أبرزت صحيفة "عكاظ" السعودية مزايا قناة السويس الجديدة, ونقلت عن أحد الخبراء تأكيده أنها ستضع مصر على خريطة الاستثمار العالمي وزيادة ثقة المؤسسات الدولية المالية في الاقتصاد المصري. وحسب تصريحات أدلى بها الدكتور إسماعيل عبدالغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى, التابعة للجامعة العربية, للصحيفة في 7 أغسطس, فإن إيرادات قناة السويس الجديدة ستنعكس بشكل إيجابي على الموازنة العامة المصرية, وارتفاع قيمة الجنيه أمام الدولار وسد احتياجات الدولة من العملة الصعبة. وتابع أن مشروع قناة السويس الجديدة لا تقتصر فوائده على الإيرادات المتوقعة منه, ولكن تكمن أهمية تلك القناة أيضا من خلال التنمية الشاملة للمنطقة بأكملها وتحويل الممر الملاحي إلى مركز أعمال عالمي متكامل يعتمد على خدمات النقل البحري من إصلاح سفن وتموين بالوقود والإنقاذ ونظافة السفن وخدمات الشحن والتفريغ بالإضافة إلى إنشاء مجمعات صناعية جديدة ومجمعات للتعبئة والتغليف ومراكز لوجيستية وموانئ محورية على مدخلي القناة، بما يساهم في وضع مصر على خريطة سلاسل الإمداد العالمية وجزء من منظومة التجارة العالمية. وكانت مصر دشنت رسميا الخميس 6 أغسطس الفرع الجديد لقناة السويس, في احتفال كبير, حضره عدد من زعماء الدول ووفود أجنبية أخرى، ووصفه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي, بأنه هدية الشعب المصري للعالم. وأعطى السيسي إشارة البدء, إيذانا بالتشغيل الفعلي لما سمي "قناة السويس الجديدة"، واصفا المشروع, الذي بلغت تكلفته 8 مليارات دولار, بأنه "إنجاز تاريخي", قائلا إن الشعب المصري حفرها "في ظروف اقتصادية وأمنية صعبة جدا". وجرى الاحتفال بافتتاح الفرع الجديد للقناة في مدينة الإسماعيلية شمال شرقي مصر, وسط إجراءات أمنية مشددة, في أعقاب سلسلة من الهجمات شنها مؤخرا مسلحون متشددون في شبه جزيرة سيناء والعاصمة القاهرة. ووصل السيسي إلى الإسماعيلية على متن مروحية عسكرية، قبل أن يستقل يختا من العصر الملكي, مرتديا بزة عسكرية لتبحر به, عبر القناة الجديدة إلى مقر الاحتفال. ورافقت اليخت سفن حربية, فيما حلقت في سماء الاحتفال مقاتلات نفاثة ومروحيات وطائرات نقل عسكرية. وفي كلمته في حفل الافتتاح, قال السيسي :"إن المصريين بذلوا خلال سنة "جهدا كبيرا جدا لكي يقدموا للعالم ولمصر هدية من أجل الإنسانية، ومن أجل التنمية، ومن أجل البناء، ومن أجل التعمير". وكانت أعمال الحفر للفرع الجديد لقناة السويس قد دشنها السيسي في الخامس من أغسطس من العام الماضي, وطرح بنك مصر المركزي اكتتابا عاما للمصريين لتمويل أعمال إنشاء الفرع الجديد للقناة، جمع خلاله قرابة تسعة مليارات دولار أمريكي. وتضمن المشروع حفر "قناة جديدة" طولها 37 كلم، وتعميق وتوسيع القناة الأساسية على طول 35 كلم. وتقول الحكومة المصرية إن المشروع الجديد سيزيد من عائدات قناة السويس بأكثر من الضعف لتصل إلى 13.2 مليار دولار بحلول العام 2023، مما سيضخ عملة صعبة في اقتصاد البلاد , الذي يكافح جاهدا لاسترداد عافيته بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك. وبعد أعمال التوسعة، تتوقع هيئة قناة السويس أن يكون بوسع نحو 97 سفينة عبور القناة يوميا بحلول العام 2023 , مقابل 49 سفينة حاليا. كما ستسمح "القناة الجديدة" بسير السفن في الاتجاهين, مما سيقلص الفترة الزمنية لعبور السفن من 18 إلى 11 ساعة. وذكرت "الجزيرة" أنه من بين الشخصيات الدولية, التي حضرت حفل افتتاح القناة الجديدة, الملك الأردني عبد الله الثاني، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، والرؤساء السوداني عمر البشير واليمني عبد ربه منصور هادي والفلسطيني محمود عباس, كما حضره الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس. وأعلنت الحكومة المصرية الخميس 6 أغسطس عطلة في البلاد، وأغلقت البنوك ومعظم الشركات والمؤسسات التجارية أبوابها احتفالا بالمناسبة. وقالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية إن اقتصاديين وشركات شحن يشككون في جدوى المشروع، ذلك أن زيادة حركة السفن والعائدات التي تعقد عليها الحكومة الآمال تتطلب نموا كبيرا في حجم التجارة العالمية، "وهو أمر غير متوقع في هذه المرحلة", على حد قولها. كما أن الاحتفال بافتتاح الفرع الجديد للقناة طغى عليه بعض الشيء التهديد الذي لوَّح به تنظيم الدولة "داعش" بقتل رهينة كرواتي كان قد اختطفه في القاهرة في يوليو الماضي، وهو ما رأت فيه "أسوشيتد برس" تذكيرا بالخطر الذي يشكله المسلحون المتشددون على استقرار مصر.