كشفت مصادر سياسية رفيعة المستوى أن القاهرة استقبلت بارتياح فوز حركة المقاومة الإسلامية " حماس" في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني وحصولها على 76 مقعدا مقابل 43 مقعدا لحركة فتح ، مشيرة إلى أن علاقات القاهرة بالحركة شهدت تطورا في السنوات الأخيرة ، خاصة وأن حماس التزمت بعدم نقض أي اتفاق أو التزام تعهدت به للقاهرة فيما يخص الالتزام بالتهدئة مع العدو الصهيوني رغم انتهاكه للهدنة مرارا . وشددت المصادر على أن مصر تنظر إلى فوز حماس باعتباره أداة ضغط على الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل لتحريك مسار التسوية الذي دخل أعواما من التجميد ، كما أن القيادة السياسية المصرية لديها ثقة في قدرة حماس على إدخال تعديلات سياسية في برامجها تواكب وصولها إلى السلطة . وكشفت المصادر أن القاهرة ستبذل مساعي دبلوماسية في المرحلة القادمة لضمان مشاركة كافة القوى السياسية الفلسطينية في حكومة تقودها حماس حتى لا تشكل هيمنة حماس على هذه الحكومة عائقا أمام توحيد الصف الفلسطيني ، كما أنها ستمارس ضغوطا كذلك على بعض الرموز الموالية لها في حركة فتح لكبح جماح الأصوات التي تنادي بعدم المشاركة في حكومة تقودها حماس. من جانبه ، يرى السفير طة الفرنواني مدير إدارة فلسطين بالخارجية المصرية سابقا أن مصر لا تعاني أزمة في علاقاتها مع حركة حماس التي حققت نموا واطرادا طوال السنوات السابقة جعل القاهرة تثق بشدة في الحركة وقياداتها التي رحبت بدور مصري في ضبط الأوضاع داخل الأراضي المحتلة وحرصت على إنجاح جلسات الحوار الفلسطيني الذي ترعاه مصر. ويعتقد الفرنواني أن حماس ستلجأ إلى تعديل من تكتيكاتها في المرحلة المقبلة وستقبل بالتفاوض مع إسرائيل من خلال ضم العديد من الحركات والفصائل الفلسطينية ، مشيرا إلى أن مفاوضات حماس مع إسرائيل ستتم من خلال إجماع فلسطيني لا يلغي خيار المقاومة ، وأوضح أن دعم الشعب الفلسطيني لحماس كان تأييدا لنهج المقاومة وهو ما يمكن معه الضغط على إسرائيل وواشنطن لاستئناف مسيرة السلام وتقديم تنازلات حيوية.