شكوى من قِصر "المدة" وانتهاكات للوائح السجون وانتظار بالساعات لم تسعهم الظروف لقضاء عيد الفطر المبارك بين "أسرة كاملة أضلاعها" فهناك فرد من تلك الأسرة أو فردان أو ثلاثة يقبعون داخل أسوار السجن بين حوائط رمادية لا يعرفون للبهجة أو السرور عنوانًا، وتكون "الزيارات" بمثابة الروح التي تعيد إليهم نبض الحياة مرة أخرى فكانت آخر زيارة لمعتقلي "السجون" بمختلف انتماءاتهم السياسية خلال عيد الفطر المبارك وسط معاناة كبيرة من طول المشوار ومن عدم قضاء المدة المقررة قانونًا للزيارة والتي تقول وفقًا لمادة "71" من لائحة السجون وتنص على "مدة الزيارة العادية والخاصة التي يُصرح بها، بالتطبيق لنص المادة "40" من القانون، ستون دقيقة، ويجوز لمأمور السجن إطالة المدة إذا دعت لذلك ضرورة، بعد موافقة مساعد الوزير لقطاع مصلحة السجون". لترصد الأسر عبر صفحاتها الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي مأساة زيارات ذويهم داخل السجون لتقول مروة قاسم شقيقة المعتقل "عبد الحميد قاسم" والمتهم في خرق قانون التظاهر بأحداث "مجلس الشورى" وإحنا في الزيارة يوم الوقفة كان في زيارة لستة من جدعان الشورى هاني الجمل وعبد الله زكي ومصطفى يسري خرجوا الأول وحمادة نوبي وصلاح الهلالي وعبد الحميد أخويا ماخرجش وفضلنا نقولهم وهما منتهى البرود والزيارة خلصت في خمس دقائق وابتدوا يجوا عند والدة " مصطفى" والضابط بيصرخ فيها عشان تسيب ابنها اللي كان بيترعش ومنهار من اللي حصلهم قبل الزيارة ب "ثلاثة" أيام، كل ده ونوبي وصلاح وعبد الحميد ماخرجوش زيارة. وتابعت مروة قائلة: "الأهالي مشيوا واحنا واقفين مش قادرين نقعد من القلق، وبعد فترة طويلة خرج عمو صلاح ونوبي وعبد الحميد ماخرجش و أول ما شوفناهم والدة نوبي معيطة وأخدت ابنها في حضنها وفي نفس اللحظة المخبر بيديله أمر أنه يطلع قدام وخناقه وقلة أدب وعمو صلاح خارج وحالته وحشة خالص وكل شوية حد يستفز فيه وكل شوية خناقة جديدة وكل ده وعبد الحميد ماطلعش وكل شوية يجلنا ضابط ويتكلم بطريقة سخيفة ويقول الزيارة خلصت يلا ونقوله احنا جاين زيارة ولسه مانزلش وفضلنا كده كتير جدًا". وأضافت مروة: "ماما خلاص أعصابها باظت وفي الوقت ده كنت شايفة باقي الجدعان لسه قاعدين بعد ما أهاليهم مشيوا، شوفت البكاء والانهيار، وكانوا بيتنقلوا كل شوية من مكان للتاني عشان ماحدش فينا يشوفهم، ياريتني ما شوفت اللحظة دي، انهيار بسبب اللي حصلهم قبل الزيارة بتلات أيام، وأخيرًا خرج عبد الحميد وماكملناش بعد القرف ده كله خمس دقايق وابتدت قلة الأدب وقامت خناقة تانية، تعب أعصاب وبهدلة، رحمتك يارب". وكانت لنورها حفظي زوجة الناشط السياسي أحمد دومة رحلة أيضًا خلال زيارة العيد حيث روت قائلة: "تقريبا احنا بنتعاقب عشان سمحولنا بزيارة أول يوم ورغم أنهم هياخدوا إجازة 3 أيام بعدها بس إزاي نعكنن عليهم أول يوم؟