عبد الناصر أعدم سيد قطب بعد رفض جميع الوساطات.. والسيسى يسير فى اتجاه إعدامه أعادت أحكام الإعدام، التى صدرت بحق الرئيس السابق محمد مرسى وقيادات جماعة الإخوان المسلمين، إلى الأذهان أحكام الإعدام التى نفذتها حكومة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر بحق سيد قطب وعدد من قيادات جماعة الإخوان فى ستينيات القرن الماضي، وهو ما أثار سخطاً واسعاً فى العالم الإسلامى آنذاك. ففى التاسع والعشرين من شهر أغسطس 1966أعدم جمال عبد الناصر سيد قطب صاحب كتاب "فى ظلال القرآن" وغيره من الكتب القيمة الأخرى، والذى انتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين بعد اغتيال مؤسس الجماعة حسن البنا فى شهر فبراير عام 1949، وقد قبض على قطب مع آلاف الإخوان عام 1954 وحكم عليه بالسجن 15 عاما وأفرج عنه بعفو صحى فى شهر مايو عام 1964 ثم أعاد عبد الناصر اعتقاله مع آلاف الإخوان مرة أخرى فى 30 يوليو عام 1965، حيث حكم عليه بالإعدام مع ستة آخرين. وقد توسط كثير من زعماء الدول الإسلامية، حتى لا ينفذ عبد الناصر الحكم فى القيادى الإخوانى سيد قطب وعلى رأس الزعماء الملك فيصل بن عبد العريز ملك السعودية ورئيس العراق عبد السلام عارف ورئيس الجزائر هوارى بومدين وآخرين لكن عبد الناصر رفض وأصر على أن يعتذر سيد قطب عن أفكاره وكتاباته لكن سيد قطب قال "لن أعتذر عن العمل مع الله" ونفذ عبد الناصر الإعدام فى يوم 29 أغسطس من العام 1966 وبعدها خرجت إدانات واسعة فى كثير من دول العالم، بالإضافة إلى مظاهرات كبيرة لأبناء التيار الإسلامى اجتاحت الدولة منددة بإعدام سيد قطب القيادى الإخوان البارز. السعودية.. اعتراض واسع بعد إعدام سيد قطب يعتبر رد السعودية بالنسبة لإعدام سيد قطب، من أقوى الردود، حيث صاحبت أحكام الإعدام فى عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، بحق سيد قطب وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، سخطاً واستياء واسعين بين علماء المملكة فى عهد الملك فيصل بن عبد العزيز، وأبرزت الصحف السعودية الأنباء التى تتحدث عن الأحكام، ووصفتها ب"الجائرة" محذرة من "حرب على الإسلام". وفى يوم 28/8/1966م وقبل يوم واحد فقط من إعدام سيد قطب أرسل الملك فيصل بن عبد العزيز برقيةً لعبد الناصر يرجوه فيها عدم إعدام سيد قطب وبالرغم من ذلك تم إعدام سيد قطب . مظاهرات تهز أرجاء باكستان اندلعت فى باكستان مظاهرةُ احتجاج صامتةٌ فى شوارع كراتشى بباكستان، نظَّمَها أعضاءُ منظمة "جامات إسلامي" الدينية، ووجهت نداءات وبرقيات إلى عبد الناصر تناشده بإعادة النظر فى حكم الإعدام ضد القيادى الاخوانى سيد قطب من زعماء أربعة أحزاب باكستانية، هي: جامات إسلامي، ومجلس نظام الإسلام، والجامعة الإسلامية، وجامعة عوامي، واتحاد الرابطات الإسلامية فى بريطانيا ولكن لم يستجب الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر لكل هذه النداءات وقام بإعدام سيد قطب. استنكار عربى قوى وبيانات إدانة بمقتل "قطب" فور إعدام سيد قطب، استنكر عدد كبير من العلماء البارزين فى العالم الإسلامى فى هذا العصر، حيث استنكر فتحى يكن الأمين العام للجماعة الإسلامية فى لبنان، وأربعون شخصيةً لبنانيةً علميةً ودينيةً القرار، وأدان مجلس الأمة التونسية، ومفتى الجمهورية التونسية الحدث بالإضافة إلى ولى عهد الأردن، والجمعية التأسيسية فى السودان، ورئيس حزب الاستقلال المغربي، ورئيس رابطة العلماء فى العراق الشيخ أمجد الزهاوي. علماء العالم يرثون "قطب" وفى نفس لحظة إعدام قطب، استنكر عدد كبير من العلماء ما قام به عبد الناصر، منهم الداعية الأشهر وقتها أبو الأعلى المودودى فى باكستان وبعد استشهاده وتنفيذ حكم الإعدام فيه رثاه علال الفاسى زعيم حزب الاستقلال المغربي، كما وجه 48 شخصيةً إسلاميةً وعلمية وسياسية مغربية نداء إلى ملوك ورؤساء العالمين العربى والإسلامى يستنكرون ما قام به الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من إعدام قطب. فبعد ما يقرب من خمسين عاما على إعدام سيد قطب، والذى اعتبر يوم أسود فى حياة جماعة الإخوان المسلمين وصاحبه إدانات عربية وإسلامية ومظاهرات فى شوارع مصر، هل يتكرر نفس المشهد فى مصر قريبًا حال قيام الرئيس عبد