموال التأمينات الاجتماعية ال 436 مليار جنيه التى تؤمن معاشات الغلابة، والتى تحولت 200 مليار منها بقدرة قادر إلى صك ورقى فى البنك المركزى.. فيما تبخرت ال 236 مليار جنيه المتبقية فى الهواء، ولا يعرف أحد شيئا عنها؟ أم ربما بكى الرجل على حال المصريين الواقفين فى طابور أنبوبة الغاز الذى ينافس طوابير التصويت فى الانتخابات طولا؟ .. أم بكى على حال الاقتصاد المصرى «المحتضر» الذى يجب أن يدخل.. وفورًا.. غرفة الإنعاش قبل أن يلفظ أنفاسه مع توقف عجلة الإنتاج عن الدوران، واستنزاف احتياطى العملات الصعبة، وتراجع النمو المتوقع للعام 2011 ليصل %1.2 فقط بعد أن كان حوالى %5 العام الماضى؟ .. أم تراه بكى على حال الشباب الذى تطحنه البطالة التى ارتفعت إلى حوالى %12 فى نهاية شهر أكتوبر الماضى، لنعود ونسمع أن إيطاليا ضبطت «قاربا» جديدًا يحمل أكثر من عشرين شابا مصريا حاولوا الدخول لأراضيها كمهاجرين غير شرعيين بحثا عن فرصة عمل توفر لقمة العيش لهم ولأهليهم المنتظرين فى مصر المحروسة التى يختفى منها 436 مليار جنيه (أكثر من 70 مليار دولار)!! .. ادعوا الله معى أن يوفق الرجل فى تحقيق الأمن والأمان، وإعادة الاستقرار للاقتصاد المصرى.. وادعوا ألا يكون بكاؤه حزنا على الرئيس المخلوع أو أبنائه المحبوسين. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. حسام فتحى [email protected] twitter@hossamfathy66 أنا الفقيرُ الفقيرُ.. لا كذبْ فاصطفوا على عتبات روحى طوابيرَ.. طوابيرَ.. بعد قليلٍ سأرشُّ عليكم.. حسناتى! مختار عيسى (بكائيات الدانتيل الأزرق على شرفة المساء)