، الزيارة دقيقتين بالظبط، إزيك وعامل إيه تمام سيب الشنط وامشي وبعد خناق بقت 10 دقايق بالعافية عشان هما اتأخروا أوي والساعة بقت 2 يارب عكنن عليهم عيدهم، يارب من قلبي نكد علي كل واحد استكتر علينا الدقايق اللي بنشوفهم فيها". ورصد مصطفى ماهر، شقيق مؤسس حركة شباب 6 إبريل أحمد ماهر المعاناة التي حدثت لزوجته وأطفاله خلال الزيارة: "المشكلة مش في بهدلتنا أو أن زيارة راحت علينا.. ولا مشورتنا ومراته وعياله المشكلة في واحد محبوس مستني يشوف أهله ومراته وولاده أول يوم العيد ويفضل مستني في زنزانته يتنده عليه علشان الزيارة وميسمعش غير أقفال وأبواب حديد بتتقفل وحرس مروحين بدري علشان عيد!". وتابع ماهر: "المشكلة إن هيفضل مقفول عليه ال4 أيام الإجازة بتوع البهوات في السجن في زنزانة انفرادي المشكلة أن طلباته المجمعة من الأكل وباقي الطلبات اللي كانت المفروض هتدخله النهاردة في الزيارة علشان تهون عليه ال 4 أيام اللي هيقعدهم لواحده انفرادي من غير ما تتفتح عليه الزنزانة.. والله أعلم هيدخله أكل ولا لأ الكام يوم دول ولا كعادة عمايلهم في الإجازات! بالإضافة لأنه هيفضل للزيارة اللي جاية مش عارف إحنا اتأخرنا ولا نسينا ولا حصل حاجة وكالعادة بيفضل قلقان وتمر في دماغه كل الاحتمالات ويعيش في قلق للزيارة التالية. واختتم ماهر قائلًا: "اللي يفرس أن البهوات اشتغلوا أقل من 3 ساعات بس في أول يوم العيد ووزارة الداخلية عاملة فرح على أنها سمحت بالزيارة أول يوم العيد ولا كأنها هتخرج المساجين تفسحهم وترجعهم تاني. ورصدت إسراء عبد الرحمن زوجة المعتقل "هيثم العربي" قلة المدة التي قضوها معه قائلة: "زيارة العيد اللي فات كانت 5 دقائق واتلطعنا 7 ساعات عشان كده قررنا منروحش العيد ده ونروح ل هيثم العربي بعد العيد أقصى مدة زيارة كانت 20 دقيقة وأقل واحدة كانت 4 دقائق". وأضافت عبد الرحمن "طول رمضان الزيارة في سجن ليمان جمصة كانت 10 دقايق بنتحرك الساعة 6 نتطلع لحد الساعة 4 ونرجع الساعة 8:30 بعد الفطار عشان 10 دقائق. وقالت مني سيف شقيقة المعتقلة "سناء" المتهمة بخرق التظاهر في أحداث الاتحادية: "السجن كان رايق ومافيهوش الزحمة المعتادة، قلنا الحمد لله هنقضي أول يوم العيد في زيارة لطيفة مع سنسن استنينا كتير على بال ما ينادوا الزيارة الأهالي على الباب ابتدوا يشتكوا من اللطعة قام حد من الحرس شخط وقالهم "مش كفاية مش بنعيد بسببكو". وتابعت سيف المهم دخلنا في الآخر الزيارة 2 إلا تلت. الساعة 2 ابتدوا يصفروا ويقولوا الزيارة انتهت وابتدوا الأهالي يقوموا ويمشوا يعني الأهالي ملطوعين 5 ساعات عشان يشوفوا عيالهم 20 دقيقة أصرينا على حقنا، اللوائح بتقول الزيارات ساعة، جابولنا مأمور السجن قعد يشخط ويعلي صوته، نقوله اللايحة بتقول، يقول اللايحة عندي ومافيهاش كدة". وأضافت: "قلناله خلاص ورينا اللائحة لأننا متأكدين إنها ما بتقولش الزيارة تلت ساعة!! كمل زعيق وقالنا مش هتعلموني شغلي والسجانات يقولولنا معلش فوتوا باقي الوقت النهاردة عيد. يعني عيد ليهم واحنا واخواتنا طز!! تمسكنا بموقفنا وفعلا كملنا وقت زيارتنا". واختتمت قائلة: "يا أصحابنا وأهالي المعتقلين، قوانينهم ظالمة واللوائح محتاجة تتعدل وفيها مشاكل كتير بس أقل حاجة نعملها إننا نتبت في حقوقنا اللي لايحة السجون بتقرها.. حقيقي أقل حاجة المحكوم عليه من حقه زيارتين في الشهر غير لو في زيارات استثنائية زيادة الزيارة مدتها ساعة. يعني في الشهر حقنا 120 دقيقة نتصبر بيهم.. ما تفرطوش في أي دقيقة منهم".