الفتاح السيسى بتنفيذ حكم الإعدام فى الرئيس الأسبق محمد مرسى بعد التصريحات التى أطلقها السيسى بضرورة الإسراع فى تنفيذ الأحكام ضد قيادات الإخوان وحديثه عن العدالة الناجزة؟. القوى الإسلامية، من جانبها أكدت أن الأمور تختلف كثيرًا الآن فى حالة إعدام الرئيس السابق محمد مرسي، عن وقت إعدام سيد قطب خاصة مع انتشار وسائل المعرفة لدى الشعوب مثل وسائل التواصل الاجتماعى والتى أصبحت الأخبار تتداول عبرها بسرعة كبيرة، فالإعدامات منذ عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر وحتى الآن تهدف إلى القضاء على أى صوت معارض حتى بينهم. فالأنظمة اتخذت الإخوان حجة لخلق عدو يخشاه الشعب، فتنفيذ الإعدام فى الدكتور محمد مرسى يظهر أن النظام أمام خطر فادح فمن يقف مع النظام الحالى ليس حباً فيه ولكن خوفاً من بطشه، وأنه مثلما أصبح سيد قطب من أشهر الشخصيات فى تاريخ الجماعة بسبب إعدامه سيتحول أيضا مرسى إلى أيقونة للإخوان حال إعدامه فى الفترة القادمة. وفى إطار ذلك ترصد "المصريون" آراء الخبراء فى احتمالية تكرار مشهد ما بعد إعدام سيد قطب فى مصر فى حالة إعدام الرئيس الأسبق محمد مرسى. عبد الجواد: الإخوان سيسعون إلى ترتيب أوراقهم من جديد فى البداية يقول أحمد عبد الجواد مؤسس حزب البديل الحضارى وعضو التحالف الوطنى لدعم الشرعية، إنه بعد إعدام الشهيد سيد قطب ورفاقه، أعادت جماعة الإخوان المسلمين ترتيب صفوفها وأوراقها مرة أخرى وشهدت الجماعة فى عهد التلمسانى تطورًا كبيرًا حيث انفتحت أكثر على المجتمع وتواجدها فى الجامعات أصبح جليًا، خاصة فى ظل رغبة أنور السادات بوقف المد الطلابى الشيوعى وأيضًا ضرب كل التيارات الطلابية. فقد بدأت جماعة الإخوان المسلمين فى الاهتمام بضرورة الاهتمام بالوجود داخل النقابات المهنية كلها مثل الأطباء والمحامين والتطبيقيين والتجاريين وغيرها، وهو ما أدى فى النهاية لسيطرة شبه كاملة للجماعة على تلك النقابات وهو الأمر الذى جعلها تقترب أكثر من المجتمع الأكاديمى ومن وقتها بدأت الدولة فى محاربة الجماعة. وأشار عبد الجواد، إلى أنه بخصوص ردود الفعل الدولية فى حال إعدام الدكتور مرسى ورفاقه فلن يتعدى الاستنكار والشجب ويمر الأمر لأن المجتمع الدولى الرسمى مشارك فى ما حدث فى 30 يونيو، أما ردة الفعل الشعبية خاصة فى صفوف الثوار سيكون وخيمًا على السيسى ونظامه وربما تدخل البلاد فى نفق مظلم أكثر مما نحن فيه فالنظام يبذل قصارى جهده فى القضاء على الإخوان، خاصة بعد رفض السيسى وساطات عربية لمنع إعدام الدكتور محمد مرسي. الدوبي: الإخوان ستستخدم الإعلام أكثر من عهد سيد قطب وفى نفس السياق يقول صلاح الدوبى عضو المجلس الثورى المصري، إن الأمور حاليًا مختلفة عن عهد سيد قطب خاصة مع انتشار وسائل المعرفة لدى الشعوب مثل وسائل التواصل الاجتماعى والتى أصبحت الأخبار تداول عن طريقها بسرعة كبيرة . وأشار الدوبي، إلى أن الإعدامات منذ عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر وحتى الآن تهدف إلى القضاء على أى صوت معارض حتى بينهم، والأنظمة اتخذت الإخوان حجة لخلق عدو يخشاه الشعب . وأضاف الدوبي، أن تنفيذ الإعدام فى الدكتور محمد مرسى يظهر أن النظام أمام خطر فادح فمن يقف مع النظام الحالى ليس حباً فيه ولكن خوفاً من بطشه. متولي: مرسى سيصبح أيقونة الإخوان بعد إعدامه فى سياق آخر يشير الدكتور خالد متولى عضو حزب الدستور، إلى أن التاريخ يعيد نفسه فمثلما تم إعدام عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين فى ستينيات القرن الماضى على يد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، يسعى النظام الحالى متمثلاً فى الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى إعدام الرئيس الأسبق محمد مرسى وعدد كبير من قيادات الجماعة حتى يتخلص من كابوس مرسى وجماعته. وأضاف متولي، مثلما أصبح سيد قطب من أشهر الشخصيات فى تاريخ الجماعة بسبب إعدامه سيتحول أيضا مرسى إلى أيقونة للإخوان حال إعدامه فى الفترة القادمة. وأشار عضو حزب الدستور، إلى أن جماعة الإخوان المسلمين بالرغم من المضايقات التى تتعرض لها فى الوقت الحالى إلا أنها تستطيع أن تعيد ترتيب أوراقها من جديد مثلما حدث بعد إعدام قطب وقتل حسن البنا مؤسس الجماعة.