ما نشرته «المصريون» اول أمس عن تورط صاحب جريدة يومية خاصة مع أمن الدولة في مؤامرة الجهاز علي شعب مصر لتوريث الحكم لصالح جمال مبارك.. يعكس أمرًا خطيرًا يمس الخدعة الكبري علي هذا الشعب الذي ابتلاه الله برموز مسيئة تجيد الأكل علي كل الموائد، تدوس بقدميها علي مصلحة الوطن، وتؤثر مصلحتها علي ما دون ذلك من مصالح. فعندما يرفع عقيد بمباحث أمن الدولة بتقرير إلي قادته يعرض عليهم خطته التي ابتكرها لتمكين جمال مبارك من الحكم في عهد النظام البائد ويستند الضابط إلى عدد من قيادات سياسية حزبية وللأسف في المعارضة.. بينهم رؤساء أحزاب تضرب بجذورها في أعماق التاريخ.. وكانوا لا يزالون يخرجون ويتحدثون في شاشات الفضائيات والتليفزيون المصري، باسم الشعب ويعبرون عن شرائحه.. بكل بجاحة.. ومعذرة لاستخدام هذا اللفظ.. فقد فاض الكيل ونحن نراهم ضباحاً ومساءً علي الشاشات يشرِّحون جسد البلد، ويشخِّصون مرضه، ويكتبون روشته ،وكأنهم صفوة هذا المجتمع.. وهم أنفسهم مرضي ويحتاجون لطبيب ينزع ما في قلوبهم من داء.. ربما يتطهروا ويفسلون أنفسهم من دنس العمالة والتآمر علي مصر. نعم هم متآمرون.. لأنهم يخدعون الناس .. يتحدثون عن مستقبل مصر وهم يخططون لعودتها إلي الوراء لسنوات طويلة.. رؤساء أحزاب في ظاهرها المعارضة.. وفي باطنها العذاب وفي النهاية يتهمون الحزب الوطني وأتباعه بالفلول - بتجميل صورتهم أمام الناس.. ويستكملون مسرحيتهم الهزلية بتلك الأحاديث وهم أنفسهم فلول بالمعني الدارج والمتعارف عليه لدي الناس . التقارير التي كانت بعيدة كل البعد عن تصورات الناس والتي لم نظن يوماً أنها ستتداول بين أيدينا نحن الشعب.. أراد الله أن تخرج ونراها بعيوننا ونفهم ما جهلناه علي مدي ثلاثين عاماً، وإذا كنا قد قرأنا عن هؤلاء الرموز الخداعة وكشفنا أمرهم فإنه بات أمراً حتمياً أن يتم حل كل الأحزاب المعارضة التي كانت تعمل في ظل النظام القديم.. وهي التي كانت جزءًا لا يتجزأ من منظومة الفساد السياسي في المجتمع، لأنها كانت تبدو في ظاهرها أنها تتعرض لمضايقات من الحزب المنحل حتي لا تقوم بأي أنشطة.. ولكن كل ذلك ما هو إلا جزء من السيناريو الذي كتبه ضابط أمن الدولة بالاشتراك مع ضلعي المثلث الشيطاني صفوت الشريف وأحمد عز. لهذا لابد من تطهير الحياة السياسية من تلك الأحزاب ورموزها الذين عاشوا في الأرض فساداً.. حتي نبدأ صفحة سياسية جديدة غير ملوثة.. صفحة تخلو من الخداع والرياء والكذب .. تكون من إفرازات ثورة 25 يناير الطاهرة. said- [email protected]